عادي

عودة ترامب «ترعب» المقيمين في وضع غير نظامي بأمريكا

16:52 مساء
قراءة 3 دقائق
دونالد ترامب
دونالد ترامب

الولايات المتحدة-أ ف ب 
منذ إعلان عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، لم ينم أنخيل بالازويلوس (22 عاماً) ملء جفنَيه، فالشاب المهاجر الذي يفتقر إلى وثائق إقامة قانونية في الولايات المتحدة، تطارده وعود الرئيس الجديد بالترحيل الجماعي.

رعب شديد

يقول طالب الهندسة الطبية الحيوية، حديث التخرج «لقد شعرت بالرعب» عند سماع النبأ. ويضيف «أخشى أن يتم ترحيلي، وأخشى أن أفقد كل ما عملت بجد من أجله، وقبل كل شيء، أخشى أن أفصل عن عائلتي». ويعيش الشاب المكسيكي في الولايات المتحدة منذ كان في الرابعة من العمر.

وهو أحد «الحالمين»، أي المهاجرين الذين وصلوا وهم أطفال وعاملتهم السلطات بلين، لكنهم لم يحصلوا على الجنسية الأمريكية. وطوال الحملة الانتخابية، سمع الشاب الملياردير الجمهوري يكرر خطابه العنيف تجاه المهاجرين الذين «يسممون دماء» أمريكا، إضافة إلى خطته للترحيل الجماعي.ترحيل جماعيويعتقد العديد من الخبراء، أن تنفيذ هذا الوعد معقد للغاية ومكلف، ويمكن أن يسبب ركوداً اقتصادياً واسع النطاق. ولم يوضح دونالد ترامب كيف ينوي تنفيذ خطته. لذلك، يشعر أنخيل بالازويلوس بالقلق. ويتساءل الشاب المقيم في فينكس بولاية أريزونا: «ماذا يعني الترحيل الجماعي؟ هل يشمل الأشخاص مثلي... الذين أتوا إلى هنا في سن مبكرة للغاية، ولم يكن ذلك بقرار منهم؟».

الصورة
أنخيل بالازويلوس

مشبوه


يشعر أنخيل بالتوتر أكثر لأن أريزونا وافقت للتو من خلال استفتاء على قانون يسمح لشرطة الولاية بالقبض على المهاجرين غير النظاميين، وهي صلاحية كانت تقتصر على شرطة الحدود التي تديرها الحكومة الفيدرالية. وإذا ثبتت دستورية النص، فإن أنخيل بالازويلوس يخشى على نفسه عمليات الرقابة.
يقول: «ما الذي قد يثير الشبهة في أن شخصاً ما موجود هنا بشكل غير قانوني؟ إجادته للإنجليزية؟»، مضيفاً «جدتي مواطنة أمريكية، لكنها لا تتقن الإنجليزية. أنا أتحدث الإنجليزية، لكن هل يمكن أن يجعلني لون بشرتي موضع شك؟».
في الخامسة والثلاثين من العمر، يشعر خوسيه باتينيو بـ«الخوف» و«الحزن» لأنه يعلم أن وضعه أكثر هشاشة من أي وقت مضى. هذا المكسيكي الذي يعمل في منظمة «ألينتو» التي تساعد المهاجرين غير النظاميين، يعيش في الولايات المتحدة منذ كان في السادسة من العمر. وبفضل برنامج «داكا» الذي تم إنشاؤه في ظل رئاسة باراك أوباما، استفاد من الحماية وتمكن من الحصول على تصريح عمل. لكن التصريح ينتهي عام 2025، ويريد دونالد ترامب إنهاء برنامج «داكا»، وسبق له خلال ولايته الأولى أن وقع مرسوماً يلغيه، قبل أن تبطل المحكمة العليا قراره، بسبب عيوب قانونية شكلية. بعدما أصبح خوسيه باتينيو غارقاً في حالة من عدم اليقين، يخطط للانتقال إلى ولاية تؤمن له حماية أفضل، مثل كاليفورنيا أو كولورادو.

محبط ومؤلم


لقد عانى الرجل الثلاثيني مشقة كونه مهاجراً غير نظامي خلال العشرينات من العمر. في ذلك الوقت، كانت حتى الوظيفة البسيطة في مطعم مكدونالدز حلماً بعيد المنال، ولم يتمكن من الحصول على رخصة قيادة أو السفر خوفاً من الترحيل. ويقول متنهداً «لا أريد العودة إلى تلك الحياة». وانتخاب دونالد ترامب بالنسبة إليه ليس مخيفاً فحسب، بل ومهين أيضاً. ويوضح «نحن نسهم في هذا البلد... الأمر الصعب هو أن اتباع القواعد، والعمل، ودفع الضرائب، ومساعدة هذا البلد على التطور، ليس كافياً... إنه أمر محبط ومؤلم». لكن الرجل الأسمر الطويل يفهم سبب إعجاب العديد من اللاتينيين بترامب ومساعدتهم له في العودة إلى البيت الأبيض، رغم أنهم يعانون في كثير من الأحيان صعوبات اقتصادية.
ويقول إن اللاتينيين في وضع قانوني يفضلون تجاهل هجمات ترامب لأنهم «يعتقدون أنه لن يتم استهدافهم». ويضيف «يربط العديد من اللاتينيين الثروة والنجاح بذوي بالبشرة البيضاء، ويريدون أن يكونوا جزءاً من تلك المجموعة، وأن يتم دمجهم، بدلاً من تهميشهم».لكنه غاضب خصوصاً من بعض أعمامه وأبناء عمومته الذين صوتوا لصالح الملياردير الجمهوري، بعدما كانوا هم أنفسهم في وضع غير نظامي. ويؤكد «لا يمكننا إجراء محادثة، لأنها ستتحول إلى جدال وربما إلى شجار».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3yvzwydh

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"