إعداد : عبدالحفيظ جمال
تدور تظاهرات حاشدة في جورجيا بعد إعلان نتائج الانتخابات التشريعية التي أظهرت فوز حزب الحلم الجورجي الحاكم . في حين نددت أحزاب المعارضة بـ«سرقة» الانتخابات. في وقت تطرح فيه تساؤولات كثيرة عن مصداقيتها على الرغم من عدم وجود أدلة كافية على تزوريها.
فتح تحقيق
في السياق، أعلنت النيابة العامة في جورجيا، الأربعاء، فتح تحقيق في «مزاعم تزوير» الانتخابات التشريعية، واستدعاء رئيسة البلاد الموالية للغرب لتوضيح تفاصيل اتهاماتها بالتزوير ضد الحزب الحاكم وإعلان الفائز في الاقتراع. وقالت النيابة في بيان: «مكتب المدعي العام الجورجي فتح تحقيقاً في مزاعم تزوير للانتخابات التشريعية»، موضحاً أن الرئيسة المؤيدة لأوروبا سالومي زورابيشفيلي التي نددت بنتائج الانتخابات «تم استدعاؤها» لاستبيان موقفها الخميس. وقالت زورابيشفيلي إن نتائج الانتخابات «غير شرعية» واصفة الأمر بأنه «عملية روسية خاصة»، وهو ما رفضه الكرملين.
إعادة فرز الأصوات
أعلنت لجنة الانتخابات المركزية في جورجيا أنها ستعيد فرز الأصوات، الثلاثاء، بعدما نددت أحزاب المعارضة بـ«سرقة» الانتخابات التشريعية التي جرت نهاية الأسبوع. وفي تحد للمخاوف التي عبّر عنها الاتحاد الأوروبي حيال الانتخابات، وصل رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان إلى تبليسي، الاثنين، وأشاد بالاقتراع واصفاً إياه بأنه ديمقراطي، علماً بأن بلاده تتولى حالياً الرئاسة الدورية للتكتل الذي تعد من أقرب دوله إلى الكرملين. ورفضت الأحزاب الموالية للغرب الاعتراف بنتائج انتخابات، السبت، التي قالت إنه تم تزويرها لصالح حزب «الحلم الجورجي» الحاكم. وانضم عشرات الآلاف إلى مسيرة للمعارضة في تبليسي الاثنين وأُعلن عن تظاهرة جديدة مناهضة للحكومة من المقرر بأن تقام مساء الثلاثاء. وأفادت لجنة الانتخابات الجورجية في بيان بأن «لجان الدوائر الانتخابية التابعة للمناطق ستجري إعادة فرز للأصوات من خمسة مراكز اقتراع يتم اختيارها عشوائياً في كل دائرة انتخابية»، ما يعادل نحو 14 في المئة من الأصوات.
انتخابات غير متكافئة
طالب الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بإجراء تحقيق في حصول «مخالفات»، عقب انتخابات تشريعية مثيرة للجدل أظهرت فوز الحزب الحاكم المقرب من روسيا. وأعلنت مجموعة من المراقبين الدوليين أن الانتخابات التي جرت السبت «شابتها ظروف غير متكافئة وضغوط وتوترات». وأعربت بعثة من البرلمان الأوروبي أيضاً عن قلقها إزاء «التراجع الديمقراطي»، قائلة إنها شهدت حالات من «حشو صناديق الاقتراع» و«الاعتداء الجسدي» على المراقبين. ودعا وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الأحد، إلى إجراء تحقيق في عمليات تزوير محتملة خلال الانتخابات في جورجيا. وقال بلينكن في بيان: «نضم صوتنا إلى المراقبين الدوليين والمحليين في الدعوة إلى إجراء تحقيق شامل في جميع التقارير التي تفيد بوقوع انتهاكات في الانتخابات»، مشيراً إلى وجود تقارير عن «مخالفات وأعمال عنف متفرقة». وقال بلينكن إن مراقبين محليين ودوليين اتفقوا على أنه على الرغم من أن الانتخابات كانت «منظمة بصورة جيدة بوجه عام» فإن هناك تقارير تفيد بوقوع مخالفات، خاصة في المرحلة التي سبقت الانتخابات، إضافة إلى أعمال عنف متفرقة.
وأضاف: «المراقبون الدوليون لم يصفوا النتائج بأنها حرة ونزيهة». ومن جانبه قال رئيس المجلس الأوروبي المنتهية ولايته شارل ميشيل إنه دعا المسؤولين في جورجيا إلى «التحقيق بسرعة وشفافية واستقلالية» في المخالفات الانتخابية ودعا حزب «الحلم الجورجي» الحاكم إلى إظهار «التزامه الراسخ» تجاه الاتحاد الأوروبي.
فوز حزب الحلم الجورجي
بحسب النتائج شبه النهائية، نال حزب الحلم الجورجي الذي يحكم البلاد منذ 2012 صباح الاثنين 53,9 % من الأصوات مقابل 37,7 % لتحالف المعارضة.
وأفادت مجموعة من أبرز مراقبي الانتخابات في جورجيا، الاثنين، عن أدلة على عملية تزوير معقدة وواسعة النطاق وطالبت بإلغاء 15 في المئة على الأقل من الأصوات التي تم الإدلاء بها. وتتهم المعارضة حزب «الحلم الجورجي» منذ أشهر بالسعي إلى إبعاد جورجيا عن هدفها في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي وإعادتها إلى فلك روسيا.