عَلَمُ الأعْلامِ

02:13 صباحا
قراءة دقيقتين


العَلَمُ، عُملةٌ عالمية ذات وجهين متجهين نحو الإشارة لبلدٍ ما ضمن النطاق الأممي، وجْهٌ يوجد في داخل البلد فوق مؤسساته بشتى مجالاتها وأماكن وجودها، ووجهٌ يرفرف خارج البلد، عبر أماكنه الرسمية في بلدان العالم المختلفة.
العَلَمُ، مَعْلَمٌ معنوي، معني بالإعلام عن بلد ما، ضمن بلدان العالم في الخريطة الدولية جمعاء، سواء عبر سفاراته المنتشرة في مختلف بقاع الحياة، أو قنصلياته، أو ملحقياته، على اختلاف طبيعتها وأنشطتها، العسكرية منها والثقافية، وما إلى ذلك من ملحقيات خارج البلد، التي من مهامها تبادل العلاقات، ذات المجال المشترك مع البلد المقامة عليها السفارة أو القنصلية أو الملحقية، ومن ناحية أخرى لرعاية شؤون مواطنيها في ذلك البلد.
العَلَمُ، علامة فارقة في حياة الأمم والشعوب، فتلك الأعلام السبعة بلونيها الثنائيين (الأحمر والأبيض)، اندمجت مع بعضها، لتثمر عن علم واحد بألوان أربعة، ترمز إلى الوحدة العربية (الأحمر، الأخضر، الأبيض، الأسود)، بتصميم عبدالله محمد المعينة، الوزير المفوض في وزارة الخارجية، استرشاداً ببيت الشعر العربي للشاعر صفي الدين الحلي:
بيضٌ صَنائِعُنا سودٌ وَقائِعُنا
خُضرٌ مَرابِعُنا حُمرٌ مَواضينا
العَلَمُ الإماراتي الذي اعتمد بتاريخ الثاني من ديسمبر عام 1971، هو ذاته التاريخ الذي شهد رفع علم الدولة لأول مرة بيد المغفور له بإذن الله القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، في دار الاتحاد في دبي، بمناسبة إعلان قيام اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة، وبحضور إخوانه المؤسسين، ليتوجه المغفور له بإذن الله الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، طيب الله ثراه، بعد الإعلان عن قيام اتحاد دولة الإمارات إلى ساحة قصر المنهل العامر في إمارة أبوظبي، وأمر برفع العلم الاتحادي على سارية القصر، ورفع اثنان من جنود الحرس الأميري العلم معه، ورفع يده بالتحية لعلم الاتحاد الذي رفرف على البلاد لأول مرة، وكانت لحظة تاريخية في عمر الوطن الإمارات المتحدة.
وفيما دعا صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، خلال كلمة وجهها إلى شعب دولة الإمارات في نوفمبر 2013، إلى إطلاق حملة وطنية وشعبية شاملة ومستمرة احتفالاً ب«يَوْمِ العَلَمِ» الإماراتي العالي المقام الذي يصادف الثالث من شهر نوفمبر من كل عام، ورفع صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، علم الدولة في 3 نوفمبر 2022، وقال سموّه وقتها: «في يوم العَلَم.. نتشارك جميعاً في رفع رمز عزّنا ووحدتنا ونهضتنا.. سنمضي بتفاؤل وإيمان راسخ بالعمل لأجل مستقبل واعد لوطننا».

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mr4dhjsy

عن الكاتب

أديب وكاتب وإعلامي إماراتي، مهتم بالنقد الأدبي. يحمل درجة البكالوريوس في إدارة الأعمال، من جامعة بيروت العربية. وهو عضو في اتحاد كُتّاب وأدباء الإمارات، وعضو في مسرح رأس الخيمة الوطني. له عدة إصدارات في الشعر والقصة والمقال والدراسات وأدب التراجم

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"