يعد تعليم الأطفال مهارات حل المشكلات منذ سن مبكرة خطوة حاسمة في تنمية شخصياتهم وتعزيز قدرتهم على الابتكار والتكيف مع التحديات. ودون شك أن غرس مثل هذه المهارة في عقول وقلوب الأطفال منذ نعومة أظفارهم يساهم في بناء الثقة بالنفس والتغلب على الشعور بالعجز أو الإحباط، الذي قد يصادفهم في مقتبل حياتهم.
لذا؛ على كل أم وأب أن يشجعا طفلهما على النظر نحو المشكلات، وكأنها جانب حياتي بديهي يمكن التعامل معه وتجاوزه، بدلاً من النظر لتلك المشكلات وكأنها عقبات لا يمكن تجاوزها، أو طريق نحو الفشل والإخفاق. أيضاً من الأهمية تعليم الأطفال التفكير بشكل مستقل وعدم الاعتماد كلياً على الآخرين لحل مشاكلهم.
ولا ننسى أن مهارة حل المشكلات تتطلب تحكماً بالعواطف وإدارة للإحباط، بمعنى أن يكون الطفل قادراً على تجنيب مشاعره وعدم تأثرها بما حدث، وهذا يمنحه مجالاً للبحث عن الحل دون ضغط أو دون تأثيرات سلبية على تفكيره، وهذا دون شك يتطلب تدريباً للطفل، وفهماً وتوعية وتعليماً.
ولعل اللعب يعد وسيلة فعالة لتعليم الأطفال مهارات حل المشكلات. فمن خلال الألعاب التفاعلية للأطفال يمكنهم اكتشاف حلول إبداعية وتجربة طرق مختلفة للوصول إلى الأهداف. وفي العادة يتحدث المختصون في مجال التربية عن التفكير خارج الصندوق أو خارج الإطار، خاصة عند تعليم الأطفال، ويتضح هذا من خلال دعوتهم الدائمة والمستمرة إلى تشجيع الطفل على تجربة الحلول دون ضغوط أو دون توقعات، حتى ولو كانت تلك الحلول غير تقليدية أو ليست في محلها، لأن الهدف هو التدريب والتعويد للطفل.
على سبيل المثال، يطلب من الطفل اقتراح عدة طرق لحل مشكلة معينة، حتى وإن كانت هذه الحلول غير قابلة للتنفيذ، لأن الهدف توسيع أفق التفكير لدى الطفل.
والحقيقة أن تربية الأطفال على حل المشكلات تتطلب توفير بيئة داعمة ومشجعة تسهم في تنمية ثقتهم بأنفسهم وقدرتهم على تجاوز الفشل. ومن خلال تطبيق أساليب وطرق تربوية ناجحة ومفيدة، يمكننا تعزيز شخصية الطفل بشكل يجعله مستعداً لمواجهة تحديات الحياة بمرونة وثقة، وتحويل الفشل إلى فرص للتعلم والنجاح. من المهم تدريب أطفالنا على كل ما يعترضهم في حياتهم وإعدادهم لمواجهته والتغلب عليه، يقول المعلم والفيلسوف الأمريكي، الدكتور جون ديوي: التعليم ليس إعداداً للحياة.. التعليم هو الحياة نفسها.
[email protected]
www.shaimaalmarzooqi.com
https://tinyurl.com/y7vs8kr8