عادي

عذب الكلام

00:12 صباحا
قراءة 3 دقائق

إعداد: فوّاز الشعّار
لُغتنا العربيةُ، يُسر لا عُسرَ فيها، تتميّز بجمالياتٍ لا حدودَ لها ومفرداتٍ عَذْبةٍ تُخاطب العقلَ والوجدانَ، لتُمتعَ القارئ والمستمعَ، تُحرّك الخيالَ لتحلّقَ بهِ في سَماءِ الفكر المفتوحة على فضاءات مُرصّعةٍ بِدُرَرِ الفِكر والمعرفة. وإيماناً من «الخليج» بدور اللغة العربية الرئيس، في بناء ذائقةٍ ثقافيةٍ رفيعةٍ، نَنْشرُ زاوية أسبوعية تضيءُ على بعضِ أسرارِ لغةِ الضّادِ السّاحِرةِ.
في رحاب أمّ اللغات
من جميل وصف الشّعراءِ، لمشاعرِ السّعادة، قولُ الحُطيئة:
ولَسْتُ أَرى السَعادَةَ جَمْعَ مالٍ
ولَكِنَّ التَقيَّ هُوَ السَّعيدُ
وتَقْوى اللَهِ خَيْرُ الزّادِ ذُخْراً
وعِنْدَ الله للأَتْقى مَزيدُ
وقول أبي القاسم الشابي:
تَرْجو السَّعادَةَ يا قَلْبي ولَوْ وُجِدَتْ
في الكَوْنِ لَمْ يَشْتَعِلْ حُزْنٌ ولا أَلَمُ
فما السَّعادَةُ في الدُّنْيا سِوى حُلُمٍ
ناءٍ تُضَحِّي لهُ أَيَّامَها الأُمَمُ
دُرَرُ النّظْمِ والنَّثْر
من بدائع نثر أحمد شوقي في كتاب «أسْواقُ الذّهب»:
أساطين البيان أربعة: شاعرٌ سارَ بيتُه، ومُصوِّر نَطَقَ زيتُه، وموسيقيٌّ بَكى وَتَرُه، ومَثَّال ضَحِك حَجَرُه. من الأمّهات تُبْنى الأمَم. الأمّيةُ في العُقَلاءِ شَكائم، تَتأسّى بها البَهائم.
الشّبابُ من الموْتِ خُطْوةٌ أو ما فَوْقَها، والمشيبُ مِنَ الموْتِ خُطْوَةٌ أو ما دونَها.
الطَّيْر لا يَقَرَبُ أُفُقاً فَسَدَ فضاؤه. خُذْ مِنْ مالِ النّاسِ ما شِئتَ، فإنَّ وارثَكَ رادُّهُ إليهم.
ليسَ العِلْمُ لكَ بِسِفْر، حتّى يكونَ لك فيهِ سَطْر، ولَيْسَ الأدَبُ لك كِتابا، حتّى تزيدَ فيه بابا.
المغْرورُ مَنْ يَظُنُّ أن النّاس لا يَسْتغنونَ عَنْه، والمخْدوعُ مَنْ يَظُنُّ أن أحَداً مِنَ النّاسِ لا يَسْتَغْني الناس عنه.
من أسرار العربية

في تَفْصِيلِ التَّهيُّؤ لأفْعالٍ وأحْوَالٍ مُخْتَلِفَةٍ: تأتَّى: تَهَيَّأَ لِلْقِيام. تَمَاثَلَ المريضُ: تَهَيَّأَ للشّفاء.
أَجْهَشَ: تَهَيَّأَ للبُكَاءِ. بَرْألَ الدِّيكُ وتَبَرْأَلَ: تَهَيَّأَ للهِراشِ. دَفَّ الطَّائِرُ: تَهَيَّأَ للطَّيَرانِ. اسْتَدَفَّ الأمْر: تَهَيَّأَ للانْتِظامِ. احْرَنْفَشَ الرَّجُلُ وازْبَأَرَّ: تَهَيَّأَ لِلشَّرِّ. تَشَذَّرَ وتقَتَّرَ: تَهَيَّأَ لِلقِتَالِ. تَلَبَّبَ: تَهَيَّأَ للعَدُوِّ. ابْرَنْذَعَ لِلأَمْرِ واسْتَنْتَلَ: تَهَيَّأَ لَهُ. خَيَّلَتِ السَّمَاءُ وتَرَهْيَأتْ: تَهَيَّأَتْ للمَطَرِ. أبَّ فُلانٌ يَؤُبُّ أَبّاً: تَهَيَّأَ للمَسِيرِ، قال الأعْشَى:
حَرَمْتُ ولَمْ أَحْرِمْكُمُ وكَصارِم
أَخٌ قَدْ طَوَى كَشْحاً وأَبَّ لِيَذْهَبا
وفي تَفْصِيلِ ضرُوبِ الطَّلَبِ: التّوَخِّي طَلَبُ الرِّضَى والخَيْرِ والمسَرّةِ. ‏والبَحْثُ: طَلبُ الشَّيءِ تَحْتَ التُّرابِ وغَيْرِهِ‏.‏ التَّفْتِيشُ: طَلَب في بَحْثٍ، وكَذَلِكَ الفَحْصُ‏.‏ الإِراغَةُ: طَلَب الشَّيْءِ بالإرادةِ‏.‏ المُحاوَلَةُ: طَلَبُ الشَّيْءِ بالحِيَلِ‏.‏ الارْتِيادُ: طَلَبُ الماءِ والكَلأ والمنزِلِ‏.‏
هفوة وتصويب
يقول بعضهم «وقد كان الاجتماع حَسْبَ التوقيت المحلّي..»، (بسكون السين) وهي خطأ، والصواب حَسَبَ (بفتحها)، ولكلٍّ منهما معنى بحسب المعاجم اللغوية: حَسْبُ: تفيد معنى كافٍ أو يكفي. وحَسْبُ: لا غير وتُبْنَى على الضمّ في آخرها فنقول «حَصلت المعلّمة على درجتين فَحَسْبُ، أو وحَسْبُ». أما حَسَبُ (بفتح السين) فمعناها: بمقدار، أو بِمقتضى حسابِ كذا. وفعلُها هو حَسَبَ يَحْسُبُ حِساباً وحُسْباناً أي عَدَّ وأحصى. ويدخل أحياناً على حَسَب حرفا الباء، أو على، أو ترتبط بها كلمة ما، فنقول «عَرَفْتُ ذلك بَحَسَبِ ما بَلَغني، أو على حَسَبِ ما بَلَغني. أو حَسَبَما بلغني». وحَسَبَ الشَّيءَ يَحْسُبُهُ، (بالضم)، حَسْباً وحِساباً وحِسابةً: عَدَّه، قال النابغة:
فَكَمَّلَتْ مِئةً فِيها حَمامَتُها
وأَسْرَعَتْ حِسْبَةً في ذلك العَدَدِ
وقال الشّاعر:
إِذا كانَتِ الهَيْجاءُ وانْشَقَّتِ العَصا
فَحَسْبُكَ والضَّحَّاكَ سَيْفٌ مُهَنَّد
أي يَكْفيك.
من حكم العرب
ازْرَعْ جَميلاً ولَوْ في غَيْرِ مَوْضِعَهِ
فَلا يَضيعُ جَميلٌ أيْنَما زُرِعا
إنَّ الجَميلَ وإنْ طالَ الزَّمانُ بهِ
فَلَيْسَ يَحْصُدُهُ إلّا الّذي زَرَعا
البيتان لأبي الفتح البُسْتيّ، يقول فيهما إن صانع الخير، لا يذهب صنيعه هباء، البتة، فالفعل الطيّب والعمل الصالح، يبقيان في ذاكرة الناس، ويبقى صانعهما محبّباً في قلوبهم، وهذا بالتأكيد سيعود عليه بالنفع.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/5eck835b

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"