لربما تجربة الشارقة من أكثر التجارب العملية العالمية الناجعة القادرة على رسم خريطة طريق لكل من يودّ ويسعى إلى أن يبدأ، فلقد انتهجت نهجاً واعياً، وارتكزت على أساس متين رصين، قوامه المعرفة وثوابته القراءة، فكذلك نبدأ.
مجدداً نبدأ، ومن ذات المكان – الشارقة – ومعرضها الدولي للكتاب منبع العز، بمراكب النور ومحافل ومشاعل الفكر.
الناشرون، القارئون، المفكرون.. حاضرون، من هنا يبدأون، من معرض جمعهم تحت ظلاله واحتواهم بتميز مبادراته وتفرد معروضاته وكريم ضيافته، ودعم وجودهم ومساعيهم، حفاظاً على هذه الصنعة من الاندثار والضياع والتراجع، وبذلك يؤكد لهم بأنه بهم ومعهم نبدأ.
مجتمع اقرأ مثل باقي المجتمعات البشرية، يعتمد على أفراده ليحقق التكامل في أعماله وخدماته، فكل مجموعة فيه هي أساس عمل مجموعة أخرى، فالكتاب لابد له من ناشر، والناشر لا بد له من منفذ انتشار، وهذا المنفذ يحتاج إلى قراء، لاقتناء ما أبدعه الكاتب وتبناه الناشر، ومعرض الشارقة الدولي للكتاب، ومنذ انطلاقته الأولى، أقام ذلك الوفاق والترابط بين أفراد وجماعات مجتمع اقرأ، ويظهر ذلك جلياً اليوم من خلال الجوائز التي أقامها، والمؤتمرات التي ينظمها، سواء التي تسبق انطلاقته أو التي تتخلل أيامه.
نتنفس الأحبار والأوراق، ونرتشف الحروف والكلمات، ونغذي الأذهان والأفكار بقرب دار أو بحضور ندوة، أو من خلال لقاء أصحاب، ونخرج من المعرض بحال أفضل مما دخلنا، متزوّدين ومتسلحين ومتنوّرين، لذلك دائماً وأبداً بالقراءة نبدأ.
https://tinyurl.com/5n8w7saz