يوسف أبو لوز
اليوم.. يوم عيد ثقافات العالم في الشارقة، تحت عنوان معرض الشارقة الدولي للكتاب. عنوان الكتاب الذي كل من يتوجه إليه يصبح أكثر إنسانية وطيبة. عنوان يعرفه العالم كلّه موجز في إمارة الثقافة والأنوار. إمارة المعرفة والأدب والعلم، دار وديرة الشعر والشعراء، بيت الحكمة والفكر، جهة المسرح، والطريق إلى الجمال.
اليوم.. يوم الثقافة الإماراتية والعربية. يوم الصداقة والتعايش الحقيقي الذي تصنعه القراءة الحاملة للخلق والإيمان ونظافة القلب والروح والضمير.
اليوم.. يوم رفقة الناشرين، والموزعين، ورجال التنوير ورموز الإعلام، ومهرجان المثقفين والكتاب والمبدعين الذين يشاركون في صياغة مستقبل العالم.
اليوم.. يوم المعجم التاريخي للغة العربية. يوم الفصحى وديوان العرب. يوم القصيدة الكونية المشتركة التي تؤلفها الضمائر الحرّة النظيفة.
اليوم.. يوم الذاكرة، ويوم استعادة الماضي البعيد والماضي القريب، حين كان آباء وأجداد المكان الإماراتي يقرأون ويتعلّمون على الحصير وفي ضوء «الفنر»، وأبناؤهم وبناتهم الآن في أرقى الجامعات.
اليوم.. يوم إحياء ذكرى الرجال المؤسسين لمشروع الشارقة الثقافي. هؤلاء الجذور والأصول، الماثلون دائماً في الوفاء وذاكرة الأحياء الذين يواصلون طريق الشارقة إلى جوزاء العلوم والأدب والفنون.
اليوم.. وفي كل عام في مثل هذا التوقيت على ساعة الشارقة، هو تاريخ يتجدد، وعهود تتواصل، وأمنيات تتحقق..
منذ أوائل ثمانينات القرن العشرين، منذ خيمة «إكسبو» بالقرب من شارع الميناء، وإلى لحظة كتابة هذه السطور، نحن نقرأ قصة إمارة هي حقاً وحقيقة إمارة الثقافة بكل مكوّنات الثقافة من القراءة إلى العرض المسرحي إلى اللوحة التشكيلية، إلى اللوحة الخطوطية، إلى العمل الفني الإسلامي بكل موروثه التاريخي والجمالي والرّوحي، إلى صناعة الكتاب، وتعميمه وانتشاره بين الأسر والعائلات.
معرض الشارقة الدولي للكتاب ظاهرة ومؤسسة وتاريخ صنعته الشارقة، والعنوان معروف: إماراتي، عربي، عالمي، بكل لغات العالم، لكن ترجمتها ترجمة واحدة: «العربية»، لغة آدم، لغة اللغات.
[email protected]