«علا» تَلوك الفراغ

00:02 صباحا
قراءة دقيقتين

مارلين سلوم
المسلسلات القصيرة مرغوبة، احتمالات الفشل فيها يكون أقل نسبة من المسلسلات الممتدة حتى ثلاثين حلقة وما فوق، لكن بعض الأعمال يُكتب لها الفشل من الحلقة الأولى، وكلما منحها الجمهور فرصة المتابعة علّها ترتقي وتقدم شيئاً مبهراً، زادت في السقوط إلى أن يشعر المشاهد بالملل والرغبة في الانتهاء منها سريعاً، وأن الحلقات الست تلوك الفراغ وتفتعل الكوميديا فتتحول إلى تفاهة.
نتحدث تحديداً عن مسلسل «البحث عن علا» الذي عاد بجزئه الثاني (الأول كان عام 2022)، ليستكمل مع الجمهور رحلة علا عبد الصبور التي انتقلنا معها من بداية بحثها عن عريس في «عايزة أتجوز» عام 2010، المأخوذ عن كتاب بنفس الاسم لغادة عبد العال، وتولى إخراج المسلسل رامي إمام، ثم «البحث عن علا» مع المخرج هادي الباجوري، لنصل إلى «البحث عن علا 2» مع نفس المخرج، تأليف غادة عبد العال ومعها مها الوزير وغيرهما، ونفس فريق التمثيل، مع إضافة ظافر عابدين في البطولة، وقد أشرفت على الكتابة هند صبري بطلة هذه السلسلة.
أول ما يخطر في بالك وأنت تشاهد الحلقة الأولى: «لماذا ظهور الجزء الثاني؟» وتتأكد حلقة بعد أخرى، أن الأسباب الدرامية الحقيقية لاستكمال قصة علا بهذا الجزء غير موجودة، وأنك أمام عمل مفتعل بكل ما فيه، لا ينتشله من هاوية الفشل والملل والفراغ سوى آخر حلقتين ارتفع فيهما المستوى وصار للقصة معنى وهدف اجتماعي، وتحديداً من خلال حكاية النجوم الشباب، نادية (آيسل محمد رمزي) وزينة (ياسمينا العيد) وسليم (عمر شريف)..
لا ننكر أن تصوير بعض المشاهد في فرنسا، ساهم في كسر حالة المراوحة في الفراغ، تصوير خارجي في مناطق ريفية بعيداً عن العاصمة الباريسية، منح الجمهور فرصة الاستمتاع بجمال الطبيعة، كما انتقلت البطلة علا إلى مرحلة الحب والإعجاب فبدت أكثر هدوءاً واتزاناً، ما غيّر مسار المسلسل من المبالغة في تقديم علا كالمرأة البلهاء اللاهثة خلف الزواج مجدداً بأي ثمن، المهملة لبيتها وولديها، المفتقدة للحكمة والنضج في تصرفاتها وقراراتها، ما ينزل بالمسلسل إلى مستوى تتفيه المشاكل العائلية والاجتماعية والتي قد تتشابه مع كل مشاكل الحياة التي تواجهها معظم العائلات في المجتمعات العربية.
الحلقة الأخيرة هي الأفضل والأجمل وتفتح باباً لإمكانية تقديم جزء ثالث نستكمل فيه قصة حب علا (هند صبري) وكريم عابد (ظافر العابدين)، لكن هل يستدعي الأمر المزيد من الحلقات، وقد مللنا من أسلوب علا المستفز وتفاهة تصرفاتها ورعونتها ودوامة الكر والفر أربع حلقات، ليبدأ المسلسل في تصويب مساره الدرامي في آخر حلقتين فقط؟ كما أن هادي الباجوري يتحمل مسؤولية كبيرة أيضاً بجانب التأليف والإشراف على الكتابة، في فشل المسلسل، باعتماده أسلوب توقُّف البطلة لتوجيه حديثها إلى الجمهور، ثم استكمال المشهد مع باقي الأبطال، بالغ في هذه الوقفات، فبدت ضعيفة وغير مرغوبة.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/49587zj4

عن الكاتب

كاتبة وناقدة سينمائية. حاصلة على إجازة في الإعلام من كلية الإعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية. ساهمت في إصدار ملحق "دنيا" لجريدة الاتحاد ومن ثم توليت مسؤولية إصدار ملحق "فضائيات وفنون" لصحيفة الخليج عام 2002 فضلا عن كتابتها النقدية الاجتماعية والثقافية والفنية. وشاركت كعضو لجنة تحكيم في مهرجان العين السينمائي في دورته الأولى عام ٢٠١٩

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"