اجتمع نخبة من الوزراء الحكوميين والرؤساء التنفيذيين الدوليين وخبراء المسؤولية الاجتماعية للشركات من مختلف أنحاء العالم في الرياض، وذلك خلال الملتقى الدولي للمسؤولية الاجتماعية للشركات؛ والذي يهدف إلى تسليط الضوء على أهمية دور القطاع الخاص في تقديم عالم أفضل، ومناقشة المشهد المتطور للمسؤولية الاجتماعية للشركات وتأثيرها الدولي، وتناول التحديات واستكشاف الفرص تحت شعار (من الالتزام إلى التأثير). استمر الملتقى على مدار يومي 28-29 أكتوبر ونظمته وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية السعودية.
من جانبها، أكدت رولا أبو منى، الرئيسة التنفيذية لبنك ستاندرد تشارترد لمنطقة الشرق الأوسط، خلال حديثها حول الحدث على أهمية دور القطاع الخاص في المسؤولية الاجتماعية للشركات، حيث قالت: "التقاريرالطوعية عن الاستدامة البيئية والاجتماعية والحوكمة (ESG) مهمة في تعزيز الشفافية وزيادة الوعي بين المستثمرين، ونعمل على توجيه الاستثمارات نحو مشاريع الاستدامة والتنمية الاجتماعية، مما يعكس توجهاً متزايداً لدى المستثمرين في المنطقة نحو المنتجات المستدامة".
وتحدث بريندان نيلسون، رئيس (بوينج جلوبال)، عن أهمية الاستراتيجية والاحترام، قائلاً: "الاستثمار في المسؤولية الاجتماعية يتطلب خططاً استراتيجية للشركات؛ مما يسهم في ضمان تحقيق تلك المستهدفات والقضاء على التحديات مع أهمية المحافظة على قيم الشركة ومعاييرها الخاصة واحترام ثقافة وأنظمة البلدان التي تعمل فيها".
وفي افتتاح المنتدى، أكد معالي وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية أحمد الراجحي، على رؤية المملكة العربية السعودية لإنشاء منصة عالمية للحوار حول المسؤولية الاجتماعية؛ حيث قال: "يهدف هذا المنتدى إلى تعزيز الشراكات الدولية وابتكار نماذج جديدة للتعاون بين القطاعين العام والخاص في التنمية المستدامة."
وأبرز الوزير دور المنتدى في تسهيل تبادل المعرفة ومعالجة التحديات في مجال المسؤولية الاجتماعية للشركات، مع التركيز على توسيع مشاركة القطاع الخاص في مبادرات الاستدامة.
وأوضح الراجحي أن تطور المسؤولية الاجتماعية للشركات، مشيراً إلى تركيزها المتزايد على الابتكار والرقمنة المستدامة والتحول الاستراتيجي. وسلط الضوء على الاتجاه المتزايد للشركات في دمج التقنيات وإعادة التدوير ومبادئ الاقتصاد الدائري في عملياتها اليومية، بما في ذلك الاعتماد على الطاقة المتجددة لدعم الاستدامة البيئية، وتطوير الإنسان، والنمو المتوازن للمجتمع.
واختتم الوزير بالإشادة بتقدم المملكة في مجال المسؤولية الاجتماعية، واصفاً إياه بـ"قصة ملهمة للتحول والتمكين"، مؤكداً على التزام المملكة بجعلها هدفاً استراتيجياً ضمن رؤية السعودية 2030.
وأوضح أن هذا الالتزام يظهر بوضوح من خلال السعي لتعزيز التزام الشركات بمسؤولياتها الاجتماعية، وهو ما دفع إلى تطوير مبادرات رئيسية؛ منها إنشاء لجنة خاصة للمسؤولية الاجتماعية، ووضع استراتيجية وطنية، وإطلاق منصة وطنية لتعزيز الشفافية في تقارير المسؤولية الاجتماعية. علاوة على ذلك، أعلنت المملكة عن تحديد 23 مارس كيوم للمسؤولية الاجتماعية لعرض جهود القطاع الخاص، وأصدرت إرشادات للشركات، وطورت مؤشرًا للمسؤولية الاجتماعية لسوق السعودية، وعززت الهوية الوطنية المشتركة للمسؤولية الاجتماعية.