هل هي مهنة؟ ما هي مواصفاتها؟ ولماذا يسمّونها «صناعة»؟ من جيل الآباء كثُرٌ لا يعرفون معنى أن يختار شاب أو شابة أن يكون من محترفي صناعة المحتوى، فيسألون ويتساءلون عن طبيعة هذه «المهنة» الجديدة، وما الذي يقدمه هؤلاء وكيف يصبحون من المشاهير ويتابعهم الملايين من حول العالم؟.
أغلبية الشباب والأطفال يجرّبون ولو مرة على الأقل تصوير أنفسهم في مقاطع فيديو، ومنهم من ينشرها على «يوتيوب»، أملاً في أن تحظى بإعجاب الناس، فيحصد مزيداً من المعجبين به وبصفحته، لكن ليس كل من نشر مقطعاً مصوراً، وقال كلمة على «يوتيوب» أصبح «يوتيوبر»، أي صانع محتوى، وليس كل صانع محتوى يجعل من مضمون ما ينشره رسالة ذات معنى يفيد من خلالها الناس، بل هناك فئة من مشاهير ال«يوتيوب» تسعى خلف الشهرة والمال و«البيزنس»، بغض النظر عن المحتوى ومدى أهميته، وهل سينعكس بتأثيره إيجاباً على الناس فيستفيدون منه أم تكون المادة التي ينشرها كاذبة يخدع بها الناس ويكسب الشهرة والثروة على حسابهم؟.
لم يعد «المحتوى» مجرد ترفيه وحب للشهرة والتصوير والتسلية، بقدر ما أصبح ذا قيمة ومعنى، والمعروف أن دبي هي أول وجهة تستقطب صناع المحتوى من مختلف أنحاء العالم لتكون عاصمة المحتوى الهادف، ومنها استلهم كثرٌ المحتوى الإبداعي، فقدموا للعالم الكثير من المحتوى القيّم، والذي يندرج في أطر عدة منها الثقافية والاجتماعية والتراثية والجمالية.. واليوم مع إطلاق نادي دبي للصحافة «برنامج صُنّاع المحتوى الاقتصادي» بدعم من وزارة الاقتصاد، وبالتعاون مع عدد من الجهات والمؤسسات الإعلامية الكبرى، تؤكد الإمارات مجدداً أنها تواكب التطور، وتعمل على الارتقاء به، واضعةً أمامنا نماذج في كيفية تحويل كل شغف لدى الشباب إلى عمل متقن غني بمضمونه وبأهدافه النبيلة.
مع تبني أفكار ومواهب صنّاع المحتوى وتوجيهها نحو المسار الصحيح، تجعل دبي من المواهب الإعلامية الشابة نواة لأجيال قادرة على تقديم الإعلام الهادف والمضمون الراقي بالوسائل الحديثة التي يجيدون استخدامها، شباب يستخدمون الوسائل العصرية لتحقيق أهداف إعلامية صحيحة تتماشى مع مبادئ وأهداف الإعلام التقليدي، مثل احترام الأوطان والتقاليد والحرص على أمن المجتمع والابتعاد عن الشائعات والترويج لها، والتأكد من المصدر، فليس كل ما يقدمه أي صانع محتوى يخدم المجتمع ويلتقي مع رسالة الإعلام الحقيقي بكل تخصصاته، سواء كانت اقتصادية أم اجتماعية أم فنية وغيرها.. لذلك يعتبر هذا المشروع خطوة إيجابية قادرة على وضع أسس ونهج يسير عليه كل هواة ومحترفي المحتوى، وقادرة على تنشئة أجيال من الإعلاميين الجدد.
https://tinyurl.com/mwf2syz3