رسالة أمل

يعدّ سرطان الثدي من أكثر أنواع السرطانات شيوعاً بين النساء ولكنه قد يصيب الرجال أحياناً، ويحدث عندما تنمو بعض أنسجة الثدي بسرعة وتتكاثر بصورة غير طبيعية إلى درجة أنها تخرج عن السيطرة، مكونة كتلة ورمية في معظم الحالات، وتستمر هذه الخلايا السرطانية في غزو الخلايا السليمة المجاورة في الثدي إذا لم يتم علاجها والقضاء عليها.
وهذا قد يكون ناتجاً عن تفاعل بين العوامل الجينية والبيئية والتي من شأنها زيادة خطر الإصابة بهذا النوع من السرطان كالجينات والتقدم في العمر والتاريخ العائلي أو الشخصي وكثافة أنسجة الثدي والتعرض للاستروجين والسِمنة وولادة طفل في سن متأخرة أوعدم إنجاب الأطفال بشكل مطلق أو إدمان الكحول أو التعرض للإشعاع.
وتبذل دولتنا جهوداً جبارة في نشر الوعي حول أهمية الكشف المبكر عنه، وتقوم بحملات تثقيفية وتسلط الضوء على أحدث التقنيات المستخدمة في العلاج، حيت تتضمن إطلاق المبادرات والحملات التي تحث على الكشف المبكر عنه من أجل مكافحته وإيجاد السبل للوقاية منه، واتخاذ الإجراءات الفاعلة للحد منه، وبمناسبة (الشهر العالمي للتوعية بسرطان الثدي) أطلقت جمعية (أصدقاء مرضى السرطان) حملة (القافلة الوردية) السنوية التي توفر فحوصاً طبية مجانية، وتعد رسالة أمل للمصابين والمصابات بالمرض.
ويلعب دعم الأهل والأصدقاء للمرضى دوراً مهماً في رحلة التعافي، حيث يتعين على المحيط الأسري والمقربين احتضانهم، فالمساندة المعنوية والنفسية تلعبان دوراً كبيراً في التعافي والإقبال على العلاج، وكذلك عملية الكشف المبكر تُسرّع عملية الشفاء، خصوصاً في مراحل المرض الأولى، وتقلل مضاعفاته وتعقيداته وخاصة في ظل اهتمام الدولة بتقديم الرعاية الشاملة للمرضى بما في ذلك الدعم النفسي والمعنوي والاجتماعي.
والعوامل النفسية تساعد مرضى سرطان الثدي على التعايش معه والذي لا يخلو من التحديات حيث يعيشون مشاعر القلق والخوف العميق من المستقبل الغامض، فضلاً عن الانعزال عن المجتمع نتيجة الأضرار الجسدية المصاحبة للمرض، والتي تنعكس بدورها على الحالة النفسية للمرضى، وتحت هذا السيل من الضغط النفسي يركن المريض إلى العزلة والاكتئاب، ولا يتوقف هذا الأثر النفسي عند ذلك الحد بل يمتد نطاقه ليؤثر في عائلة وأحباء المريض الذي يفقد السيطرة على مجريات حياته.
سيبقى هذا المرض مُعضلة تؤرق كافة القائمين على إيجاد حلول ناجعة للقضاء عليه بشكل نهائي، لخلق البهجة والفرح على وجوه النساء ليتمتعن بحياة هنيئة وسعيدة بين أحبائهن وأصدقائهن والمقربين منهن، فما أجمل الحياة التي لا يشوبها معكرات للصفو ولا مكدرات للمزاج الهنيء!.

[email protected]