رأس الخيمة: عدنان عُكاشة
تحكي ثلاثة آلاف قطعة ثمينة من «السجاد الفارسي»، المُصنع يدوياً والمحفوظ بعناية، قصة حرفية ممتدة عبر التاريخ، في معرض عالمي متخصص في رأس الخيمة، الأضخم من نوعه عالمياً، لتروي تُراثاً ثقافياً عمره قرون من الزمن.
يُختتم المعرض العالمي الـ199 للسجاد الفارسي «كنوز منسوجة من قُرون ماضية»، اليوم الأحد، بفندق والدورف أستوريا، حيث ضمَّ أكثر من 3 آلاف قطعة من السجاد، يعود تاريخ بعضها إلى القرن السابع عشر، وتصل قيمتها الإجمالية إلى أكثر من 500 مليون دولار، وهي غير مخصصة للبيع، حيث يهدف المعرض إلى عرضها للجمهور، وتعزيز الوعي بثقافة صناعة السجاد، بقيمه الفنية، وأبعاده الحضارية والاجتماعية والتاريخية، ونشر الذائقة البصرية بفنون السجاد.
وأشاد أمير قنبري نيا، مدير عام مؤسسة التراث للسجاد، رئيس المنظمة الإقليمية للسجاد، بالجهود، التي يبذلها صاحب السموّ الشيخ سعود بن صقر القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم رأس الخيمة، لتعزيز النهضة الاقتصادية في الإمارة، والارتقاء بقطاعات الاستثمار والسياحة والأعمال.
183 عاماً
وأشار إلى أن النسخة المقبلة من المعرض العالمي للسجاد الفارسي، العتيق والنادر، ستكون في ألمانيا، ثم بريطانيا، وهو يحتوي عالماً من الأناقة والتقاليد الأصيلة، ضاربة الجذور في التاريخ، ويُقدم المتعة والذوق الأخاذ مع جمال السجاد الفارسي، المُصنَّع يدوياً، والذي يرجع تاريخه الغني وحرفيته المُعقدة إلى 2500 عام من الحضارة والفن القديم.
من الأضخم عالمياً
وقال قنبري: المعرض من أضخم معارض السجاد في العالم، من حيث عدد القطع المعروضة وقيمتها، وحرصنا على أن يحظى بقدر كبير من التميز والأهمية، التي تنسجم مع مكانة الإمارات، ولن يتكرر عرض أي من القطع، وهو معرض تثقيفي تعليمي.
وأوضح أن المعرض يضم ثلاثة أنواع من السجاد، وفقاً لجودته، بما يشكل قدراً كبيراً من التنوع، ويتناسب مع كل الأذواق، خلافاً لمعارض عدة وجهات تجارية، تقدم معروضاتها من السجاد دون الإشارة إلى التفاوت في الجودة بين كل منها.
حوار مع الجمهور
وأضاف: نسعى لإقامة حوار مع الجمهور، خلال المعارض، التي ننظمها، لنقدم لهم جانباً من خبراتنا الكبيرة في هذا المجال، في ظل امتلاكنا 85 فرعاً في 29 دولة، حيث نظمنا 199 معرضاً، في دول متعددة. وفي ظل تواصل عملنا في الحرفة التاريخية، منذ عام 1841، أي منذ 183 عاماً، تُعد المؤسسة هي الأقدم في تجارة السجاد الفارسي الأصيل، والتي ما زالت تمارس نشاطها حتى الآن، على مستوى العالم.
أصالة وتقليد
وقال قنبري: ليس كل السجاد الفارسي تزيد قيمته المادية مع الوقت، ولكن، هناك عناصر تتوقف عليها جودة السجاد، من أهمها جودة اللون، وما إذا كانت ألوان السجادة مستمدة من مواد وخامات طبيعية، أم أنها ألوان صناعية، ويمكن اكتشاف ذلك، حسب قنبري، بوضع قطرة ماء على السجادة، فإذا تغيرت ألوانها تكون غير أصيلة، بينما تبقى الألوان الطبيعية ثابتة، لا تتأثر بالماء والسوائل، وهناك أيضاً تاريخ صناعة السجادة ومكان صناعتها، وإذا كان معها ضمان أو شهادة من المصنع.
رسومات ونقوش
بين قنبري أن الرسومات التي تزين السجاد، هي عادةً إما نقوش كلاسيكية شهيرة للسجاد الفارسي، أو مأخوذة من روايات وأساطير تروي قصص أبطال خارقين ومعارك خيالية، تناقلتها الأجيال، لكنها لا تؤثر في جودة السجادة وقيمتها، لافتاً إلى دول قدمت أنواعاً من السجاد يُعد تقليداً، لكن السجاد الفارسي، المصنوع يدوياً، ما زال يتربع على عرش أفضل أنواع السجاد في العالم، وتحديداً ما تُنتجه معامل قم وتبريز في إيران.
أقدم سجادة
تُشير الوثائق التاريخية إلى أن أول سجادة يدوية في العالم نُسجت في فارس، وخير دليل أن أقدمها عُثر عليها في مقبرة «بازيريك»، جنوب سيبريا، تعود إلى العصر الإخميني، 300 إلى 400 عام قبل الميلاد.
9 أنواع
تتمثل أبرز أنواع الرسوم في عمليات نسج السجاد في تسعة أنواع؛ هي: هراتي، سرطاني، زهري، شاه عباسي، مينا خالي، حنائي، بيد مجنون، جوشقاني وترنجي، وأهم المدن التي تشتهر بصناعة السجاد؛ هي: أصفهان ونائين وكاشان وتبريز وقم وكرمان وأراك.
عادي
3 آلاف قطعة من النوع الفاخر بنصف مليار دولار
سجاد عالمي في رأس الخيمة.. قصة حرفية ممتدة عبر التاريخ
3 نوفمبر 2024
18:11 مساء
قراءة
3
دقائق
https://tinyurl.com/2zajj3ba