حين تنادينا قيادتنا بتفعيل يوم العَلَم، تنبض مشاعرنا الوطنية حباً ووفاءً وامتناناً في ذلك اليوم، ويلبي الشعب النداء، وأجمل ردّة فعل، هي تلك المبادرات الفردية النابضة بالحب الوطني والتفاعل الذاتي مع رفع العَلَم، فتجد كل بيت وكل مقرّ قد رفع العَلَم على ناصيته، ومنهم من رفعوه على أبواب مزارعهم التي يزورونها يومياً، فيتلقاهم منصوباً على ساريته التي خصصت له.
وتلك المبادرات الفردية تعزز الانتماء والوطنية، وتجد حتى الجدّات الكبيرات السن يحرصن على رفع العَلَم على منازل أسرهنّ، ناهيكم بالمبادرات الجماعية في كل منطقة تنافس جارتها بالاحتفال وبنصب السارية ورفع العَلَم، بتطوع تام من أفراد المنطقة، تجد الجميع يتهافتون على المشاركة في الاحتفال وتعليق الأعلام، ومشاركة الأطفال فرحتهم في هذا اليوم الوطني الراقي، وبعضهم خصصوا فعاليات متنوعة في يوم العَلَم بالمنازل، وتظل الفعاليات مستمرة إلى أن تجتمع بالاحتفال بيوم الاتحاد الوطني، وتدوم تجمعاتنا وتكتمل بحب الوطن.
ومن أجمل المبادرات تلك التي تشارك احتفالاتها بأبنائنا الطلبة خارج مدارسهم، في المؤسسات الحكومية، فيرفع العَلَم، وتبدأ كل مجموعة من الطلبة بإبراز مواهبها الرياضية والتقليدية الشعبية، وسط جوّ مشحون بالوطنية، بمشاركة الكبار والصغار. وكذلك في المدارس نجد الطلبة وقد تفنّنوا بإظهار تمكّنهم من أداء الفنون الشعبية بمختلف أنواعها، فيوم العَلَم والمناسبات الوطنية عموماً تعزز الوطنية وتغرس الانتماء وترسّخ هُوية الأبناء وارتباطهم بوطنهم، وتظل أحلى ذكرى خالدة في أذهانهم.
وتحرص بعض الأسر على مشاركة رفع أصحاب السموّ والشيوخ لسارية العَلَم في كل إمارة، رغم علمهم بازدحام المكان، لكن إصرارهم على المشاركة في الفرحة برفع العَلَم هو مشاركة وطنية تدخل الفرحة في قلوبهم.
ورؤية العَلَم في كل مكان تقبل عليه، سواء في مقارّ العمل أو في المنازل، وعلى المحالّ والشوارع على امتداد النظر، بحد ذاتها تشجع على العمل بسموّ وتفانٍ وبإنجاز تلو إنجاز، ومن لا يحلو له أن ينجز وقد رفع عَلَم بلاده خفاقاً في السماء، وبرفعته يتجدد الوفاء ونسمو بالعطاء، كلٌّ في مجاله، وتتجلّى لنا ألوان العَلَم حاضرة ببيت الشعر الذي قال فيه الشاعر صفي الدين الحلي:
بيضٌ صنائعُنا سـودٌ وقائعُنـا
خُضـرٌ مــرابِعُنا حُمْرٌ مَـواضينا
https://tinyurl.com/8ebkhax