د. زينة عبدالملك طه
متلازمة تكيس المبايض (PCOS) هي حالة تتميز بعدم انتظام الدورة الشهرية، وزيادة نمو الشعر، وظهور حب الشباب، وزيادة خطر الإصابة بالسمنة. تُشخص هذه الحالة عند وجود زياده في هرمون الأندروجين، وهو (هرمون ذكوري)، لدى النساء، إلى جانب وجود العديد من الأكياس الصغيرة في المبايض ومقاومة الإنسولين. على الرغم من أن سبب متلازمة تكيس المبايض والعلاقة بين هذه المتلازمة ونقص فيتامين «د» لدى النساء لا يزالان غير معروفين، فقد أشارت بعض الدراسات إلى وجود ارتباط بين نقص الفيتامين والمتلازمة.
فيتامين «د» هو فيتامين قابل للذوبان في الدهون ويعد أساسياً للعديد من وظائف الجسم، مثل تعزيز تطور العظام السليم، وتنظيم وظائف الكلى والصحة النفسية، وتقليل السمنة. يُشخص نقص فيتامين «د» بشكل شائع لدى النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض، ويرتبط ارتباطاً وثيقاً بمقاومة الإنسولين والمشاكل الأيضية المصاحبة لهذه المتلازمة.
يلعب فيتامين «د» دوراً مهماً في تنظيم هرمون مضاد مولر (AMH) وهذا الهرمون له دور حيوي في تكوين الجريبات واختلال وظيفة المبيض. وقد لوحظت مستويات أعلى من هرمون مضاد مولر لدى النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض مقارنة بغيرهن.؛ لذا يُستخدم هرمون مضاد مولر في التشخيص والتنبؤ بمتلازمة تكيس المبايض.
يرتبط نقص فيتامين «د» بانخفاض مستويات هرمون الأديبونيكتين (وهو هرمون مضاد للالتهابات يُنتج من الخلايا الدهنية، ويعد حاسماً لتحسين حساسية الإنسولين والتمثيل الغذائي وضغط الدم، وتنظيم الشهية والشبع لمنع السمنة)، ما يزيد من خطر مقاومة الإنسولين. وقد ثبت أن تناول مكملات فيتامين «د» يزيد من مستويات الأديبونيكتين. وترتبط مستويات كافية من الأديبونيكتين بتقليل خطر الإصابة بمضاعفات القلب والسمنة.
ترتبط مقاومة الإنسولين بشكل مباشر بفيتامين «د»، وهي واحدة من أبرز خصائص النمط الظاهري لمتلازمة تكيس المبايض؛ لذلك يجب مراعاة نقص فيتامين «د» عند علاج مرضى متلازمة تكيس المبايض، وخاصة أولئك الذين يعانون أيضاً متلازمة التمثيل الغذائي.
بالنسبة للأفراد المصابين بمتلازمة تكيس المبايض، يمكن أن تتفاوت الجرعة الموصى بها من فيتامين «د»، ولكن العديد من مقدمي الرعاية الصحية يوصون بجرعة تتراوح بين 1000 إلى 4000 وحدة دولية يومياً، مع مكملات الكالسيوم لمدة ثلاثة أشهر لتحسين الدورة الشهرية، وتقليل خطر الإصابة بالسكري، وتخفيف الأعراض الأخرى المرتبطة بمتلازمة تكيس المبايض.
لذلك، ينبغي للنساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض الانتباه إلى مستويات فيتامين «د» في البلازما لديهن، والحصول على كميات كافية منه من خلال الطعام أو المكملات الغذائية وفقاً لاحتياجاتهن. من الضروري استشارة أخصائي الرعاية الصحية للحصول على توصيات شخصية تستند إلى اختبارات الدم والحالة الصحية الفردية.