التقنيات سباق محموم

00:16 صباحا
قراءة دقيقتين

كما هو ماثل فإن هذا العصر هو عصر التقنيات الحديثة، بل كأن البشرية قد تجاوزت عصر الكمبيوتر، أو في طريقها لتوديع تلك الحقبة التي ازدهر فيها، وباتت تلك المقولة التي تصف الأمية الحديثة بأنها تكمن في عدم إتقان استخدام الكمبيوتر، قديمة، أو لا تعطي وصفاً دقيقاً لحال التقنيات الحديثة، التي فعلاً بات من لا يجيد استخدامها كأنه في غربة، ويكون بعيداً عن نمط الحياة، لأن معظم المهام والأشغال باتت تعتمد على معرفة ولو سطحية بهذه التقنيات.
ومع دخول حقبة الذكاء الاصطناعي، تصبح التطورات متلاحقة ومتسارعة، ودون شك أن اللحاق بها تعد عملية صعبة على البعض، خاصة أن هناك تقنيات تحتاج للتدريب المكثف، وتحتاج للممارسة المستمرة، حتى يمكن الإلمام بها واستخدامها بشكل جيد.
نحن نشاهد ونسمع بدخول تطبيقات وبرامج، الظاهر منها أنها تقدم تسهيلات، لإنجاز المهام الحياتية الاعتيادية، ولكن هناك تطبيقات وبرمجيات تتطلب التعلم والتدريب، حتى يمكن استخدامها خاصة في مهام العمل والوظيفة، ولا ننسى مجالات الذكاء الاصطناعي، التي تتطور باستمرار، وباتت هناك تعليمات لاستخدامها والاستفادة المثلى منها. وكما هو واضح فإنه مع كل التسهيلات التي تقدمها التقنية، توجد هناك حاجة على الطرف الآخر للتعلم والتدرب عليها، أنت كمستهلك ومستخدم للتقنية، لا بأس ببعض المعلومات والتعليمات والشروح، ولكن كمبرمج ومعالج ومغذ لتلك التقنيات فالوضع مختلف تماماً، وهذه هي وظيفة المستقبل، أو متطلبات الأعمال الحديثة.
ومع أننا كمستخدمين نصطدم في بعض الأحيان بتعقيدات التقنية، ونواجه صعوبات في تحقيق الحصول على الخدمات التي نحتاجها، إلا أن الوضع أكثر تعقيداً مع صناعة وبرمجة وتغذية هذه التقنيات. الجانب الآخر، عندما يتوقف الإنسان- أي إنسان- عن اللحاق بالتقنيات الحديثة، وعن السعي لمعرفتها، ومعرفة كيف يستخدمها، فإن الهوة تزداد وتتسع، وتصبح مهمة عودته واللحاق بهذه التقنية أكثر صعوبة.
انظر نحو التحديثات التي تدخل على الهواتف الذكية التي نستخدمها، ولمختلف الأجهزة التي تعتمد على الاتصالات الحديثة، وكيف تتجدد في كل عام بالمزيد من البرمجيات والأدوات التي تتطلب منك التعود والتدريب والسؤال والشرح، وفي نهاية المطاف لا يتم التوقف، ويمكنك قياس مثل هذه الحالة على مختلف الأجهزة والمعدات التي يتم تطويرها بشكل مستمر ودون توقف، إننا في سباق محموم دون خط نهاية، ودون محطة توقف.
[email protected]
www.shaimaalmarzooqi.com

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/hcvbcphz

عن الكاتب

مؤلفة وكاتبة وناشرة، قدمت لمكتبة الطفل عدة قصص، وفي أدب الكبار أنجزت عدة روايات وقصص قصيرة، ونصوص نثرية. حازت على عدة جوائز أدبية.

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"