دعم غير آنيّ

ما تقدمه الإمارات اليوم من دعم للشعب اللبناني يفوق مستوى ومفهوم المساعدات التي ترسلها الدول عادة لدعم الشعوب النازحة والتي تعاني من سوء الأحوال والنقص في مختلف الخدمات الصحية والغذائية والطبية وغيرها بسبب الحروب.
فالحملة التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة «معك يا لبنان» لدعم الشعب اللبناني، وشهدت تضامناً واسعاً من قبل القيادات والأفراد، وشملت الدعم الإغاثي، والغذائي، والصحي، تتوّج بالمشروع الذي وجه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بإطلاقه من أجل توفير استمرارية التعليم في لبنان عبر «المدرسة الرقمية» وسيشمل في المرحلة الأولى ٤٠ ألف مستفيد.
«استمرارية التعليم في لبنان ٢٠٢٤ - ٢٠٢٥» حلم كل طالب لبناني منعته الحرب من مواصلة التعليم والالتحاق بمدرسته، حلم كل طالب وولي أمر أجبرته الظروف القاهرة أن يغادر بيته ومنطقته ومدرسته، ليلجأ إلى حيث يمكنه العيش مع كل النازحين على أمل العودة قريباً؛ لذلك يعتبر هذا المشروع الذي ينضوي تحت مظلة مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، أكبر من إعانة وإغاثة، هو حلم ودعم غير آني، يمتد أثره إلى السنوات المقبلة لأنه سيتيح لكل طالب يعاني من النزوح والانقطاع القسري عن التعليم الذي يهدد مستقبله ومراحله التعليمية، العودة إلى الدراسة وعودة المدرّسين إلى مزاولة مهنتهم وتولي مسؤولياتهم.
كيف ستكون الدراسة؟ من الطبيعي أن تكون عبر منصات رقمية متكاملة، تعمل على تقديم دروس وبرامج تعليمية تحسن من مستوى الطلاب التعليمي، وتزود المعلمين بالمهارات اللازمة لدعم استمرارية التعليم، لكن المبادرة بحد ذاتها هي المفاجأة التي تُسعد كل لبناني خصوصاً هؤلاء الذين يعانون ويتحملون ويلات الحرب وتداعياتها، ومبادرة تؤكد مرة جديدة أن جعبة الإمارات دائماً مليئة بالمبادرات الإنسانية والدعم لكل من يحتاج إلى مساعدة، وأنها تذهب بعيداً في مشاريعها الإنسانية لتشمل كل ما يمكن أن يعيد للناس بعضاً مما افتقدوه ومن احتياجاتهم الأساسية، والتعليم جزء لا يتجزأ من هذه الأساسيات المهمة.
كل الدعم للبنانيين المتألمين وللنازحين ولكل الأبرياء المتضررين من تلك الحرب، وكل الشكر للإمارات وقادتها وشيوخها على هذه المبادرات النبيلة التي تبيّن للعالم أن العطاء لا يعرف حدوداً وأن «الإنسان أولاً» ليس مجرد شعار بل فعل وإيمان وممارسة.

[email protected]