الشارقة: ضمياء فالح
ظهرت صور نادرة من نزال الأدغال بين الأسطورتين محمد علي كلاي وجورج فورمان قبل 50 عاماً في زائير سابقاً ( الكونغو الديمقراطية حالياً) في عام 1974، وقد قيل عن النزال الذي أطلق عليه أيضاً «مباراة القرن» أنه قدم إفريقيا الفقيرة إلى العالم.
وأعادت الكونغو الديمقطراطية احتفالات ضخمة لأحياء ذكرى المناسبة وتوجيه رسالة وفاء إلى الأسطورة الراحل محمد علي كلاي.
وكان فورمان حينها بسن الـ25 المرشح الأكبر للفوز بالنزال بسجل انتصارات كامل (40 فوزاً منها 37 بالضربة القاضية )، لكنه سقط أمام الأسطورة على (32 عاماً حينها) أمام 60 ألف متفرج ومليار عبر التلفاز.
كان محمد علي، ملك الوزن الثقيل، يبحث عن استعادة ألقابه بعد 7 سنوات من سحبها منه بسبب رفضه المشاركة في حرب فيتنام وحصل على مبتغاه.
في إحدى الصور يظهر محمد علي وهو يفكر في تكتيك النزال وأخرى يضحك في السيارة وأخرى يسلم على الصف الأول من المدرجات قبل دخول الحلبة.
بعد النزال وضع محمد علي وفورمان خلافاتهما جانباً وأصبحا أصدقاء، ورحل كلاي عن سن 74 في 2016 ويقول عنه فورمان(75 عاماً): «تقاتلنا في 1974، لكن بعد 1981 أصبحنا أفضل صديقين وفي 1984 لم يعد يستغني أحدنا عن الآخر. لم يكن أحد أقرب لي من محمد علي كلاي في هذه الحياة».
النزال الأشهر
ويعد النزال هو الأشهر في تاريخ الملاكمة، وقد بيع حزام بطولة الوزن الثقيل، الذي حصل عليه كلاي بعد انتصاره بمبلغ 6.18 مليون دولار أمريكي في مزاد أُقيم عام 2022.
وقال ان العالم بأسره ترقب في 30 أكتوبر 1974 النزال التاريخي الذي وصف بأنه أعظم حدث رياضي في القرن العشرين، حين شهدت مفاجأة كبيرة، بعدما كان فورمان مرشحاً لتحقيق الانتصار على حساب محمد علي، لكن الأخير صدم الجميع بفضل تكتيكه السحري واستخدام الحبل لإرباك خصمه وتحقيق الانتصار في الجولة الثامنة، ليكتب لحظات أيقونية بقيت راسخة في ذاكرة عشاق رياضة الفنّ النبيل.
وكان علي قد أخبر مدربه أنجيلو دندي وجمهوره أنّ لديه خطّة سرية لمواجهة فورمان، وذلك من خلال الاعتماد على الحبال وتغطية نفسه، ما سمح لفورمان بلكمه في ذراعيه وجسمه، وهي الاستراتيجية التي أطلق عليها علي فيما بعد «الحبل المخدّر»، إذ أنفق جورج طاقته في توجيه اللكمات من دون كسب النقاط، وكان ذلك المفتاح للسير نحو الانتصار.
ونال كلاي دعم مواطني الكونغو قبل أن يسقط جورج فورمان في العاصمة كينشاسا ويصبح بطل العالم في ملاكمة الوزن الثقيل عند سن الثانية والثلاثين.
أحياء ذكرى
ومازالت الكونغو الديمقراطية( زائير سابقاً) تحيي ذكرى النزال الأسطوري، وقال المتحدث باسم الحكومة الكونغولية لامبرت مندي في عام 2016 «إنه الشخص الذي ساعد في جعل بلادنا مرئية في سبعينات القرن الماضي،والشخص الذي بنى جسراً بين الأفارقة الأميركيين والأفارقة.. سيكون له دائماً مكاناً مهماً في قلوب الكونغوليين».
وكان طلب كلاي إجراء النزال في دولة زائير في إفريقيا مقصوداً، فهو أراد نزالاً بين الفقراء من أبناء بشرته.
الإعداد للنزال تقنيا ولوجستيًا وإعلاميًا تطلّب عدة أشهر. قضى محمد علي شهرين في زائير يحشد الجماهير يلقنهم دروساً في الدفاع عن أنفسهم وفي الفخر بهويتهم، كما تم اختيار مكان النزال ليقام في غابة، لذلك سمي «نزال الأدغال».
وقال تشيلومبو موكادي مدرب المنتخب الوطني للملاكمة في الكونغو: «معركة القرن ذكرى عظيمة بالنسبة لنا.. إنها سبب للاحتفال الكبير بالنسبة لشعب الكونغو الديمقراطية لأنها أقيمت هنا».
وأوضح: «هذا يعني الكثير للشباب، ونحن نشجعهم على ذلك حتى لا يتم محو التاريخ».