قد نخجل من الحديث عن الغذاء وكل ما له علاقة بالطعام وهناك من يعانون الجوع وسوء التغذية ولا يجدون قوت يومهم ونحن في العام 2024، حيث يسابق الإنسان الزمن في سرعة التطور والابتكار، يتباهى العالم بالتقنيات الحديثة وولادة الإنسان الآلي والذكاء الاصطناعي.
نخجل من أننا نأكل ونشبع، وأننا وصلنا إلى زمن أصبح للتطرف فيه حضور في مناحي كثيرة من حياتنا، حيث يعاني نحو 733 مليون شخص حول العالم من نقص الغذاء، بينما يعاني 2.8 مليار شخص من السمنة والوزن الزائد، لا هؤلاء يجدون لقمة يسدون بها جوعهم وتتضمن الأكل الصحي لتغذية أبدانهم، ولا أولئك يتحملون تكلفة النظام الغذائي الصحي لمحاربة السمنة التي تشكل بدورها أزمة صحية تنعكس على قدرة الإنسان على العمل والإنتاج والعيش بشكل طبيعي.
أمس كان يوم الأغذية العالمي، وأمس وقبله واليوم وغداً وبعده ستبقى الأرقام هي مرآة أحوال العالم وصحته، أرقام تخبرنا بأن أكثر من 50 ألف طفل يعانون من سوء التغذية في غزة اليوم، وأن التضخم في أعداد «الجوعى» والملايين الذين يعانون من سوء التغذية حول العالم قابل للزيادة بشكل مخيف طالما أن الأسباب مازالت تقف عائقاً دون تحقيق السلام والتوازن حول العالم، صراعات وحروب ونزاعات تؤدي بلاشك إلى تهجير وتشريد وفقر وبطالة وأزمات اقتصادية يولد من رحمها فقر ينهش في أبدان شعوب ودول تعجز عن النهوض واستعادة عافيتها لبناء الإنسان والمجتمع ومواصلة الحياة بشكل سليم وصحي!.
أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة دعا أمس إلى «تكثيف الجهود الدولية لمكافحة الجوع وسوء التغذية، واتخاذ الإجراءات اللازمة لدعم الحق في الغذاء من أجل حياة ومستقبل أفضل»، كيف يتحقق ذلك والمتحكمون بقرارات الحروب يضعون الآلة العسكرية والحسابات السياسية والأطماع أولوية، بينما يدفع البشر الثمن غالياً، منهم من يخسر حياته ومنهم من يصاب ويمرض ويتشوه ومنهم من يتشرد فيصبح بلا مأوى ولا عمل ولا أرض ولا وطن، والكل خاسر والفقر يسود؟.
الجهود التي تبذلها بعض الدول في تقديم المساعدات الغذائية والعلاجية والصحية وكل المستلزمات الضرورية للشعوب المتضررة والمقهورة لن تكون كافية إذا قوبلت بمزيد من الحروب وتفاقم الأزمات الاقتصادية التي تؤدي بشكل تلقائي ومباشر إلى أزمات اجتماعية وتراجع في الاستقرار والأمان ونقص في الغذاء.. أزمات كثيرة يواجهها العالم وتنتقل إلى الأجيال الجديدة وتتفاقم ما لم يتحلَ الجميع بوعي ويعملوا على تحقيق التنمية في المجتمعات.
[email protected]
https://tinyurl.com/zws4f9n