قراءة أجيال كورونا

01:12 صباحا
قراءة دقيقتين

صورة رفع صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، يديه وإلقائه التحية لطلبة مدرسة الإبداع الحلقة الأولى الفائزة بمسابقة تحدي القراءة، في حد ذاتها تعد سلام شرف وتقدير ومكافأة للإدارة المدرسية التي استطاعت، خلال عام دراسي واحد، أن تجعل كافة التلاميذ يقرؤون 25 ألف كتاب، وهذا ليس إنجازاً عادياً البتة، وأثره ونتائجه لن تحصر في عام دراسي، وسنرى فائدتها على جميع الطلبة المشاركين فيها بمختلف مراحل دراستهم المستقبلية، وكذلك تخصصاتهم الجامعية، وتوجهاتهم إلى أن يغدوا رجالاً ونساءً يخدمون الوطن في كافة المواقع، وسيشار إليهم بالبنان، والزمن كفيل بإثبات ذلك.
فحب القراءة في الصغر، وممارستها كضرورة من ضرورات الحياة، نهج واضح نحو التوجهات السليمة خاصة مع إقرانها بوعي مع أهميتها الدينية، فنحن أمة «اقرأ»، وتحدي القراءة العربي أعاد الأمة لتوجهها الصحيح، فقد شارك أكثر من 28 مليون طالب وطالبة في مسابقة تحدي القراءة مثلوا أكثر من 228 ألف مدرسة من 50 دولة، ضمن الظاهرة القرائية الأكبر من نوعها ثقافياً على مستوى العالم.
وهذا الإنجاز والتظاهرة الفريدة من نوعها، يعيدان التذكير بأهمية معرفة القراءة والكتابة، خاصة للطلبة الذين بدؤوا حياتهم الدراسية مع أزمة كورونا، وهم حالياً بالصف الرابع والخامس والسادس تقريباً، فلم يشهدوا سنوات التأسيس الصحيحة لقواعد ومهارات قراءة اللغة العربية والكتابة، ومع ازدحام وكثافة المناهج، تضاعف الخلل، فالوقت لا يساعد المعلمين على انتشالهم من ذلك الضعف، وبعض منهم انتقل للحلقة الثانية، وما زال يجد الصعوبة الكاملة في فك شفرة القراءة.
لتلك المراحل الدراسية، لا بد أن تطبق عليهم مبادرات كالتي طبقت في مدرسة الإبداع، ويعاد تأسيسهم ليتقنوا لغتهم الأم، خاصة أنها أهم مهارة يستطيع من خلالها الطالب التعلم، ومن دونها صعب عليه أن يكمل المشوار، ولذلك الخلل نحتاج إلى المبادرات الخلاقة التي لا تضغط على الطالب وبأسلوب شائق يجعله يتلهف بأداء التحدي ويلتزم بالمطلوب، وفي الوقت نفسه تتحسن لديه مهارة القراءة والكتابة دون جهد لافت، ومعلمو اللغة العربية بالتحديد قادرون على حل تلك المعضلة بأساليبهم «المحببة» للطلبة.
المسألة تحتاج فقط إلى وضع الخلل في الصورة وتطبيق مبادرات علاجية فعالة، تفادياً لتفاقمه.
فشكراً تحدي القراءة، وشكراً صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم على أكثر تظاهرة ثقافية في العالم أجمع، فقد أشعلت الأنوار بطريق أجيال الأمة، ولم تكتفِ بإشعال شمعة.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3wmyzc8w

عن الكاتب

إعلامية

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"