عادي

قبل ساعات من الانتخابات.. هاريس وترامب يصارعان نقاط ضعفهما

15:20 مساء
قراءة 5 دقائق
هاريس وترامب
هاريس وترامب

إعداد ـ محمد كمال

في الوقت الذي يسابق المرشحان دونالد ترامب وكامالا هاريس الزمن للتغلب على نقاط ضعفهما الحاسمة، قبل ساعات من انطلاق الانتخابات الرئاسية الأمريكية، كشف خبير استراتيجي عن عامل رئيسي تفتقده جميع استطلاعات الرأي التي أظهرت شبه تعادلهما، وهو ما قد يمثل عاملاً فارقاً، إذا زحف مزيد من الجمهوريين إلى صناديق الاقتراع، في الوقت الذي يصف بعضهم الانتخابات بأنها ستكون مثل رمي عملة معدنية؛ لأنها قد تحسم فقط ببضعة آلاف من الأصوات.
ويقول الخبير الاستراتيجي السياسي أليكس كاستيلانوس إن منظمي استطلاعات الرأي يتجاهلون تحولاً كبيراً في تسجيل الناخبين الجمهوريين، وهو ما قد يرجح كفة الميزان لصالح ترامب، في الوقت الذي ينظر لهذه المنافسة على أنها واحدة من أكثر الانتخابات تقارباً بين مرشحين حتى الساعات الأخيرة، في تاريخ الولايات المتحدة.
ويوضح كاستيلانوس أن منظمي الاستطلاعات يخطئون في هذا الأمر، وقال: «إنهم جميعاً يفتقدون شيئاً ما؛ لأنهم يعطوننا نفس الاستطلاع مراراً وتكراراً.. ما أعتقد أنهم يفتقدونه هو التحول الهائل في تسجيل الناخبين»، وفق ما أوردت صحيفة ديلي ميل.
وكشف أن 31 ولاية أمريكية لديها تسجيل الناخبين بحسب الحزب، وأن 30 منها في السنوات الأربع الماضية شهدت تحركاً نحو الجمهوريين. ومع ذلك، فإن الاستطلاعات يشوبها عدم الدقة، في ظل الحماس الجمهوري للتسجيل.
وأظهر استطلاع مفاجئ في ولاية أيوا أجرته مؤسسة استطلاعات الرأي الشهيرة آن سيلزر، أن التقدم الديمقراطي في الولاية ذات اللون الأحمر العميق (جمهورية) أثار تحولاً في الزخم؛ حيث احتشد ترامب وهاريس بشكل محموم عبر الولايات المتأرجحة.
والأحد، أظهر استطلاع للرأي أجرته صحيفة نيويورك تايمز، أن هاريس تتقدم في خمس من الولايات السبع الحاسمة، مع نمو في بنسلفانيا، التي يتوقع أن تقرر من سيتولى مفاتيح البيت الأبيض. لكن النتائج جاءت ضمن هامش الخطأ.
وكانت نتائج سيلزر في ولاية أيوا هي الأكثر إثارة للصدمة. حيث كانت الولاية حمراء بقوة لسنوات؛ حيث دعمت دونالد ترامب في عامي 2016 و2020 بما يقرب من عشر نقاط مئوية. ومن المؤكد أن التأرجح بمقدار 21 نقطة لصالح هاريس، في ولاية جمهورية بالتأكيد، سيكون سبباً للقلق بالنسبة لحملة ترامب، خاصة أن النتائج سلطت الضوء على الضعف الصارخ للرئيس السابق بشأن الدعم النسائي.

ـ من يربح؟ ـ
أعطى خبير الاستطلاعات نيت سيلفر فرصة لترامب بنسبة 51.5% للفوز بالمجمع الانتخابي، بينما منح هاريس نسبة 48.1% للفوز. وذلك على الرغم من تقدم المرشحة الديمقراطية في مجموع استطلاعات الرأي العامة بأقل من نقطة مئوية.
وقال سيلفر أيضاً، إن الاستطلاع المفاجئ الذي أظهر فوز هاريس على ترامب بثلاث نقاط في ولاية أيوا «ربما لن يكون مهماً» في تحديد الفائز بالمجمع الانتخابي، لكنه لم يقلل أهميته بالنسبة للزخم داخل حملة هاريس.

ـ المجمع الانتخابي ـ
باستخدام استطلاعات الرأي على المستوى الوطني وعلى مستوى الولاية، نقوم بمحاكاة مسار الانتخابات حتى الآن نحو 8000 مرة. وهذا يعني أنه يمكننا استكشاف جميع المسارات المحتملة التي اتخذتها حصص التصويت في جميع أنحاء البلاد منذ بداية السباق. وبهذا يمكننا استخلاص احتمال فوز كل مرشح بولاية، ثم احتمال فوز المرشحين بالمجمع الانتخابي.
لكن سيلفر لم يسارع إلى رفض النتائج باعتبارها لا معنى لها على الإطلاق، قائلاً إن أنصار هاريس كانوا على حق في الحصول على رد فعل قوي.

ـ نقاط الضعف ـ
يواجه كل من هاريس وترامب رياحاً معاكسة تاريخية قبل انتخابات الثلاثاء. ومع ذلك، فإن واحداً منهما سوف يتحدى الصعاب.
وقال دوج سوسنيك، الخبير الاستراتيجي الديمقراطي: «من الناحية النظرية، يجب على المرشح الجمهوري العادي الآن أن يفوز بهذه الانتخابات بفارق 10 نقاط.. وبالمثل، إذا كان لديك مرشح ديمقراطي شعبي، فمن المفترض أن يكون قادراً بسهولة على التغلب على رجل مثل دونالد ترامب، فأغلب الناس لم يدعموه ولا يريدون عودته إلى منصبه لمدة أربع سنوات أخرى. لكن هذه ليست الحملة التي نتعامل معها».
ويعتقد فريق هاريس أن نائبة الرئيس تتغلب على مخاوف الناخبين بشأن الاقتصاد من خلال تقديم خطط لخفض الأسعار. فيما يُظهِر الجمهوريون الثقة بترامب، على الرغم من أنه شوّش رسالته الختامية بسلسلة من الملاحظات الخارجة عن النص»، وخصوصاً تلك التي تتعلق بمهاجمة بعض وسائل الإعلام.

ـ نقطة ضعف ترامب ـ
ويوم الأحد خلال تجمع انتخابي، أشار ترامب إلى أنه لا يمانع في إطلاق النار عليه إذا كان ذلك سيمر عبر الإعلاميين الذين ينشرون «قصصاً كاذبة»، أثناء وجوده في ولاية بنسلفانيا، وهي الولاية نفسها التي تعرّض خلالها لمحاولة اغتيال، وفقاً لصحيفة نيويورك تايمز.
تلعب مثل هذه التعليقات دوراً مباشراً باعتبارها من كبرى نقاط ضعفه، فقد وجد الاستطلاع الوطني الذي أجرته صحيفة وول ستريت جورنال في أواخر أكتوبر أن عدداً أكبر من الناخبين قالوا إن هاريس، وليس ترامب، لديها الأهلية المناسبة للمنصب، وأنها «مستعدة عقلياً أكثر»، وبفارق 13 نقطة، قال عدد أكبر من الناخبين إن كلمة «غير مستقر» تناسب ترامب أكثر من هاريس، لكن جيمس بلير، أحد كبار الاستراتيجيين في حملة ترامب، قال إن المرشحين متماثلان في الاستطلاع تقريباً.

ـ نقطة ضعف هاريس ـ
واحدة من كبرى نقاط الضعف لدى هاريس، هي النظرة السيئة بشأن الاقتصاد، حيث تباطأ نمو الوظائف بشكل حاد الشهر الماضي، مع تهميش العمال بسبب آثار الإعصار وإضراب شركة بوينغ، وفقاً لتقرير صدر يوم الجمعة عن وزارة العمل. وقالت حملة ترامب: «تقرير الوظائف هذا كارثة ويكشف بشكل قاطع مدى السوء الذي أحدثته كامالا هاريس لاقتصادنا». من ناحية أخرى، ارتفع الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي بمعدل سنوي 2.8% في الربع الثالث، وهو ما يمثل نمواً قوياً.
وأصدرت نائبة الرئيس مقترحات لخفض كلف الإسكان ورعاية الأطفال، في إطار عملها للتغلب على التصورات السلبية تجاه إدارة الاقتصاد في عهد بايدن، مع إحباط الناخبين من ارتفاع الكلف.
وقال جيفري بولوك، أحد منظمي استطلاعات الرأي في حملة هاريس: «إننا نجري محادثة بشأن ما يهتم به الناس أكثر، وهو ما يؤدي إلى خفض الكلف». وأشار إلى استطلاعات الرأي العامة التي أظهرت منافسة هاريس مع ترامب في القضايا الاقتصادية، بما في ذلك التضخم.
ـ الاتجاه الخاطئ ـ
وإذا فازت هاريس، فإنها ستصبح ثاني نائب رئيس يتم انتخابه للبيت الأبيض منذ عام 1836، بعد جورج إتش. بوش في عام 1988. وستحتاج إلى التغلب على معدلات الرفض العالية لبايدن والأغلبية الكبيرة من الأمريكيين الذين يعتقدون أن البلاد تسير على المسار الخاطئ، وهي سمة أضرت بالمرشحين الرئاسيين الذين يمثلون الحزب في الدورات الانتخابية الماضية.
وأظهر استطلاع الرأي الذي أجرته صحيفة «وول ستريت جورنال» في أكتوبر/تشرين الأول أن 64% من الأمريكيين قالوا إن البلاد تسير في الاتجاه الخاطئ، مقارنة بـ 26% قالوا إنها تتحرك في الاتجاه الصحيح.
وفي عام 2020، عندما هُزم ترامب أمام بايدن، وجد استطلاع أجرته وول ستريت جورنال/إن بي سي نيوز، أن 60% من الأمريكيين قالوا إن البلاد تسير على المسار الخاطئ، بينما في عام 2016، عندما تغلب ترامب على هيلاري كلينتون، وجد الاستطلاع أن 65% قالوا إن البلاد تسير على المسار الخاطئ.
وقال استطلاع رأي جمهوري:«باعتبارها نائبة الرئيس الحالي، ونظراً للمشاعر السلبية تجاه إدارة بايدن ومع اعتقاد 64% من الناخبين أن البلاد تسير على المسار الخاطئ، فمن الصعب على هاريس أن تحصل على الكثير من الاهتمام كمرشحة التغيير».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2kbf4xrw

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"