تسلّم صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، صباح الخميس، بحضور الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة الجامعة الأمريكية في الشارقة، «جائزة النيل للمبدعين العرب» لعام 2024 من أحمد فؤاد هنّو، وزير الثقافة في جمهورية مصر العربية.
وتعدّ الجائزة التي يمنحها المجلس الأعلى للثقافة، أرفع الجوائز في المجال الثقافي، للشخصيات العربية البارزة في الآداب والفنون والعلوم الاجتماعية.
أياد بيضاء
وأعرب صاحب السموّ حاكم الشارقة، عن خالص شكره على التكريم من جمهورية مصر العربية، التي لها أياد بيضاء على الثقافة العربية في العلم والمعرفة والعطاء، لكل من يستعين بها ويرتادها، فيجد فيها من الثقافة والتعليم والتاريخ والخير الكثير، ويرتبط تاريخها بمسيرة سموّه التعليمية والثقافية والأدبية منذ المرحلة الجامعية التي تخرج فيها سموّه في كلية الزراعة بجامعة القاهرة.
وتبادل سموّه، خلال الاستقبال بمقر الجامعة، الأحاديث الودية مع أحمد فؤاد هنّو، مستذكراً أيام دراسته بالجامعة وما كانت عليه الأنشطة الثقافية والأدبية والمسرحية ودور الكتب المتنوعة والكثيرة التي عملت على تكوين شخصيات الطلبة وصقلتها ومن بينهم سموّه. مشيراً إلى دور مصر الكبير بمختلف المجالات في الارتقاء بالمجتمعات ونشر العلم والأدب والثقافة.
قبلة المثقفين
وتناول اللقاء، تاريخ مصر وإسهامها، كونها بلداً عربياً عريقاً، في الحضارة العربية والإسلامية، وإشعاعها على كل البلدان، بما تمتلكه من بنية مؤسسية متينة، وثقافة متأصلة ومتتابعة، والمهتمين والعاملين عليها، ما جعلها قبلة للمثقفين والكتاب والأدباء، ومصدراً للإنتاج الثقافي الغزير.
وألقى الوزير هنّو، كلمةً نقل فيها تهاني قيادة مصر وشعبها إلى صاحب السموّ حاكم الشارقة، بهذا التكريم المُستحق؛ وقال «يشرفني اليوم على المستويين الشخصي والسياسي، أن أقدّم جائزة النيل للمبدعين العرب 2024 إلى صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، والمثقّف من الطراز النادر الرفيع، تثميناً من بلده الثاني جمهورية مصر العربية. والجائزة ليست مجرد تكريم عادي، بل هي اعتراف عميق وتكريم أدبي غير محدود لسموّه من جمهورية مصر العربية، ومن الوسط الثقافي المصري أجمع، واعتراف بالدور المهم والكبير لسموّه، في الارتقاء بالثقافة العربية ووضعها في المكانة التي تستحقها على الساحة الدولية».
وأشار إلى الأدوار الكبيرة التي عمل عليها سموّه، خلال مسيرته الثقافية، والتثمين العميق من أهل مصر والدول العربية، لهذه الأدوار غير المسبوقة؛ وقال إن إسهامات سموّه في دعم الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية قد أثرت بشكل عميق في تعزيز الهوية الثقافية العربية، حيث عمل بلا كلل على دعم المشاريع الثقافية والفنية، سواء بإنشاء المؤسسات الثقافية أو دعم الفعاليات الأدبية والفنية التي تسهم في نشر الثقافة العربية وتعزيزها، وهذا الدور الذي يقرّه ويعترف به كل مصري وعربي، ويجعل سموّه جديراً بامتياز في الحصول على أرفع جائزة تمنحها جمهورية مصر العربية في مجال الثقافة.
واختتم وزير الثقافة المصري، كلمته بتقديم الشكر إلى صاحب السموّ حاكم الشارقة على كل ما يقدمه للثقافة ولما يكنّه لشعب مصر ومثقفيها وأدبائها وكُتّابها من تثمين خاص، متمنياً لسموّه دوام الصحة والعافية.
وفي نهاية حفل التكريم، تفضل صاحب السموّ حاكم الشارقة، بتسلّم هدية من الوزير أحمد فؤاد هنّو، وهي موسوعة شاملة لتاريخ مصر القديمة تتضمن عدداً من المجلدات القيّمة.
ويأتي تكريم صاحب السموّ حاكم الشارقة، بجائزة النيل للمبدعين لما يمثله من نموذج متميز ونادر، حاكماً ومثقفاً عالمياً بارزاً، أسهم في رعاية الثقافة وأهلها، وإقامة المؤسسات التي تُعنى بها، على كل المستويات التعليمية والعلمية والأكاديمية ودور النشر والقراءة والمكتبات ومعارض الكتاب، في إمارة الشارقة وخارجها في مختلف الدول العربية والمدن العالمية.
كما يُحسب لسموّه، إنشاء الكثير من المشروعات الثقافية غير المسبوقة والمبتكرة التي تُقرّب القراءة والكتاب من الجميع، مثل مشروع ثقافة بلا حدود، ومكتبة لكل بيت، وبيت الحكمة، والمكتبات العامة، حتى حازت الشارقة عدداً من الألقاب التي تُكرّم هذا المِثال المتميز للمدن، تحت قيادة سموّه، مثل عاصمة الثقافة العربية والإسلامية، إلى جانب لقب العاصمة العالمية للكتاب 2019.
كما يأتي تكريم صاحب السموّ حاكم الشارقة، بجائزة النيل للمبدعين، على مُجمل ما ظلّ يقدمه منذ عقود إلى الثقافة العربية في كل ضروبها وأهلها من المثقفين والأدباء والشعراء والكُتّاب والفنانين والمؤرخين، وغيرهم، من دعم سخي واهتمام غير محدود، وتشجيع وتعزيز وتثمين لأدوارهم في صنع الحياة الراقية والارتقاء بالمجتمعات، حيث عمل على تكريمهم ودعم مؤسساتهم على كل المستويات. يُضاف إلى ذلك المشاركة الشخصية لسموّه، في مجالات الكتابة والتأليف في المسرح والأدب والروايات والتاريخ والجغرافيا، حيث أثرى المكتبات المحلية والعربية والعالمية ب 94 مؤلفاً في مختلف ضروب المعرفة.
وسبق لسموّه الفوز بكثير من الجوائز والألقاب من المؤسسات الثقافية والعلمية والأكاديمية المرموقة في دولة الإمارات، ومختلف الدول العربية والعالم، كونه أحد كبار المفكرين والمثقفين وداعمي الثقافة وناشريها وواضعي أسسها والحريصين على أهميتها في بناء المجتمع وصلاح أفراده.