«ميراج نيوز»
عمالة الأطفال قضية مثيرة للجدل، حيث تشير الأدلة إلى أنها لعبت دوراً مهماً في مختلف الصناعات، بما في ذلك ارتباطها بالحضارات القديمة.
ولطالما حظيت بالإعجاب بسبب حرفيتها وجمالها، ولكن الحقيقة المظلمة وراء إنتاجها غالباً ما يتم تجاهلها، ففي العديد من المجتمعات القديمة، كان يتم توظيف الأطفال بشكل شائع في ورش الفخار بسبب أيديهم الصغيرة وأصابعهم الرشيقة، والتي كانت مناسبة تماماً للمهام المعقدة مثل تشكيل الطين والتزيين.
ورغم أن قوانين عمل الأطفال لم تكن موجودة في العصور القديمة، فإن استخدام الأطفال بصناعة الفخار يثير تساؤلات أخلاقية حول استغلالهم لتحقيق مكاسب اقتصادية، ويُعتقد أنهم كانوا يتعرضون في كثير من الأحيان لظروف عمل قاسية، وساعات عمل طويلة، وأجور زهيدة، وكل ذلك لإنتاج فخاريات رائعة للنخبة.
ويمكن ملاحظة انتشار عمالة الأطفال في صناعة الفخار القديمة من خلال الاكتشافات الأثرية والسجلات التاريخية. وتوفر القطع الأثرية مثل قطع مصغرة، والأدوات ذات الحجم المناسب للأيدي الصغيرة، وتصوير الأطفال وهم يعملون في ورش التصنيع، أدلة دامغة على مشاركتهم بعملية الإنتاج.
وعلى الرغم من المساهمات التي لا يمكن إنكارها لعمالة الأطفال في صناعة الفخار القديمة، فمن الضروري أن ندرك التكلفة البشرية لهذه الممارسة فقد حُرم الأطفال من طفولتهم وتعليمهم وحقوقهم الأساسية، وكل ذلك في سبيل تحقيق التميز الفني والازدهار الاقتصادي.
وبينما نتأمل إرث عمالة الأطفال في صناعة الفخار القديمة، فإنه بمثابة تذكير مؤلم بأهمية ممارسات العمل الأخلاقية وحماية حقوق الأطفال بجميع الصناعات، الماضية والحالية.
ورغم أن عمالة الأطفال ربما غذت صناعة الفخار القديمة وأسهمت في إنجازاتها الفنية، فإن استغلال العمال الشباب يثير مخاوف أخلاقية لا تزال تتردد أصداؤها حتى يومنا.