عادي

بالوقائع.. 13 طريقة محتملة لتزوير الانتخابات الأمريكية

22:22 مساء
قراءة 7 دقائق

إعداد ـ محمد كمال
الاتهامات المسبقة باحتمال حدوث تزوير واسع في الانتخابات الرئاسية الأمريكية تثير قلقاً كبيراً لدى الناخبين لسببين أساسيين، الأول يتعلق بسرقة اختياراتهم، والثاني للخوف من عدم تقبل النتائج بسهولة، ما يهدد بوقوع أعمال عنف وسقوط ضحايا، وهو ما يدفع لتسليط الضوء على الطرق التي يمكن من خلالها وقوع عمليات تزوير ومدى احتمالية تنفيذها، والتي كان من أبرزها ما يطلق عليه تعبير «الديمقراطية في الحديقة».
وبحسب الخبراء فإن هنالك نحو 13 طريقة محتملة قد تقع من خلالها ممارسات التزوير، وقد دأبت حملة المرشح الجمهوري دونالد ترامب للتركيز عليها، بينما رد المعسكر الديمقراطي ومرشحته كامالا هاريس بأن هذه التصريحات وسيلة ضغط وتخويف قبل ساعات من فتح صناديق الاقتراع، فضلاً عن التجهيز للطعن القضائي على نتائج الانتخابات في حالة هزيمة الرئيس السابق، وإليك نظرة تفصيلية عن طرق التزوير المحتملة.

1ـ المؤامرة الشيطانية
يثير ترامب كثيراً الادعاء بتصويت المهاجرين غير الشرعيين، كما يصور فتح الحدود الأمريكية أمامهم خلال رئاسة بايدن على أنها «مؤامرة شيطانية»، وقد أكد ذلك بوضوح في مناظرته مع هاريس في 10 سبتمبر/أيلول، حيث قال: «يأتي الكثير من هؤلاء المهاجرين غير الشرعيين، ويحاولون حملهم على التصويت.. ولهذا السبب يسمحون لهم بالمجيء إلى بلادنا».
ويحظر القانون على غير الأمريكيين التصويت في الانتخابات الفيدرالية، بما في ذلك السباق على منصب الرئيس أو نائب الرئيس أو مجلس الشيوخ أو مجلس النواب، وبموجب قانون تم اعتماده في عام 1996، يمكن أن يواجه غير الأمريكيين الذين يصوتون غرامة أو عقوبة السجن لمدة تصل إلى عام، أو كليهما، فضلاً عن الترحيل.
وتطلب نحو 36 ولاية من الناخبين إظهار هويتهم عند الإدلاء بأصواتهم، وفقاً للمؤتمر الوطني للمجالس التشريعية للولايات. وعلى نحو متزايد، تبحث الولايات أيضاً عن طرق لطلب إثبات الجنسية للتصويت أو تفكر في طرق لتحديث قوائم الناخبين لإزالة أي شخص غير أمريكي.
وسمحت المحكمة العليا، بأغلبية 6 أصوات مقابل 3، يوم الأربعاء لفيرجينيا بإزالة 1600 ناخب من قوائم التسجيل بالولاية؛ لأن طلبات الحصول على رخصة القيادة الخاصة بهم أشارت إلى أنهم ليسوا مواطنين أمريكيين. لكن وزارة العدل سعت إلى عرقلة عملية التطهير، قائلة إن المسؤولين يقومون بإزالة الناخبين المؤهلين الذين تم تحديدهم خطأ على أنهم غير أمريكيين.

2 ـ القواعد المتساهلة
ومنذ أن خسر ترامب انتخابات 2020، ادعى أن الأصوات في تلك الانتخابات تم فرزها بشكل غير قانوني. وعلى سبيل المثال، قال إنه تم إحصاء 43 ألف صوت غيابي في مقاطعة ديكالب بولاية جورجيا، وإن صناديق الاقتراع في مقاطعة فولتون ظهرت بشكل غامض من تحت الطاولة وأضيفت إلى رصيد بايدن.
ولم تظهر وقائع مثبتة على وجود أصوات باطلة، وفي الانتخابات المقبلة يتم فحص بطاقات الاقتراع من كثب من قبل كلا الجانبين. وسوف يتطلب الأمر مؤامرة واسعة النطاق لإحصاء الأصوات الوهمية.

3 ـ التغطية الإعلامية
ويوبخ ترامب والعديد من الجمهوريين باستمرار المؤسسات الإعلامية الرئيسية ويوجهون لها الاتهامات بالتحيز وترويج القصص المزيفة، وبالتالي يميل الناخبون ضد ترامب، ويصف المرشح الجمهوري، ذلك بأنه تدخل في الانتخابات. كما قال نائبه جي دي فانس، إن ترامب خسر «ملايين الأصوات» في عام 2020 بسبب قمع تغطية قضية الكمبيوتر المحمول الخاص بهنتر بايدن.
وخلال هذه الانتخابات يبدو أن المعسكر الجمهوري حاز زخماً إعلامياً أفضل من السابق؛ حيث تم تجاهل العديد من القصص المزيفة في وسائل إعلامية كبرى، وعلى سبيل المثال فقد قال جيف بيزوس، مالك صحيفة واشنطن بوست، إنه أوقف تأييداً مخططاً في الصفحة الافتتاحية لهاريس؛ لأن مثل هذه المعالجة «تخلق تصوراً بالتحيز وعدم الاستقلال».

4 ـ الملاحقات القضائية
وندد ترامب مراراً وتكراراً بالقضايا الجنائية المرفوعة ضده، والتي رفعها المدعون الفيدراليون والمدعي العام في جورجيا والمدعي العام لمنطقة مانهاتن، باعتبارها محاولات للتدخل في الانتخابات من قبل بايدن.
لكن لا يوجد دليل أكيد على أن بايدن كان له دور في رفع أي من هذه القضايا الجنائية، بينما وصف الديمقراطيون ترامب بأنه مجرم بسبب إدانته الجنائية في قضية مانهاتن، فيما نجح الرئيس السابق في تأجيل ثلاث من القضايا إلى ما بعد الانتخابات.

5 ـ الأمريكيون في الخارج
في الدعاوى القضائية المرفوعة في محاكم ولايتي ميشيغان وكارولينا الشمالية، وفي دعوى منفصلة في ولاية بنسلفانيا، جادل الجمهوريون بأن المواطنين الأمريكيين الذين يعيشون في الخارج يُسمح لهم بالتصويت بشكل غير لائق أو يتم إعفاؤهم من متطلبات التحقق.
وتسمح ميشيغان وكارولينا الشمالية للأشخاص المولودين في الخارج لأبوين كانا مقيمين قانونيين في السابق بالإدلاء بأصواتهم أيضاً. على عكس العديد من الولايات، ولا تطلب ولاية بنسلفانيا من الناخبين في الخارج تقديم إثبات هوية مثل رخصة القيادة أو جواز السفر.

6 ـ حصاد الأصوات
وشجب ترامب ما يصفه بـ«حصاد الأصوات»، وهو مصطلح يشير إلى الناخبين الذين يسمحون لأشخاص آخرين بتسليم بطاقات اقتراعهم الغيابي إلى موقع الاقتراع أو صناديق الانتخابات.
وتسمح 35 ولاية أمريكية لشخص ما بإعادة بطاقة الاقتراع المكتملة نيابة عن ناخب آخر، وفقاً للمؤتمر الوطني للهيئات التشريعية في الولاية. لكن الكثيرين يقصرون هذا الحكم على أحد أفراد الأسرة أو مقدم الرعاية.
وفي عام 2020، خلال الوباء، سمحت ماديسون بولاية ويسكونسن لأكثر من 17000 ناخب بإسقاط بطاقات الاقتراع الغيابية في المراكز التي أقيمت في حدائق المدينة البالغ عددها 206، وهو ما كان يسمى «الديمقراطية في الحديقة».

7 ـ عرقلة مراقبي الاقتراع
بعد خسارة انتخابات 2020، قال ترامب إن بطاقات الاقتراع عبر البريد وبطاقات الاقتراع الغيابية تمت معالجتها بشكل غير قانوني وسرية دون وجود مراقبين جمهوريين في ميشيغان وبنسلفانيا وجورجيا والولايات الأخرى. وقال اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري في هذه الانتخابات، إنها ستنفذ عملية قوية تحت عنوان «حماية التصويت» لتجنيد مراقبي الاقتراع والمحامين «لضمان سهولة التصويت وصعوبة الغش».
ومراقبو الانتخابات هم الأفراد الذين يراقبون مواقع التصويت ومواقع فرز الأصوات. وفي انتخابات 2020 قضت المحكمة العليا في ولاية بنسلفانيا بأن مسؤولي الانتخابات المحليين مارسوا سلطتهم بشكل قانوني في إنشاء حاجز يصل ارتفاعه إلى الخصر ومنطقة عازلة يتراوح طولها بين 15 و18 قدماً بين مراقبي الحملة الانتخابية والجمهور.

8 ـ اختراق آلات التصويت
وبالعودة إلى انتخابات 2020، فقد واجهت شركة Dominion Voting Systems، وهي شركة أمريكية تصنع برمجيات للمساعدة في إدارة الانتخابات، بأنها تعرضت لعمليات اختراق، وفي الانتخابات المرتقبة دعا ترامب إلى «بطاقات اقتراع ورقية - لا آلات». وواصل بعض الجمهوريين اتهام آلات أنظمة التصويت بأنه يمكن التلاعب بها بطريقة أو بأخرى عبر الإنترنت، وانتشرت مقاطع فيديو توثق عمليات تزوير تحول أصوات ترامب لهاريس.
وبالفعل ظهرت مشاكل لهذه الآلية في ميشيغان لكن أرجعت إلى خطأ بشري. ورفض أحد قضاة جورجيا الشهر الماضي دعوى قضائية رفعها مسؤولون في الحزب الجمهوري، زعموا فيها أن آلات دومينيون لم تكن متوافقة مع قانون جورجيا.

9 ـ الأموال الخاصة وزوكربيرغ
يشتكى الجمهوريون بشدة من منظمات غير ربحية، وأشاروا إلى مؤسس ميتا مارك زوكربيرغ الذي يمول منظمة مركز التكنولوجيا والحياة المدنية (CTCL). وقال حاكم فلوريدا رون ديسانتيس: «لقد استثمرت منظمة (زوكرباكس) مئات الملايين من الدولارات عن طريق غمر التكتلات التي تدير الانتخابات، بالمال، ثم يحضرون موظفيهم ويديرون الانتخابات لتعود بالنفع على الديمقراطيين».
وقال ترامب في كتاب حديث، «تآمر زوكربيرغ لتثبيت صناديق مخزية في مؤامرة حقيقية ضد الرئيس»، في إشارة إلى أموال المنحة، وقال إن زوكربيرغ «سيقضي بقية حياته في السجن» إذا تدخل بشكل غير قانوني في انتخابات 2024.
وتعاني المكاتب الانتخابية نقصاً مزمناً في التمويل. وقرر زوكربيرغ تأجيل المنح هذه الانتخابات، ولا يمكن إلا لولايتين متأرجحتين (ميشيغان ونيفادا) قبول التمويل الخاص للانتخابات.

10 ـ تصويت الموتى ـ
إحدى الشكاوى المستمرة هي أن الناخبين غير المؤهلين ما زالوا على قوائم التصويت، وأشار الجمهوريون إلى أنه في 2020 «تم رصد أكثر من 8000 بطاقة اقتراع في ولاية بنسلفانيا من قبل أشخاص تتطابق أسماؤهم وتواريخ ميلادهم مع أفراد ماتوا في عام 2020 وقبل الانتخابات».
وتأكد حالة موثقة لشخص متوفى صوت في ولاية بنسلفانيا عام 2020 سجل والدته المتوفاة وأرسل بطاقة اقتراع عبر البريد باسمها، إلى جانب تسجيل حماته المتوفاة. وقد اعترف لاحقاً بالذنب.
وقدمت المنظمات الحقوقية جهوداً حثيثة لتطهير الناخبين، مثل 38000 ناخب من ولاية نيفادا، والعديد منهم يقع في معقل الديمقراطيين في لاس فيغاس ورينو، بدعوى الإقامة غير الصحيحة.

11 ـ توظيف الطقس
أعربت حملة ترامب عن قلقها من أن ضحايا إعصار هيلين في ولاية كارولينا الشمالية لن يتمكنوا من التصويت. وبالكاد فاز ترامب بالولاية في عام 2020، وحصل على نحو 62% من الأصوات في المقاطعات الـ25 التي أُعلنت أنها منطقة كوارث بعد هيلين.
وأصدر مديرا حملة ترامب المشتركة سوزي وايلز وكريس لاسيفيتا بياناً يدعو إلى اتخاذ 10 إجراءات لتسهيل التصويت على المواطنين في المناطق المتضررة.
وتم تضمين العديد من المقترحات في تشريع الطوارئ الذي وافق عليه المشرعون في ولاية كارولينا الشمالية بالإجماع، والذي سمح للمقاطعات بتعديل ساعات التصويت، ودمج الدوائر الانتخابية، وتغيير مواقع التصويت وتسهيل عودة بطاقات الاقتراع الغيابي.
12 ـ تخفيض سعر الفائدة
وبعد أن خفض بنك الاحتياطي الفيدرالي في 18 سبتمبر/أيلول سعر الفائدة الرئيسي بمقدار نصف نقطة مئوية، ما يؤشر إلى نجاح اقتصادي، قال ترامب إن ذلك يظهر أن الاقتصاد إما أن يكون «سيئاً للغاية» أو «أنهم يلعبون السياسة». وقال: «لقد كان التخفيض كبيراً جداً، والجميع يعلم أنها كانت مناورة سياسية حاولوا القيام بها قبل الانتخابات»، وهو ما نفاه رئيس البنك.
وربما جاء الإجراء الذي اتخذه بنك الاحتياطي الفيدرالي في وقت متأخر للغاية في الدورة الانتخابية، بحيث لم يكن من الممكن أن يحدث تأثيراً كبيراً.
13 ـ انقلاب هاريس
وصف ترامب قرار بايدن بالانسحاب من الانتخابات واستبداله بنائبة الرئيس كامالا هاريس بأنه «الانقلاب الأول في تاريخ أمريكا».
وكان قرار بايدن بمغادرة السباق في يوليو/تموز، قبل أربعة أشهر من الانتخابات، غير عادي، وربما قلب موازين الانتخابات بعد الأداء الكارثي في مناظرته أمام ترامب.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mr8fn9v5

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"