عادي

بعد قمم تاريخية.. ترامب سيواجه كوريا الشمالية المسلحة بترسانة أكثر قوة

17:40 مساء
قراءة 3 دقائق
بعد قمم تاريخية.. ترامب سيواجه كوريا الشمالية المسلحة بترسانة أكثر قوة

«الخليج»-وكالات
روّج دونالد ترامب لفترة طويلة لعلاقته مع كيم جونغ أون، لكن إذا سعى الرئيس الأمريكي المنتخب إلى عقد قمة أخرى، فهذه المرة سيقابله زعيم كوري شمالي تدعمه ترسانة صواريخ أكبر وعلاقة أكثر قرباً مع روسيا.

تهديدات نووية

فبعد تبادل التهديدات بالإبادة النووية، خلال العام الأول من ولاية ترامب الأولى، عقد كيم والرئيس الأمريكي آنذاك ثلاثة اجتماعات غير مسبوقة في سنغافورة وهانوي وعلى الحدود بين الكوريتين الشمالية والجنوبية في عامي 2018 و2019. وقال ترامب لفوكس نيوز الشهر الماضي: «كنا سنخوض حرباً نووية يُقتل فيها الملايين من الناس... ثم عندما ذهبت إلى هناك، كنت على وفاق كبير مع كيم جونغ أون». ورحب العديد من مؤيدي هذا التواصل بتراجع التوتر، ولكن تلك الاجتماعات توقفت في النهاية، وفشلت في تحقيق تغييرات دائمة في كوريا الشمالية. ولم يتمكن الرئيس الأمريكي جو بايدن من استمالة بيونغ يانغ، أو الضغط عليها للعودة إلى المحادثات.

توسيع الترسانه البالستية

ومنذ آخر لقاء لترامب مع كيم، وسّعت كوريا الشمالية ترسانتها من الصواريخ البالستية العابرة للقارات، والأسلحة الفرط صوتية وقصيرة المدى، التي يمكنها حمل رؤوس نووية، واستهداف البر الرئيسي للولايات المتحدة، أو قواعد عسكرية أمريكية في المنطقة. وفي هذا العام فقط، وقعت كوريا الشمالية معاهدة دفاع مشترك مع روسيا، واتخذت خطوة غير مسبوقة بإرسال آلاف الجنود لدعم موسكو في حرب أوكرانيا، وفقاً لمسؤولين في واشنطن وسيؤول وكييف.
ودعمت روسيا كوريا الشمالية، من خلال تزويدها بالنفط وغيره من الواردات، وصوتت ضد تمديد تفويض لجنة من الخبراء كانت تراقب انتهاكات عقوبات الأمم المتحدة. لم ترد حملة ترامب بعد على طلبات للتعليق على ما إذا كان سيسعى إلى عقد اجتماعات جديدة مع كيم. لكن الدبلوماسيين في سيؤول وغيرهم من مراقبي شؤون كوريا الشمالية يقولون، إن تعليقات ترامب تشير إلى أنه قد يتطلع إلى تجديد اللقاء مع كيم عاجلاً أم آجلاً.

«حل» القضية النووية

يقول رامون باتشيكو باردو من كينجز كوليدج في لندن: «يشعر ترامب أن تواصله كان ناجحاً خلال رئاسته الأولى؛ إذ أحسّ أنه «حل» القضية النووية الكورية الشمالية. بالإضافة إلى ذلك، جذبت قمم ترامب مع كيم اهتماماً إعلامياً كبيراً، وهو ما يستمتع به جداً». وقال مسؤول سابق في إدارة ترامب الأولى، طلب عدم الكشف عن هويته، إن كوريا الشمالية وأوكرانيا والصين وإيران وغيرها من النقاط الساخنة كانت مترابطة إلى حد مثير للدهشة خلال إدارة ترامب الأولى. وأضاف المسؤول السابق أن «الرئيس ترامب يواجه مشهداً جيوسياسياً مختلفاً عما كان عليه الأمر في 2021»، مشيراً إلى أن أي تواصل جوهري مع كوريا الشمالية سيحتاج إلى التريث قليلاً.

تحدٍّ جيوسياسي

وأوضح مصدر دبلوماسي في سيؤول أن علاقات كوريا الشمالية مع روسيا إلى جانب عدم القدرة على التنبؤ بسياسات إدارة ترامب الجديدة، تشكل تحدياً جيوسياسياً يجعل المسؤولين والدبلوماسيين من أوروبا إلى آسيا في حالة من الارتباك. وقال دويون كيم من مركز الأمن الأمريكي الجديد، إن كوريا الشمالية يبدو أنها لا تهتم بمن يجلس في البيت الأبيض؛ لأن كيم أوضح أن بيونغ يانغ ستمضي في برامجها النووية، وهو يحظى بدعم الصين وروسيا. ويرجح باردو أن كوريا الشمالية سترغب على الأقل في الجلوس مع الولايات المتحدة لمعرفة ما قد يعرضه ترامب؛ إذ إن العلاقات الجيدة مع واشنطن هي السبيل الوحيد لرفع بعض العقوبات. وأضاف أن ترامب قد يعترف حتى بيونغ يانغ كقوة نووية.

اتفاق سلام

وقال بروس كلينجنر، المحلل السابق في وكالة المخابرات المركزية، والذي يعمل الآن مع مؤسسة هيريتيج، إن كيم قد يرى جانباً إيجابياً في التواصل مع ترامب.
وفي أغسطس/آب، أعلن الشمال أنه لن ينخرط في حوار مع الولايات المتحدة، ما لم تُلغِ واشنطن التدريبات العسكرية والنشر الدوري للأصول الاستراتيجية. وقال كلينجنر، إن هذا ما فعله ترامب في عام 2018. وتابع: «قد يطرح كيم اتفاق سلام أو معاهدة سلام على ترامب باعتباره إنجازاً كبيراً يستحق جائزة نوبل للسلام، رغم أنه لن يجدي في الواقع في الحد من التهديد الذي تواجهه الولايات المتحدة وحلفاؤها. وقد يضع مثل هذا الاتفاق الأساس لتقليص عدد الجنود الأمريكيين في كوريا الجنوبية واليابان».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yc4uhe6e

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"