كشفت شركة «جارتنر» للأبحاث، عن أهم توقعاتها الاستراتيجية لعام 2025 وما بعده، حيث تسلط هذه التوقعات الضوء على الكيفية التي يؤثر الذكاء الاصطناعي التوليدي من خلالها على مجالات يفترض غالبية المعنيين بها، أن العنصر البشري وحده فقط القادر على أن يكون له تأثير مستمر عليها.
وقال داريل بلامر، نائب الرئيس لشؤون التحليلات ومدير الأبحاث والزميل لدى «جارتنر»:أصبح واضحاً أنه لا يمكننا إغفال أو تجنب أثر الذكاء الاصطناعي أينما توجهنا. يواصل الذكاء الاصطناعي تطوره بالتزامن مع تطور استخدامات البشر له.
قائمة أبرز التوقعات
- بحلول عام 2026، ستقوم 20% من المؤسسات باستخدام الذكاء الاصطناعي، لتقليل حجم هيكلها التنظيمي، ما سيؤدي إلى إلغاء أكثر من نصف مناصب الإدارة المتوسطة الحالية.
- إن المؤسسات التي ستنشر الذكاء الاصطناعي، بهدف إلغاء العمالة البشرية في صفوف الإدارة المتوسطة، ستتمكن من الاستفادة من خفض تكاليف اليد العاملة في تحقيق وفورات على المديين القصير والطويل.
- كما سيتيح نشر الذكاء الاصطناعي تعزيز الإنتاجية، وزيادة نطاق التحكم، وذلك من خلال أتمتة المهام وجدولتها، وإعداد التقارير ومراقبة أداء القوى العاملة المتبقية.
- كما سيسهم نشر الذكاء الاصطناعي في فرض تحديات أمام المؤسسات مثل شعور القوى العاملة بالخوف إزاء استقرارها الوظيفي، وشعور المديرين بالضغط، بسبب التقارير المباشرة الإضافية.
- قد تتعطل قنوات التدريب والتعليم، الأمر الذي سيؤدي بدوره إلى معاناة الموظفين الجدد، بسبب الافتقار إلى فرص التطور.
- بحلول عام 2028، سيؤثر الانتشار الغامر للتكنولوجيا في الشرائح السكانية، التي تعاني الإدمان الرقمي والعزلة الاجتماعية، ما سيدفع نحو 70% من المؤسسات إلى اعتماد سياسات مضادة للأنشطة الرقمية.
- تشير توقعات جارتنر إلى تأثر نحو مليار نسمة بالإدمان الرقمي، بحلول عام 2028، ما سيؤدي إلى خفض الإنتاجية وزيادة الضغوط النفسية، وارتفاع معدلات الإصابة باضطرابات الصحة العقلية مثل القلق والاكتئاب.
- سيؤثر الانتشار الرقمي الغامر سلباً كذلك في المهارات الاجتماعية للأجيال الأصغر سناً.
أضاف بلامر: ستؤدي آثار الانتشار الرقمي الغامر والمتمثلة في تعزيز عزلة الأفراد، إلى خلق قوى عاملة مفككة ما سيتسبب في انخفاض كبير في إنتاجية موظفي المؤسسات وشركائها. ولذلك، يجب على المؤسسات فرض فترات «إزالة السموم الرقمية»، بشكل إلزامي على الأفراد، وحظر الاتصالات بعد ساعات العمل، وإلزام الموظفين بالعمل عبر الأدوات والأساليب التناظرية التقليدية مثل الاجتماعات الشخصية بدون شاشات، وتطبيق نهج أيام الجمعة الخالية من مراسلات البريد الإلكتروني، واستراحات الغداء بعيداً عن طاولات العمل المكتبي.
آثار بعيدة المدى
- بحلول عام 2029، سيقوم 10% من مجالس الإدارة العالمية باستخدام إرشادات الذكاء الاصطناعي، لمناقشة القرارات التنفيذية المهمة لأعمالها.
- سيكون للأفكار المقدمة من الذكاء الاصطناعي آثار بعيدة المدى على عملية اتخاذ القرارات التنفيذية،
- كما ستمكّن أعضاء مجلس الإدارة من مناقشة القرارات التنفيذية والاعتراض عليها، الأمر الذي سيضع نهاية لحقبة الرؤساء التنفيذيين الذين لا يمكن الدفاع عن قراراتهم بشكل كامل.
- بحلول عام 2028، ستستخدم 40% من المؤسسات الكبيرة الذكاء الاصطناعي، من أجل التحكم في مزاج وسلوكيات الموظفين وقياسها، وكل ذلك تحت مسمى تحقيق الربح.
وأوضح بلامر: قد يشعر الموظفون بتهديد لاستقلاليتهم وخصوصيتهم، الأمر الذي قد يؤدي بدوره إلى خلق حالة من عدم الرضا وتراجع الثقة.
عقود الموظفين الجديدة
- بحلول عام 2027، سيشمل 70% من عقود الموظفين الجديدة على بنود، حول الترخيص والاستخدام العادل لشخصياتهم الرقمية على أدوات الذكاء الاصطناعي.
- نظراً لعدم وجود تاريخ محدد لانتهاء نماذج اللغات الكبيرة (LLMs) الناشئة، فإن هذا الأمر يعني أن البيانات الشخصية للموظفين التي تحصل عليها نماذج اللغات الكبيرة للمؤسسات ستبقى جزءاً من هذه النماذج.
- وسيؤدي هذا الأمر إلى فتح الباب أمام نقاش عام حول مدى أحقية الموظف أو صاحب العمل في ملكية مثل هذه الشخصيات الرقمية، الأمر الذي قد يؤدي بدوره إلى دعاوى قضائية.
- سيقوم 70% من مقدمي الرعاية الصحية بإدراج شروط وأحكام مرتبطة بالذكاء الاصطناعي العاطفي في عقود التكنولوجيا، وفي حال عدم القيام بذلك، فإنهم قد يخسرون مليارات الدولارات كأضرار مالية.
أدت زيادة عبء العمل على عاملي الرعاية الصحية إلى استقالة العاملين، وارتفاع مستويات الطلب من قبل المرضى.
رسم العلامات التجارية
- بحلول عام 2028، ستستخدم 30% من المؤسسات المدرجة على مؤشر ستاندرد آند بورز، واسمات الذكاء الاصطناعي التوليدي مثل (xxGPT)، وذلك لإعادة رسم معالم علاماتها التجارية، خلال سعيها لتحقيق إيرادات جديدة.
- ينظر الرؤساء التنفيذيون لشؤون التسويق إلى الذكاء الاصطناعي التوليدي على أنه أداة قادرة على إطلاق منتجات ونماذج أعمال جديدة. بالإضافة إلى ذلك، فإن الذكاء الاصطناعي التوليدي يسمح بخلق مصادر إيرادات جديدة، من خلال تسريع طرح المنتجات في الأسواق، وتوفير تجارب عملاء أفضل، وأتمتة الإجراءات.
- سيكون 25% من الخروقات، التي تشهدها المؤسسات ناتجة عن إساءة استخدام وكلاء الذكاء الاصطناعي سواءً من قبل جهات خارجية أو جهات خبيثة داخلية.
- بالتزامن مع زيادة وكلاء الذكاء الاصطناعي لمساحة الأسطح غير المرئية المعرضة للهجمات بشكل كبير في المؤسسات، فإن هناك حاجة ماسة إلى توفير حلول جديدة للأمن الإلكتروني والمخاطر.
- سيطالب 40% من الرؤساء التنفيذيين لشؤون المعلومات، بتوفر وكلاء حراسة، لتتبع أو رصد أو احتواء تبعات تصرفات وكلاء الذكاء الاصطناعي بشكل مستقل.
- يشهد اهتمام المؤسسات بوكلاء الذكاء الاصطناعي ازدياداً ملحوظاً، ولكن مع إضافة مستوى جديد من الذكاء فإن وكلاء الذكاء الاصطناعي التوليدي الجدد، سيكونون على استعداد لتوسيع حضورهم بسرعة في التخطيط الاستراتيجي لقادة المنتجات.
- وسيشهد عدد إصدارات المنتجات التي تضم وكلاء متعددين، بحلول عام 2025، ارتفاعاً مطّرداً بالتزامن مع ظهور حالات استخدام أكثر تعقيداً.
شبكات الطاقة الصغيرة
بحلول عام 2027، ستقوم شركات فورتشن 500 بتحويل 500 مليار دولار من التكاليف التشغيلية في مجال الطاقة إلى شبكات الطاقة الصغيرة، وذلك بهدف التخفيف من المخاطر المزمنة المرتبطة بالطاقة والطلب على الذكاء الاصطناعي، وسيسهم هذا الأمر في توفير ميزة تنافسية للعمليات اليومية، والتقليل من المخاطر المرتبطة بالطاقة في المستقبل.