هي ساعات حاسمة تحدد من هو الرئيس ال47 الذي سيدخل البيت الأبيض. الديمقراطية كامالا هاريس أو الجمهوري دونالد ترامب. إذا فازت هاريس فسوف تكون أول سيدة تقتحم المكتب البيضاوي منذ أول انتخابات أمريكية جرت عام 1789 وفوز جورج واشنطن، وهو الوحيد الذي لم يمثل أي حزب سياسي.
هذه الانتخابات ليست كغيرها من الانتخابات الرئاسية الأمريكية، فهي تجري بين خصمين لدودين تفرق بينهما السياسات والمواقف الداخلية والخارجية، وسط انقسام مجتمعي حاد، زاده ضراوة مواقف شخصية تجاوزت أحياناً حدود اللياقات، من تجريح وإهانات وأوصاف خارجة عن المألوف في الحملات الانتخابية المعروفة، ما زاد من منسوب القلق من الانفلات الأمني في حال خسارة ترامب، خصوصاً أن أحداث اقتحام مبنى الكابيتول في السادس من يناير/ كانون الثاني 2021، ما زالت تؤرق معظم الأمريكيين، وقد تتكرر بشكل أعنف. وهو ما حذرت منه هاريس أمام تجمع انتخابي في ميشيغان يوم أمس الأول بقولها إن «هناك من يريد تعزيز الانقسام في الولايات المتحدة ونشر الفوضى».
في الساعات الأخيرة التي سبقت بدء التصويت، أشارت استطلاعات الرأي إلى تقدم هاريس بفارق 1.5 نقطة على ترامب، وكذلك في ولاية آيوا بنسبة 47 في المئة مقابل 44 في المئة، وهي الولاية التي كان فاز فيها الرئيس السابق عامي 2016 و2020، الأمر الذي استفز الأخير، ووصف استطلاع الرأي بأنه «مزيف»، وقال في تجمع انتخابي في بنسلفانيا «دولتنا فاسدة حالياً، وسنصلح الأمور.. لقد زوّروا الانتخابات، وعندما اعترضت أرادوا وضعي في السجن».
تمثل الولايات المتأرجحة السبع بالنسبة لكل من هاريس وترامب هاجساً حقيقياً، لأنها تمثل «بيضة القبان» كما يقال، وهي التي سوف تحسم نتيجة الانتخابات، لذلك بذلا خلال الأيام الأخيرة جهداً ملحوظاً بتنظيم حملات انتخابية فيها لإقناع المترددين بالتصويت لمصلحتهما، وهذه الولايات هي: بنسلفانيا (19 صوتاً في المجمع الانتخابي)، وجورجيا (16 صوتاً)، وكارولينا الشمالية (16 صوتاً)، وميشيغان (15 صوتاً)، وأريزونا (11 صوتاً)، وويسكونسن (10 أصوات)، ونيفادا (6 أصوات).
يذكر أن الانتخابات الرئاسية الأمريكية تقوم على نظام اقتراع فريد، فإضافة إلى التصويت الشعبي المباشر، هناك تصويت لكبار الناخبين في المجمع الانتخابي، وهؤلاء موزعة أصواتهم على الولايات، ويتعين على المرشح الرئاسي أن يحصل على الغالبية العظمى من أصوات «المجمع الانتخابي» أي على 270 صوتاً من أصل 538 صوتاً للفوز وتفتح له أبواب البيت الأبيض.
إذا أخذنا متوسط استطلاعات الرأي على مستوى الولاية التي أجريت في الأسابيع الأخيرة، فإن هاريس متقدمة على ترامب في اثنتين من الولايات السبع، وهي ويسكونسن وميشغان، في حين أن ترامب متقدم في ولايتي جورجيا وكارولينا الشمالية، وربما في ولاية بنسلفانيا التي لم تعط أصواتها لأي مرشح ديمقراطي منذ عام 1948. لكن هاريس تحظى بشعبية أكبر بين الناخبين الشباب والمتعلمين والسود والنساء، إضافة إلى المسلمين والعرب.
لقد أدلى نحو 78 مليون أمريكي بأصواتهم بشكل مبكر، لكن النتائج النهائية لن تعرف إلا بعد انتهاء عملية الفرز، وكذلك معرفة نتائج تصويت «المجمع الانتخابي»، حيث تشير معظم التقارير والاستطلاعات إلى أن الفارق بين الفائز والخاسر لن يكون كبيراً، بل سيكون بعدة الآف. وفي المحصلة، فإن الولايات المتأرجحة سوف تحدد النتيجة.
https://tinyurl.com/2xv22rxn