على بُعد أسبوع من الانتخابات الرئاسية الأمريكية، التي تجرى في الخامس من شهر نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، ومع التقارب في استطلاعات الرأي بين المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس والمرشح الجمهوري دونالد ترامب، يشتد التنافس بينهما بشكل محموم في الولايات المتأرجحة لكسب أصوات الناخبين فيها، خصوصاً في وسكونسن وبنسلفانيا وميشيغان، وهي ولايات «الجدار الأزرق» التي تعتبر حاسمة للفوز كما حدث في انتخابات عام 2020.
وتشكل ولاية ميشيغان إحدى ساحات المواجهة الرئيسية بين هاريس وترامب لكسب أصوات الناخبين العرب والمسلمين فيها، إضافة إلى العمال النقابيين والناخبين السود، ذلك أنه يمكن لأصوات الناخبين العرب والمسلمين التي تشكل 1 في المئة من إجمالي الناخبين أن تحسم النتائج في الولايات المتأرجحة ومن بينها ميشيغان. ووفقاً للمعهد العربي الأمريكي، فإن ربع الأمريكيين العرب فقط وعددهم 3.7 مليون نسمة مسلمون والأغلبية العظمى في الواقع مسيحيون.
وفي الانتخابات التمهيدية التي جرت في 27 فبراير/ شباط الماضي، صوّت أكثر من 100 ألف من سكان الولاية، أي 13 في المئة من الناخبين الديمقراطيين بخيار «غير ملتزم»، احتجاجاً على موقف الحزبين الجمهوري والديمقراطي من الحرب الإسرائيلية على غزة ولبنان الداعم للموقف الإسرائيلي، فيما انتقل دعم العرب والمسلمين إلى مرشحة حزب الخضر جيل شتاين المعارضة لهذه الحرب، وتحديداً في ولايات ميشيغان وأريزونا وويسكونسون.
وفي حين يتقلص دعم العرب والمسلمين كثيراً لترامب في هذه الولايات جراء دعمه الفج والمتطرف للعدوان الإسرائيلي، ودعوته لحق إسرائيل في التوسع، إضافة إلى مواقفه السابقة في نقل السفارة الأمريكية إلى مدينة القدس، إلا أن هاريس بدورها لم تستطع إقناع هؤلاء الناخبين بتأييدها رغم أن مواقفها إزاء الحرب الإسرائيلية أقل حدة، وأكثر تفهماً لضرورة وقف الحرب، وحماية المدنيين، والتوصل إلى حل سياسي من خلال «حل الدولتين».
وقد انتقلت هاريس إلى ولاية بنسلفانيا، وهي إحدى الولايات المتأرجحة، ثم إلى ولاية ميشيغان مستعينة بميشيل أوباما زوجة الرئيس الأسبق للحصول على تأييد الصوت العربي، حيث خاطبت الجالية العربية، وأكدت التزامها بإنهاء الحرب، وأشادت بدعم القادة العرب الأمريكيين لها، وقالت «اسمعوا، أعلم أن هذا العام كان صعباً للغاية، نظراً لحجم الموت والدمار في غزة، ونظراً للخسائر المدنية والنزوح في لبنان.. إنه أمر مدمر».
لكن لم يعرف ما إذا كانت مواقفها المتميزة عن ترامب قد أحدثت فارقاً، رغم أن الأخير حاول بدوره استمالة الصوت العربي بتنظيم تجمع انتخابي في ضاحية نوفي بمدينة ديترويت كبرى مدن الولاية، حيث دعا شخصيات عربية للانضمام إليه على المنصة، وقال «إن هؤلاء الناخبين بإمكانهم توجيه الانتخابات في هذا الاتجاه أو ذاك»، وأضاف أنه يعوّل على «تأييد جارف» منهم في ميشيغان.
يقول خبراء الانتخابات الأمريكية إن أصوات العرب والمسلمين مهمة في تحديد نتيجة انتخابات الخامس من نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، وإنه يتعين على هاريس وترامب أن ينتبها إلى هموم ومطالب وأولويات هذه الشريحة من الناخبين لضمان دعمها وإقبالها على الانتخابات والتخلي عن خيار «عدم الالتزام».
https://tinyurl.com/bdz83fje