عادي

هل تشهد منافسة ترامب وهاريس حالة انتخابية نادرة؟

19:15 مساء
قراءة 3 دقائق
هل تشهد منافسة ترامب وهاريس حالة انتخابية نادرة؟

واشنطن ـ  أ ف ب
تقارب المنافسة الحالية بين المرشحين الرئاسيين في الولايات المتحدة كامالا هاريس ودونالد ترامب، ربما قد يسفر عن حالة انتخابية نادرة في التاريخ الأمريكي، ومن المحتمل أن يفوز أي منهما بالانتخابات، ورغم ذلك يخسر التصويت الشعبي، كما حدث من قبل بين ترامب نفسه وهيلاري كلينتون أو بين جورج بوش وآل غور، وهم ضمن خمسة رؤساء سابقين تكررت معهم تلك الوضعية.

ففي عام 2016، فاز دونالد ترامب على هيلاري كلينتون في الانتخابات الرئاسية رغم تفوقها عليه بنحو ثلاثة ملايين صوت. وفي عام 2000، فاز جورج بوش على آل غور رغم فارق 500 ألف صوت لصالح خصمه في التصويت الشعبي.
فالانتخابات الرئاسية الأمريكية تقوم على نظام اقتراع غير مباشر وفريد، يعتمد على أصوات كبار الناخبين في المجمع الناخب. وتفتح أبواب البيت الأبيض للمرشح الذي يتخطى عتبة 270 من أصوات كبار الناخبين.

في ما يلي بعض العناصر لفهم مجريات الانتخابات التي سيتواجه فيها دونالد ترامب وكامالا هاريس الثلاثاء.
 لماذا الهيئة الناخبة؟
يلتقي كبار الناخبين، أعضاء الهيئة الناخبة، وعددهم 538 في عواصم ولاياتهم مرة كل أربع سنوات بعد الانتخابات الرئاسية لتحديد الفائز. ويتعين على مرشح رئاسي أن يحصل على الأغلبية المطلقة من أصوات الهيئة، أي 270 من 538 صوتاً، للفوز.
ويعود هذا النظام إلى دستور 1787، الذي حدد قواعد الانتخابات الرئاسية بالاقتراع العام غير المباشر في دورة واحدة.
وكان الآباء المؤسسون للولايات المتحدة يرون في ذلك تسوية بين انتخاب رئيس بالاقتراع العام المباشر وانتخابه من قبل الكونغرس وفق نظام اعتبروه غير ديمقراطي.
ورفعت إلى الكونغرس، على مرّ العقود والمفاجآت الانتخابية، مئات المقترحات لإجراء تعديلات على الهيئة الناخبة أو إلغائها، من غير أن يتم إقرار أي منها.
 من هم كبار الناخبين الـ538؟ 
أغلبهم أعضاء منتخبون أو مسؤولون محليون في أحزابهم، لكن أسماءهم لا تظهر في بطاقات الاقتراع، وهوياتهم مجهولة بأغلبيتها الساحقة للناخبين. لكل ولاية عدد من كبار الناخبين يساوي عدد ممثليها في مجلس النواب (حسب عدد سكان الولاية) وفي مجلس الشيوخ (اثنان لكل ولاية بغض النظر عن حجمها).
كاليفورنيا على سبيل المثال لديها 55 من كبار الناخبين، وتكساس 38. أما الولايات الأقل كثافة سكانية مثل آلاسكا وديلاوير وفيرمونت ووايومينغ، فلكل منها ثلاثة ناخبين كبار. والمرشح الذي يفوز بأغلبية الأصوات في ولاية يحصل على أصوات جميع كبار ناخبيها، باستثناء نبراسكا وماين اللتين تعتمدان النسبية في توزيع أصوات كبار ناخبيهما.
 مؤسسة مثيرة للجدل
في نوفمبر/تشرين الثاني 2016 فاز ترامب بأصوات 306 من كبار الناخبين. ووقع ملايين الأمريكيين الساخطين، عريضة تدعو كبار الناخبين الجمهوريين إلى قطع الطريق عليه. لكن المساعي باءت بالفشل في أغلبها؛ لأن عضوين فقط في تكساس التزما بالدعوة، ما سمح لترامب بالفوز بـ304 أصوات.
والوضع الاستثنائي في 2016 المتمثل في خسارة الاقتراع الشعبي، ورغم ذلك الفوز بالانتخابات، لم يكن غير مسبوق. فخمسة رؤساء سابقين وصلوا إلى البيت الأبيض بهذه الطريقة، أولهم جون كوينسي الذي فاز عام 1824 على أندرو جاكسون.
وقبل فترة غير بعيدة، شهدت انتخابات 2000 التباساً كبيراً بين جورج دبليو بوش والديمقراطي آل غور الذي فاز بفارق 500 ألف صوت عن بوش على المستوى الوطني. لكن مع فوز بوش بأصوات فلوريدا ارتفع مجموع أصوات الهيئة الناخبة لصالحه إلى 271 ما حسم النتيجة.
عملية تصويت حقيقية أم مجرد إجراء شكلي؟
لا شيء في الدستور الأمريكي يرغم كبار الناخبين على التصويت باتجاه أو بآخر. وإن كانت بعض الولايات ترغمهم على احترام نتائج التصويت الشعبي، فإن «غير النزيهين» منهم لم يكونوا يتعرضون حتى الآن في حال امتناعهم عن ذلك سوى الغرامة.
لكن في 2020، قضت المحكمة العليا بأن الولايات يمكنها معاقبة كبار الناخبين الذين يخالفون خيار المواطنين.
بين 1796 و2016، أعطى 180 من كبار الناخبين أصواتهم خلافاً للخيار الشعبي. لكن ذلك لم يؤثر يوماً في النتيجة النهائية لهوية الرئيس المقبل.
موعد اجتماع الهيئة الناخبة
يجتمع كبار الناخبين في ولاياتهم في منتصف ديسمبر/كانون الأول لاختيار رئيس ونائب رئيس. وذلك التاريخ حدده القانون الأمريكي الذي ينص على أن «يجتمعوا ويدلوا بأصواتهم في أول يوم اثنين بعد ثاني يوم أربعاء في ديسمبر/كانون الأول».
في 6 يناير/كانون الثاني، في ختام التعداد الرسمي للأصوات، يعلن الكونغرس رسمياً اسم الرئيس أو الرئيسة، غير أن النتيجة ستعرف قبل ذلك بكثير. ويؤدي الرئيس أو الرئيسة اليمين في 20 يناير/كانون الثاني.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4s58m822

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"