عادي

هل كان بايدن السبب في هزيمة كامالا هاريس؟

21:16 مساء
قراءة 3 دقائق
هل كان بايدن السبب في هزيمة كامالا هاريس؟

واشنطن - أ ف ب
عوامل عدة وراء خسارة كامالا هاريس، منها أهمية مسألتي الهجرة والتضخّم، وتأييد رجال بيض أو سود أو من أمريكا اللاتينية لترامب، ودخولها المتأخّر السباق الانتخابي، وعدم النأي بنفسها بما فيه الكفاية من جو بايدن. في ما يأتي أبرز الأسباب التي قد تفسّر هزيمتها.
- المشاكل الاقتصادية
أولى جيم كارفيل، كبير المسؤولين عن الحملة الانتخابية لبيل كلينتون، أهمية مطلقة لمسألة الاقتصاد، ما سمح في رأيه بفوز المرشّح الديمقراطي في 1992. وبعد 30 عاماً على رئاسة كلينتون، ارتدّت مشاكل التضخّم، بعد جائحة «كوفيد-19» وارتفاع أسعار الوقود، والمنتجات الأوّلية سلباً على حملة كامالا هاريس وولاية جو بايدن، في حين ما انفكّ دونالد ترامب خلال حملته يتعهدّ بحلّها.
ولفت برنارد ياروس، الخبير الاقتصادي في «أكسفورد إيكونوميكس»، إلى أن مسألة «التضخّم أدّت دوراً بارزاً حتّى لو سجّل بعض التباطؤ؛ اذ يبدو أن ذلك لم ينعكس إيجاباً على الحزب الحاكم».
- مسألة الهجرة
واظب ترامب طوال حملته الانتخابية على التنديد بالهجرة غير النظامية لملايين «المجرمين»، متعهّداً بطردهم بأعداد كبيرة. ولا شكّ في أن هذه السردية لقيت آذاناً مُصغية في أوساط قاعدته الانتخابية التي اتّسع نطاقها.
ورأى كارل توبياس، الأستاذ في جامعة ريتشموند، أن «مسألة الهجرة كانت من دون شكّ عاملاً حاسماً لفوز ترامب، وهو موضوع يشدّد عليه منذ العام 2016 مع خطابات عن الجدار والاجتياح والتهديدات المحدقة بالعمالة الأمريكية».
ووجّه سهامه مباشرة إلى هاريس التي كانت مكلّفة سياسة الهجرة في البلد بصفتها نائبة بايدن.
- ديموغرافيا انتخابية جديدة
أظهر استطلاعان للرأي أجريا بعد خروج الناخبين من مراكز الاقتراع بمبادرة من مركز «إديسون» البحثي و«سي إن إن»، أن دعم الأمريكيين من أصول إفريقية لترامب زاد من 8 إلى 13% بين 2020 و2024، في مقابل ارتفاع من 32 إلى 45% في أوساط الأمريكيين من أصول أمريكية لاتينية، في مؤشّر خطر إلى الديموغرافيا المتغيّرة للقاعدة الانتخابية للديمقراطيين.
وأورد روبرتو سورو، الأستاذ المحاضر في جامعة كاليفورنيا: «لاحظنا فعلاً في أوساط الأمريكيين من أصول مكسيكية والإنجيليين غير الحائزين شهادات جامعية، والمنتمين إلى الطبقة العاملة ميولاً مطردة نحو ترامب في كلّ استحقاق انتخابي تلو آخر»، وخاصة أنهم من المحافظين تقليداً في المسائل الاجتماعية.
وخلافا لكلّ التوقّعات، سجّل ترامب نتائج أفضل في أوساط النساء والشباب، ما كانت عليه الحال في 2020، بالرغم من تركيز هاريس في حملتها على الدفاع عن حقوق النساء، ولا سيّما مسألة الإجهاض.
ورأت سيلفي لوران، الأستاذة المحاضرة في كلّية العلوم السياسية في باريس، أن «النساء يتولّين إدارة نفقات العائلة، ويشترين المواد اللازمة لتحضير وجبات الطعام. وارتفعت أسعار المواد الغذائية بأكثر من 30% منذ 2020... ولم تعرف هاريس كيف تتعامل مع الوضع» وكيف تجتذب إليها أغلبية هذه الفئة من الناخبين.
- دخول متأخر في السباق الانتخابي
وأثار إعلان بايدن نيّته الترشّح للانتخابات في إبريل/ نيسان 2023 تحفّظات الكثير من الديمقراطيين. لكنّ الشخصيات البارزة في الحزب اختارت الوقوف وراء الرئيس الثمانيني في مسار الترشّح لولاية ثانية، متجاهلة طوال أشهر المؤشّرات الجلية إلى تدهور حال الرئيس، الذي كان يؤكد أنه الوحيد القادر على التغلّب على ترامب.
وعندما استدعى الأمر إيجاد بديل من بايدن على نحو عاجل في يوليو/ تموز الماضي، لم يكن أمام هاريس سوى ثلاثة أشهر للتعويض عن شعبيتها المتدنّية، وتبديد الانطباع السائد أنه لم يكن لديها ما يكفي من الوقت لتعدّ العدّة لهذا الاستحقاق.
وصرّح خبير السياسة في جامعة فيرجينيا لاري ساباتو، أن «هذه الكارثة في الحزب الديمقراطي تعزى في جزء كبير منها إلى بايدن. كان يجدر به ألا يترشّح في سنّ الثمانين، وترك لهاريس وقتاً قصيراً لتدير حملة الاستبدال التي تبيّن في نهاية المطاف أنها لم تكن مناسبة».
- النأي بالنفس من بايدن
وأعرب عدد كبير من الأمريكيين عن عدم رضاهم عن رئاسة بايدن، وتأخّرت كامالا هاريس في النأي بنفسها عنه، لا سيّما في قضيتي الهجرة والاقتصاد اللتين ارتدّتا سلباً على شعبيته، فضلاً عن الانتقادات اللاذعة التي تلقّاها من الأمريكيين ذوي الأصول العربية بشأن دعمه إسرائيل.
ووجدت نائبة الرئيس نفسها في مأزق في الثامن من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، عندما سُئلت على قناة «إيه بي سي» إن كانت ستتصرف في شكل مختلف عن بايدن في السنوات الأربع الأخيرة. وبعد تردّد بسيط، قالت: «لا يخطر شيء خاص في بالي».
وكان لتلك الإجابة وقع «كارثي»، بحسب ما قال ديفيد أكسيلرود، المستشار السابق لباراك أوباما، عبر «سي إن إن».
وعرف ترامب كيف يستغلّ تلك الهفوة، ولم يتوانَ في تجمّعاته الانتخابية عن عرض التسجيل المصوّر لتلك الحلقة، مستخدماً إياه أيضاً في أشرطته الدعائية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/28hvbyun

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"