إعداد: عائشة خمبول الظهوري
وسط غابات «هوه» المطيرة بواشنطن، تتشكل «تربة المظلة» كطبقة حيوية نادرة فوق أغصان الأشجار العالية. هذه التربة لا تلامس الأرض، بل تنمو على ارتفاعات شاهقة من تراكم الأوراق المتساقطة والجسيمات الهوائية والرطوبة، لتصبح بيئة فريدة تدعم تنوعاً حيوياً مذهلاً، كما تضم هذه التربة كائنات حية متعددة مثل الحشرات والفطريات والنباتات الهوائية، التي تعيش وتتكيف في طبقة جوية، بعيداً عن تربة الغابة التقليدية.
بفضل غناها بالفوسفور والنيتروجين، تسهم تربة المظلة في دعم صحة الأشجار، ما يعزز مقاومتها للتغيرات المناخية، وفقاً لعالمة البيئة كورينا مافون، تساعد هذه التربة الكائنات الدقيقة مثل الفطريات على تعزيز امتصاص النباتات للمواد المغذية، إذ يحقق ذلك استقراراً فريداً للنظام البيئي، كما تعتبر هذه التربة موطناً مثالياً لكائنات استثنائية كـ «بطيئات الخطو» وهو عموماً ما يسمى بـ «التارديغرادا» أو دب الماء أو خنزير الطحلب، وهي كائنات معروفة بقدرتها الفائقة على تحمل البيئات القاسية، وتصل هذه الكائنات الصغيرة إلى المظلات بفعل الرياح أو الانتقال مع كائنات أخرى، إذ تجد في هذه التربة بيئة مثالية للبقاء. رغم تكوينها الذي استغرق قروناً، تواجه تربة المظلة تهديدات كبيرة بسبب قطع الأشجار وتغير المناخ، وتؤثر هذه التهديدات بشكل خطير في التنوع البيولوجي، ما يجعل الحفاظ على هذا النظام البيئي السماوي ضرورياً لحماية كائنات حية فريدة وإمكانات بيئية واعدة.
https://tinyurl.com/bttdydsn