عادي
أبرزها التعبير عن النفس واللغات الجديدة والبحث العلمي

تحديات تواجه الطلبة الجدد.. وجامعات تستقبلهم باستراتيجية متكاملة

01:47 صباحا
قراءة 5 دقائق

تحقيق: عبد الرحمن سعيد
قد يعتقد البعض من أولياء الأمور والطلبة حديثي التخرج من الثانوية العامة أن جزءاً كبيراً من التحديات ينتهي باختيار التخصص الجامعي المناسب والالتحاق بالجامعة، حيث يخفى عليهم أن الدراسة في الجامعة يختلف أسلوبها بشكل كبير مقارنة بالمدرسة، نظراً لأنها تعتبر نقلة في حياة الطالب من بيئة لأخرى، لا يوجد بها واجبات يومية ومتابعات لكنها تعتمد على جهد الطالب في البحث والاستفادة قدر المستطاع من الأساتذة الجامعيين، وتختلف من ناحية نمط التدريس والاختبارات وتنظيم الوقت ونظام العلامات والتقييم وغيرها.
«الخليج» تسلط الضوء في التحقيق التالي على عدد من التحديات التي تواجه طلبة الجامعات الجدد الذين التحقوا بالجامعات مطلع العام الدراسي الجاري بعد أن أنهوا الدراسة في مرحلة الثانوية العامة بنجاح، حيث تواصلت مع عدد من الطلبة والمسؤولين الأكاديميين لتسليط الضوء على جانب من جهود ودور الجامعات الحكومية والخاصة لدعم الطلبة الجدد ومساعدتهم على الانخراط في الحياة الجامعية.
ثراء الجنسيات
أكد عيسى الرئيسي، مدير إدارة شؤون الطلبة في جامعة السوربون أبوظبي أن الحياة الجامعية تختلف عن المدرسية في العديد من النقاط، من ناحية نمط التدريس والواجبات والاختبارات وتنظيم الوقت ونظام العلامات والتقييم وغيرها، لذلك نحث الطلبة على الانتظام في الدراسة والجدّية ومن المهم الاستفادة من ثراء الجنسيات الموجود في الجامعة من خلال تكوين صداقات ما يساعدهم على تبادل الثقافات وتقوية لغتهم، وننصحهم في الانخراط بجميع الأنشطة الجامعية وحضور ورش العمل التي تنظمها الجامعة لما لها من تأثير إيجابي على الحياة العملية وتمكين الكوادر بمهارات المستقبل وتأهيلهم لسوق العمل.
وقال: «تعتبر أبرز الصعوبات التي يواجها الطلبة الجدد في السنة الأولى بالجامعة هي صعوبة إدارة الوقت، إلى جانب التحديات الأكاديمية إذ يواجه بعض الطلبة صعوبة في التعلّم بلغة جديدة سواء كانت الإنجليزية أو الفرنسية بالإضافة إلى استخدام الطرق الجديدة في الدراسة كالبحث العلمي، وتحدي استخدام تكنولوجيا التعلّم الحديثة والتأقلم مع نظام التعليم الجديد، والبعض قد يواجه صعوبة في التكيّف مع بيئة المجتمع الجامعي».
أهم الصعوبات
ويشير إلى أنّ اللغة من أهم الصعوبات التي تواجه الطلبة في المراحل الأولى، في ظل ذلك تقدم جامعة السوربون أبوظبي سنة تأسيسية مكثفة في اللغة الفرنسية لتعزيز قدرات الطلبة وكفاءتهم اللغوية وتمتد فترة الدراسة بناءً على المستوى اللغوي للطالب وأدائه الأكاديمي، كما تهدف السنة التأسيسية في العلوم إلى تزويد الطلبة بالمهارات الأساسية وتمهد الطلبة للالتحاق ببرامج التخصصات العلمية، وخلال السنة التأسيسية ستسنح لهم الفرصة للتعرف والتفاعل مع الطلبة الجدد الملتحقين ببرامج البكالوريوس وغيرها.
وقال: تستقطب جامعة السوربون أبوظبي سنوياً طلبة من مختلف أرجاء العالم، ونعمل بدورنا على ضمان تجربة جامعية فريدة للطلبة وتوفير مجتمع أكاديمي متكامل ومتميز، من خلال توفير كافة السبل الضامنة لدعمهم ونجاحهم مثل المرافق المتطورة كالمكتبة والمركز الرياضي الذي يقدم أكثر من 20 نشاطاً وعيادة الجامعة التي تقدم خدماتها على مدار 24 ساعة طيلة أيام الأسبوع، بالإضافة إلى توفير السكن الجامعي الذي يخضع لأعلى المعايير والفعاليات الثقافية والفنية وورش العمل المتنوعة.
تنمية المواهب
وقال محمد بسام مسؤول الأنشطة والفعاليات بمكتب الأنشطة الطلابية في جامعة أبوظبي: في بداية انخراط الطلبة الجدد في العام الدراسي الجديد تنظم جامعة أبوظبي أسبوعاً ترحيبياً يضم برنامجاً تعريفياً يساعدهم على معرفة كل شيء عن الحياة الجامعية والخدمات والمعلومات التي ستفيدهم على مدار أعوام دراستهم، كما يضم البرنامج التعريفي أنشطة وبطولات رياضية تشمل بطولة البلايستيشن واللياقة وتجارب كرة الطائرة وكرة السلة وكرة القدم والكريكت وبطولات الهوكي الهوائي وتنس الطاولة إضافة إلى إقامة الورش التي تعرف الطلبة بالخدمات الطلابية والإرشاد والتوظيف وخطة سمات الخريج، ويعود السبب لإقامة التجارب الرياضية مبكراً خلال بداية انضمام الطلبة إلى إتاحة الجامعة الفرصة للطلبة لإثبات وتنمية مواهبهم الرياضية حيث توفر الجامعة منحة دراسية جزئية للمواهب الرياضية وبذلك يمكن للطالب البدء مباشرة في الانضمام إلى فريق الجامعة في الرياضة التي يحبها ليستوفي بعدها شروط الاستفادة من المنحة الدراسية.
استراتيجية متكاملة
وأضاف: إن الجامعة تضع استراتيجية متكاملة لاستقبال الطلبة الجدد وضمان تهيئة بيئة ملائمة للتعليم والنمو واكتساب المهارات العلمية والعملية والحياتية عبر تنظيم العديد من الأنشطة والتحديات والفعاليات الثقافية والترفيهية والرياضية، وينظم مكتب الأنشطة الطلابية في قسم شؤون الطلبة الفعاليات والأنشطة والورش وكثير من الأعمال التطوعية بصورة منسجمة مع معايير سمات الخرجين التي تسهم في تطوير سمات ومهارات الطلاب الحاليين.
وتابع: لا بد أن تكون جميع الأنشطة منسجمة ومرتبطة بتعزيز المهارات والسمات التالية: التفكير الناقد، الإلمام بالتكنولوجية الرقمية، معرفة القراءة والكتابة، التواصل الفعّال، المسؤولية الأخلاقية والاجتماعية، الابتكار والإبداع، القيادة والريادة، حل المشاكل، العمل بروح الفريق الواحد، الصحة الجسدية والنفسية.
تحديات
من جانبها قالت الأستاذة الدكتورة ابتهال أبو رزق نائب رئيس جامعة العين لشؤون التطوير والمتابعة وعميد شؤون الطلبة: «تتعدد الصعوبات التي يواجها الطلبة في المرحلة الجامعية ومنها: طبيعة الدراسة، تقبل الآخر وبناء الصداقات، التعبير عن النفس، والتعامل مع أعضاء الهيئة التدريسية».
وحول كيفية التعامل مع التحديات التي تواجه الطلبة توضح أن الجامعة تعتبر الطلبة محور العملية التعليمية ولذا تعمل جاهدة على تقديم تجربة أكاديمية ثرية للطلبة بوضع استراتيجيات تهدف إلى تحفيز الطلبة وتشجيعهم على المضي قدماً بمسيرتهم التعليمية محققين أعلى مستويات التفوق الأكاديمي من خلال تقديم تجربة جامعية متميزة وشاملة قادرة على صقل مهاراتهم الشخصية والعملية، ويتحقق ذلك بالاهتمام بالإرشاد الأكاديمي للطلبة على يد نخبة من الأكاديميين في الجامعة الذين يقومون بدورهم في إرشاد الطلبة لبدء مرحلتهم الجامعية بالشكل السليم، إضافة إلى تنظيم الفعاليات والأنشطة التثقيفية لتعزيز مهاراتهم في مجالات إدارة الوقت والبحث العلمي والتفاعل مع المجتمع، إضافة إلى تنظيم لقاءات مع رئيس الجامعة وعمادة شؤون الطلبة وعلى مستوى الكليات، وتقوم من خلالها بتزويدهم بدليل الطالب والذي يتضمن إرشادات ونصائح هامة لبداية حياة جامعية ناجحة».
وبيّنت أن المرحلة الجامعية تعتبر من أهم المراحل في حياة الطلبة والتي تتبلور فيها شخصيته حيث يعتبر الانتقال من مرحلة المدرسة إلى المرحلة الجامعية نقلة كبيرة في حياة الطالب يواجه فيها بعض التحديات والصعوبات التي تعتبر مختلفة وجديدة نسبياً بالنسبة له، وذلك بسبب تغير البيئة المحيطة وتجدد الأفكار وزيادة المعرفة والخبرة والتي تعزز من بناء شخصيته ونمو ثقافته وأفكاره.
أوقات الدراسة
والتقت «الخليج» عدداً من الطلبة الجامعيين الجدد الذين التحقوا بالدراسة مطلع العام الدراسي الجاري، حيث قال الطالب رزق سعد إن أبرز التحديات التي تواجهه تتمثل في أوقات الدراسة غير المعتادة حيث إن المدرسة كانت يومياً تبدأ من ساعة محددة وتنتهي في ساعة محددة وعدد حصص محدد، ولكن في الجامعة يوجد نظام المحاضرات التي قد تختلف مواعيدها من يوم لآخر، الأمر الذي يتطلب منه المتابعة اليومية وإجراء الجداول الزمنية لحضور كافة المحاضرات وإحراز أعلى الدرجات.
التساؤل والتجاوب
أوضحت الطالبة حنان محمد أن أبرز التحديات التي تواجهها في الفترة الحالية هي التعبير عن النفس والتساؤل والتجاوب مع أعضاء هيئة التدريس في ظل وجود زملاء لها من ثقافات مختلفة وأعداد أكثر من الفصل، ولكن قسم الدعم الطلابي في الجامعة ساعدها بشكل ملحوظ في الحياة الجامعية.
البحث العلمي
يبين الطالب علي رشدي أن أبرز التحديات التي تواجهه هي استخدام الطرق الجديدة في الدراسة والبحث العلمي وبشكل عام طبيعة الدراسة، حيث يرى أن الحرم الجامعي ذو رهبة كبيرة وأقسام متعددة وثقافات مختلفة من الزملاء وأعضاء هيئة التدريس.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/jsfswwxt

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"