عادي

«غاودي البرازيلي» لم يكمل قصره الفني في حي فقير

19:53 مساء
قراءة 3 دقائق
ستيفاو سيلفا دا كونسيساو داخل قصره (أ.ف.ب)
بعض الأعمال الفنية (أ.ف.ب)
ستيفاو سيلفا دا كونسيساو أمام منزله (أ.ف.ب)
ستيفاو سيلفا دا كونسيساو داخل منزله (أ.ف.ب)

ؤ
ومثل كاتدرائية «ساغرادا فاميليا» الشهيرة في برشلونة التي صممها المهندس المعماري الكاتالوني الشهير أنتوني غاودي، والتي لا تزال قيد الإنشاء منذ أكثر من 140 عاماً، لم يكتمل بعد العمل في هذا المبنى الملون المكون من أربع طبقات المقام على جنب تلة في المدينة البرازيلية.
وقال البنّاء والبستانيّ السابق: «أقوم بهذا العمل منذ 39 عاماً، إنه مشروع حياتي. لا أعلم إذا كنت سأنهيه قبل أن أموت، الله وحده يعلم».
أصبح هذا المبنى، الذي أطلق عليه سكان حي بارايسوبوليس الشعبي تسمية «كاستيلينيو»، بمنحنياته المتعرجة، نقطة جذب سياحي لتشابهه المذهل مع عمل مشهور آخر لأنتوني غاودي (1852-1926) هو «بارك غويل».
ومع ذلك، أكد البرازيلي أنه لم يسمع قط عن العبقري الكاتالوني قبل البدء في بناء قصره على قطعة أرض لا تزيد مساحتها على 60 متراً مربعاً في هذا الحي الفقير الذي يتجاوز عدد سكانه المئة ألف.
وأضاف: «لقد صنعت عملاً يشبه عمل غاودي من دون أن أقلّده، لقد خرج من ذهني ببساطة».
وتابع هذا الرجل الأسود ذو الشارب الكثيف قائلاً: «لم أحصّل العلم قط، لكنني تمكنت من إنشاء عمل فني».
رحلة إلى برشلونة
وهذا التشابه بين«كاستيلينيو» وأسلوب غاودي اكتشفه أحد الطلاب في مطلع القرن الجاري.
وقصة إستيفاو سيلفا دا كونسيساو تناولها الفيلم الوثائقي «غاودي إن ذي فافيلا» Gaudi in the Favela للمخرج سيرجيو أوكسمان عام 2002. وخلال تصويره، في العام السابق، ذهب البَنّاء السابق إلى برشلونة للاطلاع على أعمال المهندس المعماري الذي يُشبَّه به.
وأدّت الشهرة التي حصدها الفيلم إلى تجويل «القصر الصغير» موقعاً سياحياً تبلغ تعرفة التذكرة لزيارته راهناً أكثر من خمسة دولارات.
وقالت سيلي مونتيرو مينديز (24 عاماً)، وهي سائحة من ماناوس في منطقة الأمازون البرازيلية: «ثمة الكثير من الأشياء التي يمكن الاطلاع عليها، وكل زاوية صغيرة مملوءة بالتفاصيل التي تستحق المشاهدة».
بعد عبور المدخل المزين بصحون متعددة الألوان وتعلوه الشجيرات، يصل الزائر إلى غرفة تشبه الكهف، وهي نقطة البداية لمتاهة من صالات العرض ذات الأسقف المنخفضة، مع سلالم ضيقة تقود من طبقة إلى أخرى.
وزُيِّنت الجدران الأسمنتية المغطاة بالحصى البنيّة الصغيرة بمئات القطع من مختلف الأنواع، ومنها ألعاب بلاستيكية وأكواب وهواتف قديمة وأقنعة وعملات معدنية وتروس ساعات حائط وسوى ذلك. وقد أعطاه الزوار بعض هذه الأشياء.
حديقة مسحورة
ولد «غاودي البرازيلي» في ولاية باهيا شمال شرقي البرازيل، وانتقل عام 1977 إلى ساو باولو، حيث عمل خصوصاً في البناء والبستنة.
في عام 1985، اشترى أرضاً لبناء منزله في بارايسوبوليس وأطلق العنان لخياله.
وروى قائلاً: «أردت أن تكون لي حديقة، وأن أفعل شيئاً مختلفاً. لم أكن أعتقد أن هذا المشروع سيصبح عملاً فنياً مشهوراً عالمياً يشبه ما فعله غاودي، وإلا كنت سأرفعه إلى مستوى أعلى».
وأضاف إستيفاو سيلفا دا كونسيساو: «لقد بنيته بنفسي، لكنه أصبح موقعاً سياحياً».
وبدأ دا كونسيساو بزراعة حديقة ورود وبنى هيكلاً معدنياً حولها، لكن النباتات نمت بسرعة كبيرة.
وبعد أن سئم البستاني من تجريف أوراق الشجر، فضّل إزالة كل النباتات وتغطية الهيكل المعدني بالإسمنت، واضعاً أساسات قصره.
ولجأ إلى تغطية الجدران بالحصى «لتبريد» المكان، وأضاف إليها صحناً مكسوراً كان في متناول يده، فكان الأول من بين مئات القطع التي يتألف منها عمله في الوقت الراهن.
وعاودت النباتات الظهور في الطبقة الأخيرة من الأدوار الأربعة، في الهواء الطلق، حيث يمكن سماع غناء الطيور والنظر إلى مشهد يعبّر عن عدم المساواة في البرازيل؛ إذ تمتد في مقدّمه أكواخ الحي الشعبي الفقير، وفي الخلفية البعيدة المباني الضخمة والفخمة في منطقة مورومبي الأنيقة في وسط المدينة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/22xte2d5

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"