أكد السير تيم كلارك رئيس طيران الإمارات، أن «طيران الإمارات» على مدار 39 عاماً ساهمت في جذب انتباه العالم، واستقطبت العالم إلى دبي من خلال التميز في أدائها.
وقال كلارك في تصريح بمناسبة 39 عاماً على تأسيس الناقلة في 25 أكتوبر/ تشرين الأول 1985، إن مجموعة الإمارات، تحت قيادة سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، «هي بلا شك واحدة من أنجح الكيانات في قطاع الطيران على مستوى العالم. فطيران الإمارات تعد أكبر ناقلة جوية دولية وأكثرها ربحية في العالم، بينما تعتبر دناتا واحدة من أكبر مقدمي خدمات السفر والطيران، ومع انتشار عملياتنا في القارات الست، فإننا نشكل قوة مؤثرة في مجال النقل الجوي العالمي».
وأضاف: «رحلة صعودنا السريع لم تكن محض صدفة، فما حققناه كان ثمرة الرؤية الاستشرافية الثاقبة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله».
وعن قصة نجاح الشركة، قال كلارك: «القصة التي أطلق بها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، طيران الإمارات برأسمال أولي قدره 10 ملايين دولار، قصة ملهمة، فقد كانت توجيهاته للفريق الصغير المكلف بتأسيس الناقلة في العام 1985 مباشرة وواضحة: «كونوا متميزين، اعتمدوا على أنفسكم، ولا تنتظروا أي حماية أو دعم مالي»، ولطالما وضعت قيادات طيران الإمارات هذه الكلمات نُصب أعينها».
- جاذبية دبي
وقال كلارك: «جذبت طيران الإمارات انتباه العالم، واستقطبت العالم إلى دبي من خلال التميز في أدائها. وفي المقابل، أسهمت مبادرات دبي الناجحة للتنويع الاقتصادي وتحقيق النمو، في زيادة عدد الزوار الدوليين وزيادة الطلب على خدمات طيران الإمارات. باختصار، طيران الإمارات ودبي تدعمان بعضهما للوصول إلى آفاق أوسع».
وأشار رئيس الشركة إلى أنه «وبعد 39 عاماً من النجاحات وعدد هائل من الجوائز الدولية، نفخر بأننا قدمنا مليارات من العوائد، فضلاً عن المليارات الأخرى التي تحققت كأثر اقتصادي لدبي».
- الأثر الاقتصادي
وبحسب أحدث دراسة صادرة عن «أكسفورد إيكونوميكس»، ساهم قطاع الطيران بما قيمته 27% من الناتج المحلي الإجمالي لدبي في عام 2023، حيث بلغت المساهمة 137 مليار درهم من إجمالي القيمة المضافة. ومن هذه القيمة، كانت المساهمة الأساسية لمجموعة الإمارات 75 مليار درهم، وهو ما يعادل 15% من الناتج المحلي الإجمالي لدبي. هذه القيمة تشمل الأثر المباشر لعملياتنا التجارية، والأثر غير المباشر الناتج عن مجموعة متنوعة من الموردين والشركاء في منظومة الطيران، والأثر الناتج عن السلع والخدمات التي يستهلكها 81 ألف موظف وأفراد عائلاتهم في دولة الإمارات العربية المتحدة.
- مساهمة «الإمارات»
وفي هذا المجال قال كلارك: «قطاع الطيران يشكل محركاً استراتيجياً وركيزة محورية في خطط الإمارة الطموحة في أن تصبح وجهة عالمية رائدة للسياحة والتجارة والاستثمار. وفي عام 2023، استقبلت دبي أكثر من 17 مليون زائر، ونقلت طيران الإمارات 54% من إجمالي الزوار الدوليين الذين سافروا إلى دبي جواً، مما أسهم في تحقيق قيمة مضافة إجمالية إضافية تقدّر بـ 23 مليار درهم من الأثر السياحي الذي يسهم فيه قطاع الطيران».
وبحسب كلارك، «يشير ذلك إلى أن إجمالي مساهمة مجموعة الإمارات الاقتصادية في العام 2023 بلغت 98 مليار درهم من إجمالي القيمة المضافة، وهو ما يعادل 19% من الناتج المحلي الإجمالي لدبي».
وتقدّر دراسة «أكسفورد إيكونوميكس» أن تصل مساهمة مجموعة الإمارات في اقتصاد دبي إلى 144 مليار درهم بحلول عام 2030، أي ما يعادل 24% من الناتج المحلي الإجمالي المتوقع لدبي.
ولم تتضمن نتائج الدراسة مشروع توسعة مطار آل مكتوم الدولي الجديد، والذي سيكون الأكبر في العالم عند اكتماله، وسيصبح المقر الجديد لمجموعة الإمارات بحلول منتصف العقد المقبل. سيسهم هذا المطار الجديد والبنية التحتية الداعمة للطيران في دبي وورلد سنترال، في فتح المجال أمام مجموعة الإمارات لمواصلة النمو، والأهم من ذلك، أنه سيمكننا من تلبية الطلب المتزايد على السفر إلى دبي وعبر شبكة وجهاتنا، ودفع المرحلة التالية من نمو دبي.
- حقيقة قطاع الطيران
وعن دور قطاع الطيران، يقول كلارك: «إن قطاع الطيران يعتبر منظومة يتطلب نجاحها وجود سياسات ملائمة وتعاون فعّال بين القطاعين العام والخاص، فوجود قطاع طيران مزدهر يشكل ضرورة أساسية للاقتصادات القوية. وقد أدركت دبي هذه الحقيقة مبكراً، وكانت دقيقة في وضع سياساتها واستثماراتها، بفضل حكمة قيادتها التي تتطلع إلى الأفق الأوسع، وعليه، تجني دبي الآن ثمار استراتيجيتها لقطاع الطيران، والتي بلغت قيمتها 137 مليار درهم من إجمالي القيمة المضافة العام الماضي».
وأضاف: «أتمنى أن تحذو المزيد من المدن حذو دبي في منح قطاع الطيران التقدير، والدعم الذي يستحقه. وأعتقد أنه من المهم بمكان أن نلاحظ أن نجاح قطاع الطيران في دبي ليس مجرد قصة تتعلق بالمدينة فقط. فالنجاح الذي حققناه هنا له تأثير أيضاً على صعيد الاقتصاد العالمي الأوسع. فقد ساهم قطاع الطيران في دبي في دفع عجلة الابتكار من خلال نماذج أعمالنا الفريدة التي تتطلب أنواعاً جديدة من الطائرات وأحدث المنتجات والتقنيات والخدمات. لقد ساعدنا على جذب وبناء الخبرات في مجال الطيران في المنطقة، مما أدى إلى ازدهار القطاع في العديد من الأسواق من حولنا. لقد طورنا قدرات النقل الجوي التي غيرت كيفية تنقّل الأشخاص والبضائع عبر العالم. كل ذلك يخلق فرص عمل، ويوفّر قيمة للمستهلكين والمصدرين والشركات والمجتمعات».
- رؤية أكبر
واختتم كلارك تصريحه بالقول: «لطالما كانت مجموعة الإمارات جزءاً من رؤية أكبر تتعلق بدبي، ونحن فخورون بأداء دورنا في ذلك على أكمل وجه. نجاحنا يحقق فوائد اقتصادية واجتماعية كبيرة لجميع المجتمعات التي نعمل بها، لكن التأثير الأكبر يتجلى في مركز عملياتنا الرئيس، دبي. إن هذه الإنجازات لم تكن لتُحقق إلا بدعم عملائنا وموظفينا وشركائنا، وقبل كل شيء، قادتنا. ولا يزال أمامنا الكثير من الأهداف لنحققها، ومجموعة الإمارات متفائلة ومستعدة للمستقبل».