نكبر معهم وبهم

00:21 صباحا
قراءة دقيقتين

لماذا ينظر أغلبية الناس إلى صغارهم (حتى المراهقين والشباب) باعتبارهم «صغاراً» في كل شيء، ويتعامل معهم الأهل من منطلق الاستخفاف بقدراتهم المعرفية وكأنهم لا يفقهون شيئاً؟ علماً أن شباب اليوم أكثر وعياً واطلاعاً ومعرفة وقراءة مما كان عليه آباؤهم في مثل سنهم؟!.
ما زال البعض لا يستوعب أن مَنْ يطلقون عليه «هذا الجيل» يملك من القدرات الكثير، وأنه يعرف من المعلومات العامة الكثير، وأننا نحن من نحتاج إليهم ليساعدونا في البحث عن معلومات ما أو الاستدلال والاستفهام عن أي شيء في الحياة، وأنهم يستطيعون مشاركتنا ومجاراتنا في الحوارات والأحاديث في مختلف الشؤون وهم يعلمون ماذا يقولون، سواء في السياسة العالمية أو الاقتصاد أو التطور والتكنولوجيا والعلوم.
هم جيل الإنترنت و«جوجل»، أي أنهم يملكون بنكاً من المعلومات متنقلاً ومتوفراً وفي كل مكان، يقرؤون كثيراً، ويعرفون كل جديد يحصل في العالم وآخر التطورات.. هذا لا يعني أنهم لا يحتاجون إلى كبار بجانبهم، وأن وجود الأهل من عدمه سيّان، إنما أصبح دور الأهل ومسؤولياتهم في التوجيه والتربية أكبر، يتعاملون مع صغارهم باعتبارهم أصحاب قدرات بإمكانهم فهم واستيعاب كل شيء، وقادرين على مساعدة أهاليهم والمشي بجانبهم والتحاور معهم ومناقشتهم، والأهم الاستماع إليهم وعدم التقليل من شأنهم ولا الاستخفاف بقدراتهم وعقولهم.
نكبر مع صغارنا وبهم، عقولهم تسبق أعمارهم نضجاً، ندعمهم بخبراتنا وبقدرتنا على التمييز بين الغث والسمين، بين الصالح والطالح، بين الصدق والكذب.. ومنهم نستمدّ بعض المعلومات التي قد تفوتنا، ويكونون على علم بها قبلنا بفضل السوشيال ميديا.
أبناء اليوم يحلمون بتخصصات ومهن غير تقليدية وغير تلك التي راجت وعهدناها منذ زمنٍ، أبواب الابتكار مفتوحة أمامهم، فالوظائف التي تنتظرهم ليست محصورة بالعمل الميداني المناسب لتنفيذ المهام ليس إلا، منهم من يتجه نحو ابتكار روبوت أو لعبة إلكترونية أو موقع أو تطوير أجهزة.. ومنهم من يضع عينه على الفضاء ويسعى إلى العمل في مجاله.
أحلام لم تعد مستحيلة، وما يساعدهم في اختيار تخصصاتهم كل الأبحاث التي يقومون بها بأنفسهم فيطلعون على كل التفاصيل، ويأتون بمعلومات كثيرة نتلقفها منهم، ونتناقش معهم بها، فنفهم ما يسعون إليه وما يفكرون به، وإمكانية تحقيق هذه الأحلام ومتطلباتها.. إذا نسبنا فعل القراءة إلى الثقافة، واكتساب المعلومات العامة، وسعة الاطلاع إلى الثقافة، نجد أن الأجيال الشابة والصغيرة تفوقنا في طفولتنا اطلاعاً وثقافة.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4ekm7vzj

عن الكاتب

كاتبة وناقدة سينمائية. حاصلة على إجازة في الإعلام من كلية الإعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية. ساهمت في إصدار ملحق "دنيا" لجريدة الاتحاد ومن ثم توليت مسؤولية إصدار ملحق "فضائيات وفنون" لصحيفة الخليج عام 2002 فضلا عن كتابتها النقدية الاجتماعية والثقافية والفنية. وشاركت كعضو لجنة تحكيم في مهرجان العين السينمائي في دورته الأولى عام ٢٠١٩

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"