تباينت إغلاقات «وول ستريت» الجمعة، مع إنهاء مؤشري «ستاندرد آند بورز» و«داو جونز» الصناعي سلسلة مكاسب لستة أسابيع، وصعود «ناسداك» المركب إلى أعلى مستوى على الإطلاق بدعم من أسهم عمالقة التقنية.
وارتفع مؤشر «ناسداك» بنسبة 0.56% ليغلق عند 18518.61 نقطة، فيما انزلق «إس آند بي» 0.03% إلى 5808.12 نقطة، وتبعه «داو» بخسارة 0.61% من قيمته إلى 42114.40 نقطة.
وكانت شركات التكنولوجيا الرائدة عززت أرباح السوق قبيل إفصاحاتها المقبلة. حيث صعدت أسهم «إنفيديا» 0.8%، وارتفعت أسهم كل من «ميتا»، و«أمازون»، و«مايكروسوفت». بنسبة 0.96% و0.78% و0.81% على التوالي.
وخلال الأسبوع، ومع ترقب المستثمرين للنتائج الفصلية التي ستفصح عنها بعض أكبر الشركات العالمية، حقق «ناسداك» مكاسبه الأسبوعية السابعة على التوالي، متقدماً بنحو 0.2%. في حين انخفض «إس آند بي» بنسبة 0.88%، وتراجع «داو جونز» 2.49%.
في غضون ذلك، نما العائد على سندات الخزانة الأمريكية القياسية لأجل عشر سنوات إلى نحو 4.24% الجمعة، مع انتظار صدور بيانات التوظيف القادمة للخروج بمؤشرات على مسار السياسة النقدية في الولايات المتحدة. وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، بلغ العائد أعلى مستوى في ثلاثة أشهر عند 4.26%، ما أثر في سوق الأسهم.
وقال فيليب كولمار، العضو المنتدب والاستراتيجي العالمي في «إم آر بي بارتنرز»: «إن ارتفاع العائدات أمرٌ يهم الأسهم بشكل كبير. فمن جهة، قد تحصل على أرباح جيدة، ولكن سينتهي بك الأمر بعد ذلك بخفض في أسعار الفائدة، وهو ما ينبغي أن يكون إيجابياً للأسواق».
- سباق المركز الأول
وخلال جلسة الجمعة، أزاحت «إنفيديا» لبعض الوقت شركة «أبل» عن عرش الشركة الأعلى قيمة في العالم بعد صعود قياسي لسهمها مدعوماً بطلب متزايد على رقائق الذكاء الاصطناعي الجديدة الخاصة بالحوسبة الفائقة.
ووصلت القيمة السوقية لـ «إنفيديا» إلى 3.53 تريليون دولار لفترة وجيزة في حين كانت قيمة «أبل» 3.52 تريليون.
وعند الإغلاق بلغت القيمة السوقية لشركة «إنفيديا» 3.47 تريليون دولار بعد صعود السهم 1.13% مغلقاً عند 141.5 دولار، مقابل 3.52 تريليون دولار لشركة «أبل» التي صعد سهمها 0.84% مغلقاً عند 231.4 دولار.
وصارت «إنفيديا» لفترة وجيزة في يونيو/ حزيران الشركة الأعلى قيمة في العالم، قبل أن تتفوق عليها «مايكروسوفت» و«أبل». وظلت القيمة السوقية لشركات التكنولوجيا الثلاث متقاربة لعدة أشهر. وبلغت القيمة السوقية لـ«مايكروسوفت» 3.18 تريليون دولار.
الأول وسط سلسلة مكاسب بعد أن أعلنت شركة «أوبن إيه.آي» مطورة «تشات جي.بي.تي» عن جولة تمويل بقيمة 6.6 مليار دولار.
وارتفعت أسهم «إنفيديا» وشركات أشباه الموصلات الأخرى، الجمعة بعد أن أعلنت شركة تخزين البيانات «ويسترن ديجيتال» عن أرباح فصلية تجاوزت تقديرات المحللين، ما عزز التفاؤل بشأن الطلب على مراكز البيانات.
وقال روس مولد مدير الاستثمار لدى «إيه.جيه بِل»: «تُدخل المزيد من الشركات الآن الذكاء الاصطناعي في مهامها اليومية وسيظل الطلب قوياً على رقائق إنفيديا».
وأضاف: «إنها أوضاع جيدة بالتأكيد، وما دمنا بعيدين عن ركود اقتصادي كبير في الولايات المتحدة فهناك شعور بأن الشركات ستستمر في الاستثمار بقوة في قدرات الذكاء الاصطناعي، مما يوفر ظروفاً مواتية لشركة إنفيديا».
وسجلت أسهم «إنفيديا» أعلى مستوى لها على الإطلاق يوم الثلاثاء، وذلك بعد أن واصلت مسيرة صعود من الأسبوع الماضي عندما أعلنت شركة (تي.إس.إم.سي)، أكبر شركة في العالم لتصنيع الرقائق بموجب عقود، عن قفزة 54 في المئة في الأرباح الفصلية متجاوزة التوقعات، وذلك بفضل الطلب المتزايد على الرقائق المستخدمة في الذكاء الاصطناعي.
وفي الوقت نفسه، تواجه شركة «أبل» تراجعاً في الطلب على هواتفها الذكية. وانخفضت مبيعات «آيفون» في الصين 0.3 في المئة في الربع الثالث، ولكن تقريراً كشف الجمعة، أن «آيفون» الجديد أعاد الشركة الأمريكية إلى أكبر 5 بائعين للهواتف الذكية في الصين.
ومع استعداد «أبل» للإعلان عن نتائجها الفصلية يوم الخميس، يتوقع المحللون ارتفاع إيراداتها 5.55 في المئة على أساس سنوي إلى 94.5 مليار دولار، وفقاً لبيانات مجموعة بورصات لندن.
أما «إنفيديا»، فيتوقع المحللون نمو إيراداتها بنحو 82 في المئة إلى 32.9 مليار دولار.
ولإنفيديا وأبل ومايكروسوفت تأثير كبير في أسهم قطاع التكنولوجيا وكذلك في سوق الأسهم الأمريكية بصورة عامة، إذ تمثل الشركات الثلاث نحو خُمس وزن المؤشر «ستاندرد آند بورز 500».
- أسهم أوروبا
أغلق المؤشر القياسي في أوروبا على استقرار، الجمعة وتكبد خسارة أسبوعية بعد نتائج أعمال مخيبة للآمال من شركات مرتبطة بصناعة السيارات مثل«مرسيدس بنز» و«فاليو»، علاوة على «إلكترولوكس» لصناعة الأجهزة.
ولليوم الثاني على التوالي، لم يطرأ تغيير يذكر على المؤشر «ستوكس 600» الأوروبي عند الإغلاق وسجل أول خسارة أسبوعية له في ثلاثة أسابيع، فيما كانت أسهم العقارات من بين الأكثر تراجعاً.
وأظهرت بيانات مجموعة بورصات لندن في وقت سابق من هذا الأسبوع أن 35.3 في المئة من الشركات التي أعلنت نتائجها من بين تلك المدرجة على المؤشر «ستوكس 600» تفوقت على التقديرات مقارنة بالمعدل المعتاد البالغ 54 في المئة.
وواجهت الأسهم مصاعب في الآونة الأخيرة، وفقد المؤشر الأوروبي قوته الدافعة بعد الأرقام القياسية التي سجلها هذا العام، وذلك في وقت يرتقب فيه المستثمرون نتائج الشركات ومسار خفض أسعار الفائدة العالمية والانتخابات الأمريكية المقبلة.
- أسهم اليابان
وفي آسيا تراجع المؤشر «نيكاي» الياباني للأسبوع الثاني، الجمعة وسط تحليل المستثمرين المخاطر المرتبطة بالانتخابات المحلية التي قد تؤدي لخسارة الحزب الديمقراطي الحر الحاكم أغلبيته البرلمانية.
وانخفض المؤشر «نيكاي» عند الإغلاق 0.6 في المئة إلى 37913.92 نقطة، مسجلاً خسارة أسبوعية بنسبة 2.7 في المئة. وهوى المؤشر «توبكس» الأوسع نطاقاً 0.7 في المئة إلى 2618.32 نقطة.
وتشهد الأسواق حالة من التوتر بسبب استطلاعات رأي أجريت مؤخراً تشير إلى أن الناخبين قد ينهون هيمنة الحزب الديمقراطي الحر التي استمرت لأكثر من عشرة أعوام في الانتخابات المقررة يوم الأحد، مما سيجبر الحزب الحاكم على الدخول في صفقات لتقاسم السلطة من شأنها زعزعة استقرار القيادة في البلاد.
وقال ناكا ماتسوزاوا كبير خبراء الاقتصاد الكلي في نومورا للأوراق المالية: إن المستثمرين يفكرون في كيفية تأثير مثل هذه النتيجة في التوقعات المالية والنقدية.
وكانت الخسائر واسعة النطاق بسبب إقدام المستثمرين على إجراء تغييرات في استثماراتهم أمس الجمعة، وهو آخر يوم تداول قبل فرز أصوات الناخبين في 27 أكتوبر /تشرين الأول.
ويتوقع وي لي، رئيس الاستثمارات متعددة الأصول في الصين لدى بي.إن.بي باريبا، أن الأسواق اليابانية قد تتفاعل بشكل إيجابي إذا حصل الحزب الديمقراطي الحر وشريكه حزب كوميتو على أغلبية بسيطة. لكن إذا لم يحدث ذلك، فإن الأسواق قد تشهد زيادة في التقلبات.