إعداد: مصطفى الزعبي
مع استمرار نمو دور أدوات الذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية، لا يوجد إلا القليل من التوجيه الأخلاقي لمهنيّي الرعاية الصحية عندما يتعلق الأمر بإخطار المرضى بكيفية ومتى يتم استخدام هذه الأدوات، ومتى تكون موافقتهم ضرورية.
وفي غياب نهج موحد، تتعرض أنظمة المستشفيات والأطباء لخطر تعزيز انعدام الثقة بين مرضاهم والجمهور.
في تقرير لجامعة أوهايو الأمريكية، تناول الباحثون القلق الأخلاقي من خلال اقتراح إطار عمل لمساعدة مقدمي الخدمات على التنقل بين إخطار المرضى وممارسات الموافقة المستنيرة عند استخدام الذكاء الاصطناعي.
دليل عملي
قالت د.ديفورا شابيرو، الأستاذة المساعدة بالأخلاقيات الطبية في الجامعة: «الهدف من هذا العمل هو توفير دليل عملي لتحديد متى تكون الموافقة المستنيرة أو الإخطار ضرورياً، أو متى لا نحتاج حقاً إلى تنبيه أي شخص».
وأضافت: «نريد فقط التأكد من أن المرافق تأخذ الوقت الكافي لشرح الأمور ذات الصلة والضرورية التي يجب على المرضى فهمها، حتى يتمكن المرضى من اتخاذ القرارات بما يخدم مصالحهم».
وأشارت إلى أن الموافقة المستنيرة هي العملية التي يقوم من خلالها مقدم الرعاية الصحية بتثقيف المريض حول المخاطر والفوائد والبدائل لإجراء أو تدخل معين، وخاصة تلك التي تكون معقدة أو عالية المخاطر.
وقال شابيرو، إن هذه العملية تمكن المرضى من اتخاذ خيارات مستنيرة بشأن رعايتهم، مما يوفر شعوراً بالاستقلالية وبناء الثقة ومسارات الاتصال بين المريض ومقدم الرعاية.
موارد داعمة
ووفقاً لشابيرو: «إن موافقة المريض ضرورية عند استخدام الذكاء الاصطناعي في الإجراءات عالية الخطورة، ولكن بالقرارات حيث يكون للتوصيات بمساعدة الذكاء الاصطناعي تأثير كبير على نتائج المريض أو تقدم العلاج، وحالياً، لا توجد أدوات ذكاء اصطناعي تحل محل دور مقدم الرعاية بالكامل؛ فهي في المقام الأول موارد داعمة تساعد المهام البسيطة مثل تخصيص أسرة المستشفيات أو المزيد من العمل التحليلي مثل تفسير اختبارات الأشعة».
يقترح شابيرو والمؤلفة الرئيسية، الدكتورة سوزانا روز، الأستاذة المساعدة في المعلوماتية الطبية الحيوية بجامعة فاندربيلت المشاركة بالدراسة، معايير رئيسية لتحديد متى وكيف ينبغي إخطار المرضى إذا تم استخدام الذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية.
وتشمل هذه المعايير مدى الاستقلال الذي يتم منحه للذكاء الاصطناعي لاتخاذ القرارات، والدرجة التي ينحرف بها نموذجه عن الممارسات الطبية الراسخة، وما إذا كان يتفاعل مباشرة مع المرضى، والمخاطر المحتملة التي يتعرض لها رعاية المرضى والتحديات العملية المتمثلة في تنفيذ عملية الإخطار والموافقة.
وصنف الباحثون تقنيات الذكاء الاصطناعي إلى ثلاثة مستويات، ويعين نظام تسجيل لتحديد الدرجة التي يلزم فيها الحصول على الموافقة المستنيرة.
https://tinyurl.com/4f3fza4e