«جامعة ميامي»
كشفت الأبحاث الحديثة عن وجود صلة بين ظاهرة النينيو الجنوبية والزيادة الملحوظة في درجات الحرارة العالمية خلال عام 2023، والظاهرة مناخية تتميز بالاحترار والتبريد الدوري لدرجات حرارة سطح البحر في المحيط الهادئ الاستوائي، والتي يمكن أن يكون لها آثار بعيدة المدى على أنماط الطقس في جميع أنحاء العالم.
وأجرى فريق من علماء المناخ دراسة حللوا من خلالها بيانات مناخية تاريخية ولاحظوا وجود علاقة قوية بين وجود ظروف النينيو وارتفاع درجات الحرارة في عام 2023.
أثناء ظاهرة النينيو، يمكن أن تؤدي درجات حرارة سطح البحر الأعلى من المتوسط في وسط وشرق المحيط الهادئ الاستوائي إلى تغييرات بأنماط الدورة الجوية، ما يؤثر على أنظمة الطقس وأنماط درجات الحرارة في مناطق مختلفة.
وكان أحد النتائج الرئيسية للدراسة هو تأثير ظاهرة النينيو الجنوبية على الظواهر الجوية المتطرفة في مختلف أنحاء العالم، ولاحظ الباحثون زيادة بتواتر وشدة موجات الحر والجفاف وهطول الأمطار الغزيرة خلال ذروة مرحلة النينيو 2023.
ولا تشكل هذه الظواهر الجوية المتطرفة تحديات كبيرة للمجتمعات المحلية فحسب، بل لها أيضاً آثار أوسع على الزراعة وموارد المياه وصحة النظم البيئية.
سلّطت الدراسة الضوء على أهمية فهم ومراقبة ظاهرة النينيو الجنوبية في جهود التنبؤ بالمناخ والتكيف معه، ومن خلال إدراك تأثير الظاهرة على أنماط درجات الحرارة العالمية، يمكن للعلماء وصناع السياسات توقع التأثيرات المحتملة للأحداث المناخية المستقبلية والاستعداد لها بشكل أفضل.
تؤكد نتائج البحث على التفاعل المعقد بين التقلبات المناخية الطبيعية وتغير المناخ الناجم عن الأنشطة البشرية، وفي حين كانت الظاهرة سمة متكررة لنظام المناخ على الأرض لقرون من الزمان، فإن تفاعلها مع انبعاثات الغازات المسببة للانحباس الحراري العالمي المتزايدة يؤكد على الحاجة إلى اتخاذ تدابير استباقية للتخفيف من آثار تغير المناخ.
ومن خلال دراسة ظواهر مثل النينيو الجنوبية وتأثيراتها على درجات الحرارة العالمية، يمكننا تعزيز فهمنا لديناميكيات المناخ والعمل لإيجاد حلول مستدامة لمستقبل أكثر مرونة.