رائد برقاوي
منذ بداية تأسيسها وجهت الإمارات بوصلتها نحو العالم، وعملت بدأب وجهد مخلص على أن تكون جزءاً فاعلاً في المشهد العالمي، ورقماً صعباً في السياسات والاقتصاديات الدولية، واستثمرت في كل مفاتيح القوة التي تملكها، ونجحت في ذلك، وبعد خمسة عقود، بإمكان المتابع، أينما وجه بصره، أن يشاهد فعلاً أو علامة للإمارات في كل مكان وفي مختلف الحقول، وتأثيراً لافتاً في السياسة والاقتصاد والثقافة.
ومع قائد بحجم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وجه العالم بدوره بوصلته نحو الإمارات سواء أكان بالوجود فيها أم الترحيب بها في بلدانهم، فبما باتت كلمتها مسموعة باحترام وتقدير في مختلف القضايا، إنه قائد بحجم وطن يصل الليل بالنهار ليرفرف اسم الإمارات خفاقاً في مختلف المحافل.
في أقل من شهر تجول صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد في أرجاء العالم، تابعناه وشاهدناه في الولايات المتحدة الأمريكية، مؤكداً الشراكة الاستراتيجية مع أكبر قوة في العالم، وهي زيارة تفتح آفاقاً جديدة للتجارة والأعمال وللذكاء الاصطناعي والتقنية الحديثة، خاصة أن الإمارات أكبر شريك تجاري للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، بعدما تجاوز حجم التبادل التجاري بين البلدين 31 مليار دولار في عام 2023، وذلك من خلال تحفيز مجالات الاقتصاد والتجارة، والاستثمار المتبادل، والفضاء، وبعد أيام قليلة شاهدنا سموه في مصر، حيث أكبر كتلة سكانية عربية، بما تختزنه من إمكانيات واستثمارات اقتصادية واعدة، فضلاً عن إيمان خاص لقادة الإمارات بأهمية ودور مصر في المنطقة، إيمان زرعه المؤسس المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.
وفي روسيا كان هناك استقبال خاص واستثنائي وشديد الحفاوة من الرئيس بوتين لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، وفي يوم واحد اجتمع سموه مع ستة من قادة دول في «البريكس»، في مقدمتهم الرئيس الصيني ورئيس الوزراء الهندي، والرئيس الجار الإيراني. هنا تتسع رؤية القائد لتستشرف رياح المستقبل الذي يسير نحو علاقات دولية مؤسسة على الشراكة والتعاون وجعل الأولوية للاستثمار وتحسين حياة البشر.
إذاً نحن أمام تحرك لقائد تتسع رؤيته لخريطة العالم بأكمله، نراه في أقصى الغرب داعماً لعلاقة قوية وطويلة تربط الإمارات مع الولايات المتحدة الأمريكية، ثم تتحرك البوصلة إلى أقصى الشرق والجنوب، حيث يتشكل عالم جديد يقوم على التنوع الاقتصادي، ونراه أيضاً في الجوار، حيث امتداد الإمارات الإقليمي وبيتها العربي وما يمكن فعله لدعم عرى هذا البيت وتدعيم أواصر القوة التي تربط بين أجزائه، هو حراك لا يهدأ وعمل لا ينتهي وعزيمة لا تلين من أجل أن تكون الإمارات دوماً في المقدمة، تقود منطقتها نحو المستقبل وتستأنف نهضة العرب التي انقطعت، وأيضاً لتكون لاعباً دولياً مؤثراً ومسموع الكلمة.
مع قائدنا الشيخ محمد بن زايد، باتت الإمارات بوصلة العالم، ولنا أن نفخر بذلك، وهي مكانة وصلت إليها بلادنا نتيجة لمحددات وشروط جغرافية واقتصادية، أول هذه المحددات الموقع الجغرافي المميز جداً في قلب العالم، والذي صاحبته استراتيجية وضعها قادة الإمارات تلخصها كلمة واحدة وهي أن تفتح الإمارات بدورها قلبها للعالم، وهو ما نلحظه في كل خطوات وتحركات الشيخ محمد بن زايد، فهو هنا يمد يده بالتعاون مع هذه الدولة أو تلك، وهناك يغرس بذرة في شجرة الازدهار والسلام بين البشر، أما المحدد الثاني، فتمثل في رؤية خلاقة في إدارة الموارد الاقتصادية بما يخدم مشروع التنمية على كافة المستويات المحلية والدولية، وهنا فتحت الإمارات أسواقها للعالم بأكمله، وانفتحت على أسواقه بدورها في تفاعل مثمر لا يعرف الانغلاق أو الجمود، وأصبحت الإمارات قوة اقتصادية لا يستهان بها، واستثماراتها بتريليونات عدة من الدولارات موزعة على المشهد الاقتصادي العالمي.
باتت الإمارات بوصلة العالم، هكذا تقول المؤشرات السياسية والاقتصادية، وطننا هو الأول في حقول عدة، ومشروعاتنا في عشرات البلدان، وصوتنا مسموع في مختلف القضايا ودورنا السياسي موزون في الساحة الدولية، وفي أكثر من موقف شاهدنا العالم بأكمله يصغي عندما تتحدث الإمارات، وفي أكثر من مسألة لمسنا أثر الوساطة الإماراتية في حل خلاف أو إنهاء نزاع، وفي أكثر من محفل سمعنا من يشيد بالإمارات ويحتفي بها، في كل مكان لنا فعل وعلامة وأثر، ولم يكن كل هذا ليتحقق لولا صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، القائد الذي اتسع قلبه ليستوعب أحلام وآمال الوطن واتسعت بصيرته لتدرك العالم بكل ثوابته ومتغيراته.
https://tinyurl.com/yxpn95pn