«ريسيرش جت»
مع تزايد العمل عن بُعد والاجتماعات الافتراضية، يجري العديد من المهنيين الآن تفاعلاتهم الأولى من خلال منصات الدردشة المرئية مثل «زووم».
يثير هذا التحول من الاجتماعات التقليدية وجهاً لوجه إلى اللقاءات الافتراضية سؤالاً مهماً: هل يمكن أن يؤثر الاجتماع عبر «زووم» على الانطباع الأول؟
وسعت دراسة حديثة إلى فحص الاختلافات في التصورات بين الاجتماعات الشخصية والتفاعلات عبر محادثات الفيديو، وتلقي النتائج الضوء على كيفية تأثير طريقة الاتصال على الانطباع الأولي الذي نشكله عن الآخرين.
إن الانطباعات الأولى تشكل أهمية بالغة في أي بيئة اجتماعية أو مهنية، فهي غالباً ما تشكل الطريقة التي نتصور بها الآخرين ونتفاعل معهم، وتحدد نبرة العلاقات المستقبلية. وفي عالم أصبح فيه التواصل الافتراضي هو القاعدة، فإن فهم كيفية تأثير الاجتماع عبر تطبيق زووم على هذه الانطباعات الأولية أمر ضروري.
وكان أحد النتائج الرئيسية للدراسة هو أنه على الرغم من أن الاجتماعات الافتراضية قد تكون مريحة وفعّالة، إلا أنها قد تفتقر إلى اللمسة الشخصية والإشارات غير اللفظية الموجودة في التفاعلات وجهاً لوجه، يمكن أن يؤثر هذا على الطريقة التي ينظر بها نظراؤهم إلى الأفراد، ما يؤدي إلى سوء الفهم أو سوء التفسير.
إن بناء الثقة والتفاهم أمر ضروري في أي علاقة مهنية، وفي البيئات الافتراضية، حيث تكون الإشارات الجسدية محدودة، قد يكون بناء هذه الروابط أمراً صعباً، وكشفت الدراسة أن المشاركين غالباً ما شعروا بالبعد أو الانفصال عند التفاعل عبر الدردشة المرئية، مقارنة بالاجتماعات الشخصية.
وللتغلب على هذا الحاجز، من المهم أن ينتبه الأفراد إلى أسلوب تواصلهم ولغة جسدهم أثناء الاجتماعات الافتراضية. ويمكن للإيماءات البسيطة مثل الحفاظ على التواصل البصري، والإيماء بالرأس للموافقة، واستخدام تقنيات الاستماع النشط أن تساعد في سد الفجوة وخلق انطباع أولي أكثر إيجابية.
ورغم أن الاجتماعات الافتراضية توفر المرونة والراحة، فإنها تفرض أيضاً تحديات فريدة عندما يتعلق الأمر بتكوين الانطباعات الأولى، وسلّطت الدراسة الضوء على أهمية التواصل الواضح والمشاركة النشطة وإرساء شعور بالارتباط في وقت مبكر من التفاعلات الافتراضية.
وتسلّط الدراسة التي تبحث في الفرق بين تصورات المحادثات الشخصية والمحادثات المرئية الضوء على تأثير الاجتماعات الافتراضية على الانطباعات الأولى.