فزعة إماراتية لنصرة لبنان

00:34 صباحا
قراءة دقيقتين
2

رسم الإقبال المجتمعي على حملة «الإمارات معك يا لبنان» صورة حضارية تشع بالالتزام والمسؤولية والحس الرفيع، تعكس القيم الوطنية والعربية الراسخة في الإمارات، وتجسد فزعة إنسانية فريدة، هي ثمرة طيبة من غرس حسن أرسى دعائمه الأب المؤسس المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ويرسخه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله.
وقوف دولة الإمارات مع الدول الشقيقة في الظروف الاستثنائية ليس أمراً جديداً على قيادة وشعب، تربيا على حب الخير والتسامح وتقديم العون والمساعدة. ولأن لبنان يمر بوضع صعب يفرض إغاثته العاجلة، فقد لبت الإمارات نداء الواجب، وقدمت بناء على توجيهات صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، حتى اليوم 100 مليون دولار مساعدات عاجلة، وسيرت 9 طائرات إغاثية حاملة 375 طناً من الإمدادات الطبية والغذائية ومعدات الإيواء والمستلزمات الخاصة بالأطفال والنساء، إضافة إلى مساعدات إغاثية بقيمة 30 مليون دولار للنازحين اللبنانيين إلى سوريا.
وهذا غيض من فيض الفعل الإنساني المستمر، في انتظار أن يكتمل تجميع المساعدات الإغاثية ضمن حملة «الإمارات معك يا لبنان» التي بدأت الثلاثاء الماضي وتستمر حتى يوم الاثنين 21 أكتوبر الحالي، ولا شك في أن حصاد الخير سيكون وافراً، ويعكس متانة العلاقات الأخوية الراسخة بين البلدين، ويبرهن على ما يحظى به لبنان من حب وتعاطف متأصلين في قلوب كل الإماراتيين.
عندما يمر شعب عربي شقيق بمحنة، تسارع الإمارات، بلا حسابات ضيقة، إلى نصرته ومساندته حتى تزول أسباب الظروف الإنسانية الحرجة، ومثل هذا العمل الإنساني يبقى إرثاً تذكره الأجيال المقبلة في البلدين بالفخر والامتنان والاعتزاز، لأنه فعل نابع من صدق الشعور بالأخوة والمصير المشترك.
وعلى امتداد العقود الماضية، كان الدور الإماراتي في كل القضايا العربية متفرداً بعطائه وحكمته، وتحمل مسؤوليته على جميع الأصعدة، دبلوماسياً وسياسياً وإنسانياً، وهو ما تشهد به الشعوب العربية من المحيط إلى الخليج، وخصوصاً في لبنان وفلسطين، بفعل الاحتكاك المباشر مع الاحتلال الإسرائيلي وما جلبه من ويلات على الشعبين الشقيقين.
المد الإنساني المتعاظم من الإمارات، يواكبه جهد إماراتي لا يلين من خلال الدعوات المستمرة إلى وقف إطلاق النار في غزة ولبنان، ورفض كل الأفعال والاستفزازات التي ترمي إلى تأجيج التوتر وتضييق الخناق على المساعي الدبلوماسية. ومنذ امتداد نيران الحرب الإسرائيلية إلى لبنان، طالبت الإمارات، في مواقف وبيانات عدة، بدعم الجهود الدولية الهادفة إلى خفض التصعيد والوقف الفوري لإطلاق النار، وطالبت بحماية المدنيين والأعيان المدنية، من مستشفيات ومدارس ومنشآت حيوية. وفي الساعات الماضية، دانت بشدة الاعتداء الذي تعرضت له قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة «اليونيفيل»، وهذا الموقف ينسجم مع الرؤية الإماراتية القائمة على التشبث بالقانون الدولي وبمؤسساته ورموزه، وبالدفاع عن عوامل الأمن والاستقرار.
نعم، الإمارات مع لبنان، وستبقى كذلك حتى يحفظ هذا البلد سيادته، ويتجاوز هذه المحنة ويستعيد شعبه الشقيق حياته الطبيعية على أفضل مما كان، وسيذكر، بمختلف طوائفه، مواقف الإمارات السياسية والإنسانية وسيحفظها بما يليق بها في سجلات الذاكرة والتاريخ.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/5armxj86

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"