أكد كيلي أورتبرغ الرئيس التنفيذي لشركة بوينغ الذي تولى قيادة الشركة المصنعة للطائرات منذ مطلع أغسطس/آب، في تعليقات أرفقتها مع نشر النتائج الفصلية، الأربعاء: «مهمتي واضحة وهي إعادة السفينة إلى الاتجاه الصحيح والسماح لبوينغ باستعادة موقعها الرائد الذي نعرف ونريد».
وأعلنت بوينغ، عن تكبدها خسارة صافية بقيمة 6,17 مليار دولار في الربع الثالث من 2024، بسبب تداعيات إضراب أكثر من 33 ألفاً من عمالها منذ منتصف سبتمبر/أيلول والنفقات الباهظة في فرعي الطيران التجاري والدفاع والفضاء.
وبين يوليو/تموز وسبتمبر/أيلول، سجلت المجموعة الأمريكية المصنعة للطائرات تراجعاً في رقم أعمالها بنسبة 1% ليصل إلى 17,84 مليار دولار.
وحذرت المجموعة في 12 أكتوبر/تشرين الأول من أن نتائجها الفصلية ستتأثر بأعباء إجمالية قبل الضرائب تبلغ حوالي 5 مليارات دولار.
وتعد الخسارة الصافية البالغة 6,17 مليار دولار في الربع الثالث ثاني أكبر خسارة للمجموعة خلال فصل واحد منذ منتصف عام 2018، قبل حادثي تحطم طائرتين من طراز 737 ماكس 8 مما أسفر عن مقتل 346 شخصاً.
وفي الفصل الرابع من 2020، سجلت المجموعة خسارة بقيمة 8,42 مليار.
وأجمع محللو FactSet على خسارة صافية بقيمة 6,12 مليار دولار. وبلغ صافي خسارة سهم المجموعة 10,44 دولار. وكان المحللون يراهنون على خسارة بقيمة 10,35 دولار.
- الأولويات
وأضاف أورتبرغ «نواجه اليوم تحديات لكن علينا بناء أسس شركة بوينغ للمستقبل» مفصلا الأولويات لإعادة المجموعة إلى المسار الصحيح بدءا من «تغيير جذري في ثقافتها».
وتابع «سيستغرق الأمر بعض الوقت» حتى تستعيد بوينغ موقعها السابق.
وأعلن الفرع المحلي لاتحاد عمال الميكانيك (IAM)عن اتفاق مبدئي «يستحق درسه» السبت. وكان اتفاق أولي أُعلن عنه في 8 أيلول/سبتمبر، قوبل بالرفض جماعيا من قبل أعضاء النقابة الذين صوتوا للإضراب الفوري.
وتنص مسودة الاتفاقية الجديدة على زيادة الرواتب بنسبة 35% على مدى أربع سنوات (طالب فرع IAM بنسبة 40%)، وإعادة العمل بمكافأة سنوية محسنة وزيادة مساهمة أرباب العمل في خطة التقاعد وزيادة مكافأة التوقيع على العقود.
- مصادقة
ويصوت المنتمون إلى اتحاد عمال الميكانيك الأربعاء على ان تصدر النتيجة مساء. وإذا تمت المصادقة على مسودة الاتفاق يستأنف العمل الجمعة.
وقال جون هولدن رئيس فرع IAM-District 751 المحلي الثلاثاء على قناة سي ان بي سي «أعتقد أنه سيكون تصويتا متقاربا».
وأضاف «في حال الرفض سنستأنف المفاوضات. (...) هذا هو الخيار الوحيد، وسيقوم أعضاؤنا بهذا الخيار».
وقال كيلي أورتبرغ لشبكة سي إن بي سي الأربعاء إنه «متفائل بشأن التصويت» خلال أول مقابلة له منذ تعيينه.
واستئناف النشاط يعتبر أولوية. وفي أيلول/سبتمبر سلمت شركة بوينغ 33 طائرة قبل بدء الاضراب.
وشهد فرع الطيران التجاري تراجعا في حجم مبيعاته بنسبة 5% إلى 7,44 مليار دولار، واتسع صافي خسائره إلى 4,02 مليارات مقارنة بخسارة بقيمة 678 مليونا قبل عام.
وأنفقت الشركة المصنعة للطائرات ثلاثة مليارات دولار ما قبل الضريبة على هذا الفرع بسبب إضراب العاملين في منطقة سياتل (شمال غرب) الذي أدى إلى شل مصنعيها الرئيسيين (لانتاج طائرات 737 و777 و767 والعديد من البرامج العسكرية).
وجزء من هذه الأعباء يعود أيضا إلى التأخير في اعتماد برنامج 777X - وهي طائرة جديدة ذات محركين للرحلات البعيدة كان من المقرر أن تدخل الخدمة أصلا في عام 2020 - وبرنامج 767 الذي سيكون تصنيعه لأغراض عسكرية بحتة اعتبارا من عام 2027.
وقالت المجموعة إن وتيرة إنتاج طائرة 787 دريملاينر التي تصنع قرب تشارلستون بولاية ساوث كارولينا في مصنع غير نقابي، حاليا أربع طائرات شهريا على أن يصل إلى خمس طائرات بحلول نهاية العام.
- 49 طلبا صافيا
وفي الربع الثالث، حصل فرع الطيران التجاري على 49 طلبا صافيا وسلم 116 طائرة وكان في سجل طلباته نهاية أيلول/سبتمبر أكثر من 5400 طائرة بقيمة 428 مليار دولار.
ولكن فرع الدفاع والفضاء والخدمات (BDS) يواجه وضعا سيئا جراء خسائر فادحة في العقود ذات الأسعار الثابتة مع الحكومة الأميركية ومع وكالة الفضاء الأميركية (ناسا).
وكما تم الاعلان في منتصف تشرين الأول/أكتوبر، تم تسجيل رسم ما قبل الضريبة بقيمة ملياري دولار في حسابات الفصل الثالث المرتبطة بعدة برامج عسكرية.
وبلغ إجمالي رقم أعمال فرع الدفاع والفضاء والخدمات 5,53 مليارا (+2%) وصافي خسائره 2,39 مليارا مقابل خسارة قيمتها 924 مليونا قبل عام. وبلغ سجل طلباته 62 مليار دولار في نهاية أيلول/سبتمبر منها 28% من زبائن أجانب.
وأعلنت المجموعة في الأسابيع الأخيرة عن خفض يدها العاملة عالميا بنسبة 10% - نحو 171 ألف موظف نهاية عام 2023 - ولتعزيز أموالها تخطط لجمع ما يصل إلى 25 مليار دولار على مدى ثلاث سنوات والحصول على خط ائتماني ثان بقيمة عشرة مليارات دولار.
وأوضح أورتبرغ لقناة سي إن بي سي «لدينا زيادة في عدد الموظفين مقارنة بآفاق شركتنا» معترفا بأنه إذا استمر الإضراب فسينعكس سلبا على الوظائف. (أ.ف.ب)