عادي
تستضيفه دبي للمرة الأولى في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا

لطيفة بنت محمد تفتتح منتدى المدن الثقافية العالمي

23:34 مساء
قراءة 4 دقائق
1

دبي: «الخليج»
افتتحت سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي، الأربعاء، فعاليات «منتدى المدن الثقافية العالمي 2024»، الذي تستضيفه دبي للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، تحت شعار «ثقافة الغد.. كيف تستشرف الأجيال القادمة مستقبلنا؟»، بمشاركة أكثر من 36 مدينة من حول العالم لتبادل الأفكار والمعرفة وتسليط الضوء على جهود المدن التي تدعم الاقتصاد الإبداعي، وتستثمر في الصناعات الثقافية والإبداعية، وتسعى لاحتضان ودعم أصحاب المواهب والكفاءات، وإتاحة الفرص أمامهم للإسهام في إعادة تشكيل مستقبل المدن الإبداعية.
وأعربت سمو الشيخة لطيفة عن سعادتها باستضافة دبي كأول مدينة عربية لهذا الحدث العالمي المرموق، يؤكد ريادتها على الخريطة العالمية مركزاً دولياً للثقافة والابتكار والاقتصاد الإبداعي، وملتقىً يجمع قادة الفكر والمبدعين من جميع أنحاء العالم، وبوابةً للتبادل الثقافي والتواصل الحضاري.
وقالت سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم: «يجتمع العالم اليوم في دبي لاستشراف دور الثقافة في تشكيل مدن المستقبل، ورسم ملامح السياسة الثقافية العالمية، من خلال المنتدى الذي يعكس روح دبي الطموحة المتطلّعة إلى المستقبل، ويجسّد رؤى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، نحو بناء مستقبلٍ مستدام يواجه التحديات بالإبداع والابتكار».
وأضافت سموها: «يتوافق شعار المنتدى مع مسؤولياتنا والتزاماتنا دعم وتمكين الشباب الذين يشكلون قوة المستقبل بأفكارهم ومواهبهم ورؤاهم الإبداعية التي تؤسس لغدٍ واعد ومشرق، ليسهموا في مسيرة البناء والتطوير، ويتولوا زمام قيادة التنمية، ويرسموا مسارات جديدة للتميز والريادة».
مستقبل التعليم
وخلال المنتدى العالمي، أعلنت سموّها إطلاق تقرير «مستقبل التعليم في الاقتصاد الإبداعي»، الذي يسعى إلى استكشاف مشهد التعليم في الصناعات الثقافية والإبداعية، وإبراز أهمية الاستثمار في التعليم ودوره في بناء اقتصاد قائم على المعرفة والابتكار، داعيةً إلى ضرورة العمل على تهيئة منظومة مبتكرة تسهم في تمكين شباب العالم وتحفيزهم على تحقيق طموحاتهم وأحلامهم، والإسهام في إثراء قوة الصناعات الثقافية والإبداعية في العالم.
وفي هذا السياق قالت سمو الشيخة لطيفة بنت محمد: «سنوحّد كافة الجهود عبر هذا المنتدى للنهوض بالشباب كقادةٍ ومبتكرين للغد، وسنسعى جاهدين لتمكينهم بأسس قوية في التعليم. إذ يمثل إطلاق هذا التقرير نقطة تحوّل في تطور التعليم في قطاع الصناعات الثقافية والإبداعية، وأهمية استثماره لاستدامة الاقتصاد الإبداعي».
دور الشباب
من جانبها، قالت جوستين سيمونز، نائب عمدة لندن للثقافة والصناعات الإبداعية مؤسس ورئيس المنتدى: «نعمل على تشكيل مستقبل مدننا من خلال الثقافة، حيث تركز نسخة هذا العام التي تستضيفها دبي للمرة الأولى، على دور الشباب وإسهاماتهم في تصميم مستقبلنا، وفي الوقت الذي نتطلع فيه نحو الأمام، أصبح من الضروري قيام المدن ببناء مجتمعات مترابطة، وتعزيز الاقتصاد، وتوفير فرص عمل ذات جودة عالية ومعالجة أزمة المناخ، حيث يعمل قادة المدن من مختلف أنحاء العالم معاً لمواجهة هذه التحديات عبر الاستفادة من الثقافة وقوتها».
وخلال الحفل الذي أقيم في متحف الشندغة، ألقت الروائية الإماراتية دبي أبو الهول، الرئيسة التنفيذية لمؤسسة فكر، كلمة سلّطت خلالها الضوء على قوة السرد الثقافي ودوره في مواجهة تحديات العصر، وأهمية دور الثقافة كأداة ملهمة تسهم في سد الفجوات وربط الأجيال مع بعضها بعضاً، وتوحيد الرؤى وتجاوز الاختلافات الأيديولوجية.
بصمة واضحة
ونجحت دبي في ترك بصمة واضحة في مسيرة المنتدى العالمي الذي يشهد وللمرة الأولى في تاريخه إسهاماً فعالاً من قبل مجموعات عمل المدينة المستضيفة في إعداد البرنامج، ما يعكس أهمية التعاون المحلي والعالمي في رسم وتشكيل مستقبل السياسة الثقافية الحضرية، وتمكنت الإمارة من إرساء نهج مبتكر في المنتدى عبر أرشفة مخرجاته ونتائج جلساته وجمعها ضمن تقرير متكامل يصدر للمرة الأولى منذ تأسيس المنتدى، بهدف توثيق أفضل الممارسات والأفكار لضمان الاستفادة منها مستقبلاً، كما تضمنت نسخة المنتدى لهذا العام تقديم تقرير شامل حول الاستدامة، يدمج الاعتبارات البيئية في أجندة السياسة الثقافية، ما يعزز إسهام المبادرات الثقافية في صنع مستقبل إيجابي للمناخ.
ولضمان توسيع نطاق تأثير المنتدى، ستعقد هيئة الثقافة والفنون في دبي، الخميس، في السركال أفنيو، جلسة مفتوحة للجمهور تحمل عنوان «مواهب الغد.. ماذا يحتاج المبدعون من المدن؟»، تهدف إلى إتاحة الفرصة أمام أصحاب المواهب وأفراد المجتمع لتبادل الأفكار والمعرفة مع مجموعة من الخبراء وقادة المدن الثقافية، حيث تسلط الجلسة الضوء على متطلبات المبدعين واحتياجاتهم المستقبلية، ودور الثقافة في تمكين المدن من استقطاب أصحاب المواهب والمحافظة عليهم، عبر توفير مساحات عمل بكلفة مناسبة للمبدعين، وتشجيعهم على مواكبة التقنيات المتطورة، وتعزيز التعليم الابتكاري لديهم، كما تناقش الجلسة كيفية تحويل المدن إلى أماكن جاذبة للعيش والعمل والزيارة، وضرورة وجود استراتيجيات تساعد على تمكين الجيل القادم من المهنيين الثقافيين من التأقلم في عالم سريع التغير.
جلسات اليوم الأول
شهد اليوم الأول من المنتدى العالمي، تنظيم جلسات «الناس والأماكن والكوكب»، التي عقدت في «بيت العطور» و«بيت الحرف التقليدية»، و«بيت السدو»، و«بيت الصناعات الساحلية والبحرية»، ومن أبرزها جلسة «الجيل القادم يترك بصمته» التي ناقشت سبل تحفيز الشباب للمشاركة بفاعلية في رسم مستقبل الثقافة في المدن، بينما تناولت جلسة «الثقافة: التشبث بالأمل في مواجهة التغيرات المناخية» دور الثقافة في إيجاد حلول إبداعية لمواجهة التحديات البيئية، فيما ركزت جلسة «حلول عالمية ملهمة للمساحات الإبداعية» على أساليب المدن في مواجهة ارتفاع تكاليف المعيشة التي يشهدها العالم، وجهودها في توفير حلول متنوعة لجذب المبدعين.
كما تضمنت أجندة المنتدى جلسة «المدن الإفريقية، أصداء عالمية» التي سلطت الضوء على المدن الإفريقية بوصفها مراكز للابتكار والإبداع، وكيف يمكن لقادة الثقافة التعاون مع المبدعين للاستفادة من قوة الدبلوماسية الثقافية لعرض الفنون والثقافة الإفريقية على المستوى الدولي، في حين أسهمت جلسة «24 ساعة من الثقافة.. الليل مساحة للإبداع» في إبراز الجهود التي تبذلها المدن لتوفير أجواء ليلية إبداعية شاملة وآمنة، في ما استعرضت جلسة «الثقافة.. في قلب كل شيء، وفي كل مكان، في نفس الوقت» طرق تطوير نماذج جديدة للتفاعل والتعاون مع السكان الأصليين في المدن، ونشر الثقافة في الأحياء المحلية، وتشجيع أفراد المجتمع على التفاعل معها.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/bdz4c2rb

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"