التزييف العميق

00:08 صباحا
قراءة دقيقتين

«علموا أطفالكم كيفية التعرف على التزييف العميق»، هذه الدعوة أو الحملة التي أطلقها مجلس الأمن السيبراني على صفحته، تجعلنا نحن الكبار نتوقف عندها من أجل فهم معنى «التزييف العميق» لأن كثراً لا يفهمون أو لم يسبق لهم أن تعرفوا إلى هذا المصطلح، ومن الطبيعي ألا يفهموا ما يعنيه وكيف يتم اتخاذ الاحتياطات اللازمة والحذر منه، لكي يتمكن كل أولياء الأمور من تحذير أطفالهم وتوعيتهم.
مهم جداً وسهل جداً أن نتابع بعض الصفحات الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، ولا نكتفي بتتبع ما يحصل في العالم وأحدث «ترند» والأكثر مشاهدة من أجل البقاء على دراية بما يجري من حولنا ولنكون دائماً «إنّ» كما يقولون بلغة هذا الجيل، مهم جداً أن نفهم ماذا نشاهد وماذا نتابع قبل أن نتحول إلى وسيلة أو جسور يعبرها نصابون ومجرمون للوصول إلى عمق بيوتنا وعائلاتنا وكشف كل معلوماتنا السرية والخاصة واستغلالها.
المشكلة أن الكبار كما الصغار باتوا عرضة لعمليات الاحتيال، حيث تنتشر مقاطع فيديو عبر الإنترنت تبدو شديدة الواقعية، تصدق أنها حقيقية إذا لم تنتبه لتفاصيل صغيرة ودقيقة، مثل تلك التي تذكرها صفحة مجلس الأمن السيبراني: ‏«عيون ترمش أو لا ترمش بشكل غير طبيعي، صوت آلي أو غير متزامن مع حركة الشفاه، تعابير وجه أو حركات جسد غير متناسقة»، تلك التفاصيل هي التي تجعلك قادراً على التمييز بين المضمون الحقيقي والفيديو المزيف والذي يُعرف بالتزييف العميق.
انظر إلى الفيديو المنتشر بكثرة مثلاً لعبد الحليم حافظ وهو يتنقل في الشوارع باعتباره شاباً يعيش في العصر الحالي بل في العام ٢٠٢٤، من لا يعرف أن هذا الفنان متوفى، يصدق أن ما يشاهده أمامه حقيقي وواقعي! كذلك تنتشر مقاطع فيديو يبدو فيها المتحدث عالماً أو طبيباً كبيراً في السن والخبرة، يقدم لك معلومات باعتبارها مؤكدة ويدعوك لخوض تجارب أو النقر على الصفحة كي تحصل على المزيد من النصائح.. هذا ما يُعرف بالتزييف العميق، وهذا ما قد يقع ضحيته الأطفال وربما الكبار ممن لا يجيدون التعامل مع التقنيات الحديثة وفهم ألاعيبها، ويتسلل من خلالها مجرمو الإنترنت إلى الحسابات الشخصية والمعلومات ويمكنهم ارتكاب جرائمهم والإيقاع بالضحايا الأبرياء الذين يقعون في الفخ بمجرد «نقرة».
الحل؟ يكفينا فهم ما يحصل ومتابعة كل التطورات والتحذيرات، وكما يقول الأمن السيبراني «علم أطفالك التأكد من حقيقة المحتوى الذي يشاهدونه عبر الإنترنت. بوعينا المشترك نحمي عائلاتنا من مخاطر التزييف العميق».

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3smfff38

عن الكاتب

كاتبة وناقدة سينمائية. حاصلة على إجازة في الإعلام من كلية الإعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية. ساهمت في إصدار ملحق "دنيا" لجريدة الاتحاد ومن ثم توليت مسؤولية إصدار ملحق "فضائيات وفنون" لصحيفة الخليج عام 2002 فضلا عن كتابتها النقدية الاجتماعية والثقافية والفنية. وشاركت كعضو لجنة تحكيم في مهرجان العين السينمائي في دورته الأولى عام ٢٠١٩

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"