تحتضن روسيا هذا الأسبوع، قمة مجموعة «بريكس»، بمشاركة أكثر من 20 من قادة الدول، لتكون من بين أكبر اللقاءات للتجمع الآخذ بالتوسع.
تأتي القمة التي تستضيفها مدينة قازان من 22 وحتى 24 أكتوبر/تشرين الأول في روسيا في توقيت يسعى فيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لإظهار أن محاولات الغرب في عزل بلاده بسبب حرب أوكرانيا باءت بالفشل.
وضم التكتل الذي أنشئ في 16 يونيو/حزيران عام 2009 في «يكاترينبورغ» في روسيا، حين عقدت أول قمة بين زعماء روسيا والصين والبرازيل والهند، أربعة أعضاء، ثم توسّع ليشمل دولاً ناشئة عدة على غرار جنوب إفريقيا ومن ثم الإمارات ومصر والسعودية وإيران وإثيوبيا. وأعلنت تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي والتي تقيم علاقات مع كل من موسكو والغرب، في أوائل سبتمبر/أيلول أنها تسعى أيضاً للانضمام إلى التكتل.
وحملت المجموعة في بدايتها اسم «بريك» اختصاراً للأحرف الأبجدية الأولى باللغة اللاتينية لكل من البرازيل وروسيا والهند والصين، كما صاغها كبير مستشاري بنك غولدمان ساكس جيم أونيل في عام 2001 في بحثه عن الاقتصادات الناشئة. وفي سنة 2010 انضمت جنوب إفريقيا إلى المجموعة لتصبح «بريكس».
وفي عام 2017، وخلال عقد قمة «بريكس» في مدينة شيامين الصينية، طرحت فكرة إضافة دول جديدة إلى المجموعة أو ما يعرف بـ«بريكس بلس».
ومنذ يناير/كانون الثاني 2024، انضمت 5 دول رسمياً إلى تكتل بريكس، وهي الإمارات ومصر والسعودية وإيران وإثيوبيا. وكانت المجموعة تلقت قبيل قمة أغسطس/آب 2023 في جوهانسبورغ 23 طلباً للانضمام إليها بشكل رسمي، بينها 8 دول عربية. وتم قبول 6 منها (انسحبت الأرجنتين) لتتوسع المجموعة إلى 10 دول، وينتظر أن تنضم دول أخرى في الأعوام القادمة.
- 3.25 مليار نسمة
وتضم «بريكس» الموسّعة، 3.25 مليار نسمة أو ما يصل إلى 45% من سكان العالم و33.9% من إجمالي مساحة اليابسة، وبحجم اقتصاد 29 تريليون دولار يمثل 29% من الاقتصاد العالمي. وأضافت الدول الخمس المنضمة جديداً 3.24 تريليون دولار إلى اقتصادات المجموعة بحسب بيانات البنك الدولي.
وبحسب بيانات صندوق النقد الدولي، تشكل مجموعة «بريكس» نحو 16% من التجارة العالمية، 16% من حركة الصادرات و15% من واردات العالم من السلع والخدمات.
ويقدر إجمالي الاحتياطي النقدي الأجنبي المشترك للمجموعة بأكثر من 4 تريليونات دولار. وبعد انضمام السعودية والإمارات وإيران، باتت المجموعة تسيطر على 80% من إنتاج النفط العالمي، وعلى 38% من إنتاج الغاز و67% من إنتاج الفحم في السوق العالمية.
وتتحكم مجموعة «بريكس» في أكثر من 50% من احتياطي الذهب والعملات، وتنتج أكثر من 30% مما يحتاج إليه العالم من السلع والمنتجات بقيادة الصين والهند.
- البنك والصندوق
وأنشأت مجموعة «بريكس» خلال قمة 2014 مجموعة من المؤسسات المالية، بينها «بنك التنمية الجديد» برأسمال مبدئي قدره 50 مليار دولار بغاية الوصول إلى 100 مليار دولار ومقره بمدينة شنغهاي الصينية، كما أسست «صندوق الاحتياط النقدي»؛ يتضمن احتياطات نقدية طارئة بقيمة 100 مليار دولار تدعم الدول التي تعمل على سداد ديونها.