«الأونروا».. شاهدة على النكبة

00:01 صباحا
قراءة دقيقتين

علي قباجة
الحرب الإسرائيلية التي تخاض الآن بكل قوة وشراسة ضد الفلسطينيين في كل مكان يوجدون فيه داخل الأراضي المحتلة، لا تقتصر على المدافع والصواريخ، أو قذائف الطائرات التي دمرت قطاع غزة وقتلت وجرحت عشرات الآلاف من الغزيين، أو رصاص وقنابل الجيش الإسرائيلي التي تدمي فلسطينيي الضفة الغربية، بالتآمر مع المستوطنين الذين يتوحشون في القتل والتدمير والتنكيل بمباركة وتسليح من حكومتهم، بل إن الحرب وصلت إلى حد اتخاذ خطوات فعلية لإنهاء القضية الفلسطينية وشطبها من الوجود، واستغلال الظرف الحالي لتنفيذ خطط كانت موضوعة على الطاولة لعشرات السنين، للتخلص من قضايا جوهرية عدة كانت تشكل عبئاً قانونياً و«أخلاقياً» على إسرائيل، وأبرزها قضية اللاجئين.
لأجل محو أي حديث عن حق العودة، لجأت إسرائيل إلى سن قانون يمنع عمل وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، من العمل داخل إسرائيل، وهذا يعني عملياً منعها من أي نشاط في غزة أو الضفة أو القدس، على الرغم من أنها تقوم بدور بارز ومهم، إذ تشغل بشكل مباشر 30 ألف فلسطيني في جميع أنحاء المنطقة، وتخدم الاحتياجات المدنية والإنسانية لنحو 5.9 مليون لاجئ، في قطاع غزة والضفة الغربية والدول المجاورة، كما أنها تلعب دوراً أساسياً في تقديم الخدمات لجميع سكان غزة، عبر توفير الدعم للصحة والتعليم، وتشكل وسيطاً لمنظمات أممية أخرى لتقديم الدعم للقطاع المدمر، وتدير عشرات المراكز الصحية والمدارس في الضفة للاجئين فيها.
إسرائيل تهدف إلى إنهاء الوكالة الأممية التي تأسست في أعقاب تهجير الفلسطينيين عام 1948، لأنها هي الشاهدة على النكبة الفلسطينية، والتي تحافظ على قضية اللاجئين من النسيان الذي تطمح إليه حكومة نتنياهو بقوة وشراسة مدعومة من متطرفين، لا يرون في الفلسطينيين بشراً يستحقون الحياة.
حظر الوكالة الأممية يعني مزيداً من الإبادة والقتل بشكل غير مباشر، وهو ما تطرق إليه جيمس إلدر المتحدث باسم «اليونيسف»، عندما قال: «إذا لم تتمكن «الأونروا» من العمل، فمن المرجح أن نشهد انهياراً للمنظومة الإنسانية في غزة، وقرار مفاجئ مثل هذا يعني أن إسرائيل عثرت على طريقة جديدة لقتل الأطفال».
الخطوة الإسرائيلية لاقت انتقادات عربية ودولية حادة وغير مسبوقة، ولا بد من البناء عليها لإفشال مخطط تل أبيب في التغول لسحق كل شيء يتعلق بفلسطين، لأن هذه الحكومة عزمت على الحرب حتى تصفية القضية، وهذا لن يمرّ ما دام ثمة ظهير عربي وإسلامي وعالمي من الدول الداعمة للحق، وشعب يكافح لأجل حريته وبقائه.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4xmc6hzk

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"