التقدم التقني والتكنولوجي الذي يتطور باستمرار، غيّر كثيراً من العادات المجتمعية، بل ساهم في تغيير الكثير من البيئات الحياتية التي يعيش الإنسان وفقها.
على سبيل المثال، أدت تقنيات الاتصالات الحديثة، تحديداً، إلى تغيرات كبيرة في بيئات العمل والإنتاج، في مختلف أرجاء العالم. وفي السنوات الأخيرة تحديداً، لاحظنا أن دخول الذكاء الاصطناعي ساهم في إلغاء البعض من الوظائف المتعارف عليها، وأنتج وظائف جديدة وغير مسبوقة.
في مجال العمل والوظيفة، وبينما نتوجه نحو المستقبل، يبدو واضحاً أن مفهوم العمل سيتطور ويتحول بصورة كبيرة ليصبح أكثر مرونة وابتكاراً، بل وسيكون أكثر استجابة لاحتياجات الموظفين ومتطلباتهم.
هذا التغير في طبيعة العمل ليس طارئاً أو حديثاً بل تم تجربة نهج عملي غير مسبوق، هو العمل عن بعد، الذي تم اللجوء إليه خلال جائحة «كوفيد- 19»، والآن نرى أن الفكرة توسعت لتصبح جزءاً لا يتجزأ من أسلوب العمل الحالي، وستكون في المستقبل القريب أكثر حضوراً في بيئات العمل، وستكون معتمدة أكثر على تقنيات حديثة مثل الذكاء الاصطناعي، وبالتالي يتوقع أن تساهم في نمو الإنتاجية، وزيادة الابتكار والتطوير، وأن تختلف آليات العمل نحو الأفضل.
وهذا، دون شك، سيساهم في نجاح الموظفين في التغلب على الصعوبات والعقبات، وهو ما يعني انخفاض التوتر والقلق ونحوهما من المشاعر السلبية، فالبرامج المخصصة لدعم الصحة النفسية للموظفين، ستكون حاضرة وبقوة.
واللافت في الأمر أن عملية التدريب والتعليم في بيئة العمل ستكون عملية مستمرة، وهذه بدأنا نلاحظها ماثلة في عصرنا الراهن، ويتوقع نموها بشكل أكبر، حيث ستصبح برامج التدريب والتطوير دائمة وكأنها متطلب عملي ومن الأهداف الوظيفية، وذلك لمواكبة التقنيات والتكنولوجيا المستمرة في التطور.
يرى الدارسون والخبراء في هذا المجال أن مستقبل بيئة العمل سيكون مشرقاً وأكثر مرونة وابتكاراً، وأن التوجه الذي يتمثل في تلبية احتياجات الموظفين الشخصية والمهنية، ونلاحظه اليوم، سينمو ويتزايد، وهو ما يعرف بسعادة الموظفين.
والحقيقة أن تحولات وظيفة المستقبل لن تحسن من جودة الحياة الوظيفية فقط، بل ستساهم في تحسين جودة حياة الأفراد بشكل عام. بيئة العمل في المستقبل لن تكون مجرد مكان لإنجاز المهام، بل ستكون مساحات تتيح التعلم، التواصل، والإبداع، ما يقودنا نحو مجتمع أكثر سعادة وإنتاجية وابتكاراً.
https://tinyurl.com/ycumhpm9