مع كل دورة تكبر الفرحة أكثر وتكبر المفاجآت، فرحة الفوز بالمسابقة تفوقها فرحتنا جميعاً بهذا الحماس الذي نشهده في العالم العربي وهذا الإقبال الكبير من قبل الشباب والأطفال للمشاركة في تحدي القراءة العربي، ٢٨ مليون طالب من ٥٠ دولة ليس مجرد رقم بقدر ما هو منارة تضيء على حجم الوعي لدى شبابنا بقيمة القراءة وأهميتها والتمسك بها؛ بل عشقها وعشق اللغة العربية والإقبال بكل شغف للمشاركة في هذه المسابقة.
والأهم أن نتخيل حصاد مبادرة تحدي القراءة لو أنها فقط تمكنت كل عام من جذب نفس عدد الشبان والشابات من مختلف الأعمار ليشاركوا ويتحدوا ويقرؤوا.. من سيكون الرابح الأكبر وكيف سيكون حال أبنائنا مع القراءة والتمسك باللغة العربية؟
الدورة الثامنة لتحدي القراءة العربي التي اختُتمت، أمس، شهدت مفاجأة جديدة؛ حيث تم منح ثلاثة مشتركين جائزة المركز الأول، ثلاثة أبطال على غير ما جرت العادة، بجانب الفائزين بجوائز عن الفئات الأخرى يؤكدون أن كرم دبي يفوق كل كرم بمنحها الشباب العربي فرصاً ذهبية فتحثهم على إدمان القراءة وما أجمله إدماناً! فمن يشارك في المبادرة لينافس كل المشتركين، عليه أن يقرأ وأن يفهم ويتعمق في ما يقرأه ويكتب ملخصاً.. أي أنه يكتسب عادة تجعله مثقفاً، لن يتخلى عن هذه المتعة بعد انتهاء المنافسة.
ما تفعله دبي اليوم وما فعلته في الدورات السبع السابقة أي منذ إطلاق تحدي القراءة العربي، أنها تزرع وعياً وتزرع ثقافة وتزرع نهضة وتزرع حباً للغة العربية في نفوس الأجيال الجديدة، تمنحهم أكبر وأهم هدية باستقطابهم ليصبح الكتاب رفيقهم الدائم ولتصبح القراءة جزءاً من روتين يومياتهم وحياتهم، ويدركون أكثر قيمة الكلمة والعلم والفهم وتصبح اللغة العربية هوية يفخرون بها وتستنير عقولهم وتتسع مداركهم.
كما قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله: «استثمارنا في القراءة هو استثمار في العقل العربي وفي الوعي العربي وفي مستقبل الشباب العربي..».
فهذا «التحدي» ليس آنياً، ولا ينتهي مع انتهاء حفل الختام وتوزيع الجوائز،؛ بل هو باب فُتح لأول مرة في عام ٢٠١٥ وما زال مفتوحاً، يستقبل الأطفال والشباب ليزيد من رصيد عشاق القراءة ويزيد شبابنا وعياً وحباً للعلم والاكتشاف والثقافة والمعرفة.. هذا الباب مفتوح ليعبر منه ملايين الشباب العربي نحو مستقبل يشاركون في صناعته بعلمهم وشغفهم وحبهم للتقدم.
https://tinyurl.com/3wnkfjew