عادي
تصعيد كبير يعقب فشل الوساطة لوقف إطلاق النار

مجازر إسرائيلية متنقلة.. و«فرملة» التوغل البري جنوب لبنان

00:38 صباحا
قراءة 3 دقائق
رجال إنقاذ في موقع غارة إسرائيلية على قرية بزالية الشرقية في قضاء الهرمل
عمود كثيف من الدخان من موقع غارة إسرائيلية على مدينة صور

بيروت: «الخليج»، وكالات
احتدمت المواجهات في الجنوب اللبناني بين «حزب الله» وإسرائيل، وتصاعدت حدة الغارات والقصف الصاروخي، بعد فشل الوساطة الأمريكية لوقف إطلاق النار بين الجانبين، وعدم التوصل إلى اتفاق جدي، وبينما تمكن مقاتلو «حزب الله» من وقف التوغل البري على أطراف بلدة الخيام وفي سائر محاور التوغل، استهدفت غارات إسرائيلية عنيفة كل المناطق بما فيها الضاحية الجنوبية لبيروت ومدينتي صور والنبطية، إضافة إلى مدينتي بعلبك والهرمل في البقاع شرقي البلاد، وارتكبت سلسلة من المجازر في هذه المناطق، بينما كثف «حزب الله» قصفه الصاروخي على مختلف مناطق الجليل وصولاً إلى عكا وحيفا، ما أوقع إصابات بين الإسرائيليين، في حين أعربت منظمة الصحة العالمية، عن «قلقها البالغ» من الهجمات الإسرائيلية التي تطال مرافق صحية وعاملين في القطاع الصحي في لبنان.
وشهدت محاور المواجهة في مدينة الخيام ومحيطها تراجعاً في حدّة التحركات بعد فشل التوغل في وسط المدينة الخميس، إثر مواجهات شهدتها الأحياء المحيطة بالمعتقل والبلدية، رغم الغارات الجوية والقصف المدفعي والفوسفوري العنيف، بعد تراجع القوات المتسللة نحو أسفل الحيين الشرقي والجنوبي. وأعلن «حزب الله» أنه استهدف ‏تجمعاً لقوّات إسرائيلية في حي المسلخ جنوبي بلدة الخيام بِصلية صاروخية كبيرة، وقصف مستوطنات كريات شمونة وكرمئيل ومعالوت وترشيحا بصليات صاروخية. كما دوت صفارات الإنذار في قرية الغجر خشية تسلل طائرات مسيّرة. وكانت قد أعلنت الجبهة الداخلية الإسرائيلية عن تفعيل صفارات الإنذار في عدة بلدات في الجليل الأعلى وإصبع الجليل، بينها كريات شمونة، وذلك بعد إطلاق صواريخ على كريات شمونة ومستوطنات الجليل.
واستهدفت 10 غارات إسرائيلية على الأقل ضاحية بيروت الجنوبية، فجر أمس الجمعة، وفق ما أفادت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية، بعد صدور إنذارات بإخلاء مبان في المنطقة.
وذكرت الوكالة أن الغارات استهدفت مناطق الغبيري والكفاءات وأوتوستراد هادي ومحيط مجمع المجتبى وطريق المطار القديم في ضاحية بيروت. وقتل 14 شخصاً على الأقلّ في غارات إسرائيلية، أمس الجمعة، على قرى في منطقة بعلبك في شرق لبنان، بحسب وزارة الصحة اللبنانية، وهي غارات لم تسبقها إنذارات إسرائيلية بالإخلاء. وقالت الوزارة في بيان إن «غارات إسرائيلية على مدن وبلدات بعلبك الهرمل أدت في حصيلة أولية» إلى 14 قتيلاً و24 جريحاً معظمهم في قرى أمهز وحربتا الشروانة. كما استهدفت غارة مبنى في مدينة صور الجنوبية، بدون إنذار مسبق بالإخلاء. وطالت الغارة مبنى يقع على الكورنيش الشمالي للمدينة، انهار بشكل كامل وسط تصاعد سحابة كثيفة من الدخان، فيما انتشرت فرق الإسعاف من أجل انتشال الجرحى والقتلى.
من جانب آخر، أصيب تسعة إسرائيليين أحدهم بجروح خطرة، أمس الجمعة، نتيجة تعرضهم لشظايا قذائف صاروخية قرب مستوطنة كرميئيل، بعد أن أُطلقت عشرات الصواريخ من لبنان باتجاه مناطق في الشمال. وذكرت القناة 13 العبرية، أن الصواريخ سقطت في عدة مواقع، ما أدى إلى حالة من الذعر في المنطقة. ودوّت صفارات الإنذار في الجليل الأعلى والغربي والأوسط، وذكرت مصادر إسرائيلية، أن 30 صاروخاً أطلقت من لبنان تم اعتراض بعضها وسقط البعض الآخر في مناطق مختلفة.
إلى ذلك، قالت الناطقة باسم منظمة الصحة العالمية مارغريت هاريس في إحاطة صحفية في جنيف: «نحن قلقون فعلاً، نشعر بقلق بالغ جراء الهجمات المتنامية على عاملين في المجال الصحي ومنشآت صحية في لبنان». وأضافت «سقط 102 قتيل و83 جريحاً» في مثل هذه الهجمات. وقالت هاريس «بشكل عام، تم التحقق من وقوع 55 هجوماً، لكن وزارة الصحة اللبنانية أفادت بأن الأرقام أعلى من ذلك بكثير، حيث يُقتل ويُصاب العديد من العاملين أثناء وجودهم خارج الخدمة - وهذا مهم لأن أنظمة الرعاية الصحية منهكة أصلاً». وأكدت أن «العاملين في المجال الصحي يعانون الإجهاد والنزوح. ونستمر في خسارة عاملين في المجال الصحي في حين تشتد الحاجة إليهم».
وقالت «نجدد التأكيد مراراً وتكراراً أن الرعاية الصحية يجب ألا تكون هدفاً، وأن العاملين في المجال الصحي يجب ألا يكونوا هدفاً». وقالت هاريس: «إن الوصول إلى الرعاية الصحية يشكل صراعاً حقيقياً للجميع في لبنان، ولكن بالطبع يكون الصراع أكبر في المناطق التي هوجمت فيها مستشفيات». وأضافت «المستشفيات مكتظة بالضحايا»، والنظام «يتحمل عبئاً هائلاً».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/dzvkwsn5

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"