محمد بن ثعلوب الدرعي
كثيرة هي المباريات الكلاسيكية أو الديربيات في مختلف البطولات والمسابقات المحلية والدولية، ولكن عندما يأتي موعد الكلاسيكو الذي يجمع قطبي الكرة الإسبانية ريال مدريد وبرشلونة، فإن الوضع يختلف لأسباب كثيرة، فالصراع الأبدي بين الفريقين على زعامة الكرة الإسبانية، يجعل من مواجهات الفريقين مناسبة تستحوذ على اهتمام عشاق كرة القدم في جميع أرجاء الكرة الأرضية، وعندما أطلق عليها كلاسيكو الأرض، ففي ذلك ما يكفي لتأكيد أن الكلاسيكو الإسباني في كفة وبقية المواجهات الكلاسيكية في كفة أخرى، يحدث ذلك رغم مغادرة الأساطير والنجوم، حيث ذهب كريستيانو وميسي وكثيرون من بعدهم، ولكن ظل كلاسيكو الأرض يتصدر المشهد والعناوين، لأنه باختصار كلاسيكو كل الأزمان.
الفوز الكاسح للبرسا على الريال في معقله بالبرنابيو برباعية تاريخية، فتح صفحات الذكريات للخسائر التي تعرض لها الملكي في مرحلة بيب جوارديولا ومن تبعه من المدربين، كما أنها كشفت عن وجود خلل واضح في قيادة الفريق في الملعب، وكان لعدم وجود صانع ألعاب يغطي مكان مودريتش الذي جلس على مقاعد البدلاء، أثر سلبي، وفشلت كتيبة النجوم المدججة في الريال بمن فيهم أخطر مهاجمَين في العالم مبابي وجونيور، من فتح ولو ثغرة واحدة في دفاعات برشلونة، التي وقفت سداً منيعاً أمام جميع المحاولات، وحدث ذلك من خلال تغيير واحد قام به الألماني فليك عندما أدخل دي يونج في الشوط الثاني، الذي قلب موازين المباراة، وفي المقابل كان أنشيلوتي كالغائب الحاضر وهو يتابع حالة الانهيار التي كان عليها الفريق أمام جماهيره دون ان يحرك ساكناً.
أسباب الفوز الساحق لبرشلونة يعود للتعامل الصحيح من فليك الذي أكد للجميع أنه قادر على إعادة أمجاد برشلونة، بينما كان أنشيلوتي بعيداً تماماً عن أجواء الكلاسيكو، وكان محظوظاً بأن يخرج خاسراً بأربعة أهداف فقط، فهل كانت ثقة لاعبي الريال والمدرب بحتمية الفوز على برشلونة، سبباً في الهزيمة بهذه الصورة، مع الوضع في الاعتبار أن بعض النتائج تكون خادعة في بعض الأحيان.