عادي

إقالة غالانت تكشف المستور.. اشتباكات بالأيدي وحرب بلا هدف

16:39 مساء
قراءة 5 دقائق
إقالة غالانت تكشف المستور.. اشتباكات بالأيدي وحرب بلا هدف
إقالة غالانت تكشف المستور.. اشتباكات بالأيدي وحرب بلا هدف

(وكالات)
لا تزال تفاعلات إقالة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لوزير دفاعه يوآف غالانت، على أشدها، إذ كشفت هذه الخطوة عن جبل جليد من الخلافات أخفي عن الإعلام، باستثناء جزء يسير كان ظاهراً، أرجع ذلك إلى تباين وجهات النظر حول إدارة الحرب وتجنيد المتدينين، إضافة إلى طموح رئيس الوزراء إلى تقريب من يوافقونه فكرياً.
غالانت لم يصمت، بل أخرج كل ما في جعبته لمواجهة نتنياهو، الذي كان قد أهانه مرات كثيرة، ومنعه من حضور اجتماعات مهمة حول إدارة الحرب، وهمشه في مواضع كثيرة، وصلت إلى حد الاشتباك بالأيدي مع حراس مكتب رئيس الوزراء، كما كشف أخيراً.
مفاجآت من العيار الثقيل
أعلن نتنياهو في بيان الثلاثاء، إقالة غالانت من منصبه، وعيّن وزير الخارجية يسرائيل كاتس لتولي الوزارة خلفاً له، فيما عيّن جدعون ساعر وزيراً للخارجيّة. وقال نتنياهو: «أزمة الثقة التي حلت بيني وبين وزير الدفاع لم تجعل من الممكن استمرار إدارة الحرب بهذه الطريقة».
لكن غالانت قال: إن «أمن إسرائيل كان وسيبقى رسالته في الحياة»، كما فجر مفاجآت من العيار الثقيل، فقد أكد لمدى أشهر، أن الجيش حقق جميع أهدافه في قطاع غزة، كما كشف أن نتنياهو رفض صفقة إطلاق الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى حركة حماس مقابل وقف النار، رافضاً بذلك نصيحة مؤسسته الأمنية، وفق ما نقلت وسائل إعلام إسرائيلية. وقال خلال اجتماعه مع بعض عائلات الأسرى: «لم يبق شيء في غزة لنفعله، فقد حققنا كل الإنجازات الكبرى».
كما أضاف: «أخشى أننا سنبقى هناك لمجرد أن هناك رغبة في أن نبقى دون جدوى». واعتبر أن بقاء القوات الإسرائيلية في القطاع بدون خطة أو هدف مستقبلي يهدد حياة الجنود.
وبين غالانت لعائلات الأسرى الإسرائيليين، أن اعتبارات نتنياهو حول صفقة تبادل الأسرى «ليست عسكرية ولا سياسية»، في إشارة إلى أنها شخصية، حسب ما نقلت «هآرتس». كما أكد أن رئيس الوزراء هو الشخص الوحيد الذي يمكنه أن يقرر ما إذا كان سيتم عقد صفقة الأسرى مع حماس أم لا.
ودعا غالانت، الحكومة إلى العمل على إعادة المحتجزين من قطاع غزة «وهم أحياء»، مؤكداً ضرورة أن يؤدي كل الإسرائيليين الخدمة العسكرية. وقال غالانت في كلمة يوم الثلاثاء بعد عزله من منصبه: «التزامنا (هو) إعادة الرهائن، علينا القيام بذلك سريعاً وهم أحياء».
وأضاف أن «على الجميع في إسرائيل أن يؤدي الخدمة في الجيش»، في إشارة إلى اليهود المتدينين الذين كانوا معفيين من الخدمة الإلزامية إلى أن أنهت المحكمة العليا هذا الإعفاء في يونيو/حزيران الماضي.
أسباب إقالة غالانت
وأكد غالانت أن قرار إقالته جاء نتيجة خلافات بشأن 3 قضايا:
الخلاف الأول يتعلق بقضية التجنيد، فهو يرى أن كل من هو في سن التجنيد يجب أن يلتحق بالجيش، وفق قوله.
وأشار إلى أن الخلاف الثاني يتعلق بإصراره على إعادة المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة بأسرع ما يمكن، «وهذا هدف يمكن تحقيقه بقدر من التنازلات وبعضها مؤلم».
وقال إن الخلاف الثالث يتعلق بإصراره على وجوب تشكيل هيئة تحقيق رسمية في ما حدث بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
اشتباكات بالأيدي
وكانت العلاقة بين غالانت ونتنياهو في أسوأ أحوالها، فقد كشفت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، مساء الخميس، عن نشر مقربين من نتنياهو، لقطات فيديو لغالانت وهو يتشاجر بالأيدي مع حارس أمن مكتب نتنياهو محاولاً الدخول للمكتب بعد أيام من 7 أكتوبر/ تشرين الأول عام 2023.
وأوضحت الصحيفة أن من نشروا الفيديو حصلوا عليه من الكاميرات الأمنية في مكتب نتنياهو في مقر وزارة الدفاع «الكرياه» في تل أبيب، مضيفة أن مستشار نتنياهو، يوناتان أوريش، شارك الفيديو مع آخرين.
وذكرت الصحيفة أن الحادثة وقعت ظهر يوم 12 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، بعد أن دعا مكتب نتنياهو، غالانت، إلى اجتماع «الكابينيت»، لكن قيل له إنه سيعقد في مخبأ تحت الأرض في مقر وزارة الجيش في «الكرياه».
وحسب الصحيفة، وصل غالانت إلى «الكرياه»، ثم اكتشف أن الاجتماع لم يعقد تحت الأرض، بل في مكتب نتنياهو، ومُنع من دخول المكان. وطالب حارس أمن غالانت حارس أمن مكتب نتنياهو بفتح الباب، لكن الأخير رفض، وعلى الفور بدأ شجار بالأيدي بين غالانت وحارس الأمن.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول إسرائيلي لم تذكر اسمه القول: «في تلك الأيام، كانت هناك محاولات متكررة من نتنياهو ومحيطه لإذلال غالانت، من خلال عدم دعوته إلى اجتماعات أمنية، أو محاولة حجب رأيه عن القرارات».
وأكد المسؤول أنه «حتى في هذه الحالة يبدو أنهم أرسلوا غالانت إلى اجتماع لم يعقد تحت الأرض بهدف إذلاله». وتساءل «منذ متى لا يستطيع وزير الحرب الذي يأتي إلى مكتب رئيس الوزراء لحضور اجتماع مجلس الوزراء أن يدخل المكتب؟».
وقال مصدر مطلع على تفاصيل الواقعة للصحيفة «ما كان واضحاً لنا هو أن مكتب نتنياهو حفظ المادة المسجلة من الكاميرات الأمنية لاستخدامها ضد غالانت أو لتهديده». لكن مستشار نتنياهو، يوناتان أوريش، وهو المشتبه به الرئيسي في القضية، رد قائلاً «لا أعرف شيئاً عن هذه القصة».
احتجاجات
ونزل آلاف الإسرائيليين يومي الثلاثاء والأربعاء إلى شوارع تل أبيب، للاحتجاج على إقالة غالانت، مطالبين الحكومة ببذل كل ما في وسعها لإعادة المحتجزين في قطاع غزة.
والخميس، تبادل أعضاء المعارضة الإسرائيلية وحكومة الائتلاف اليميني الحاكم السباب خلال مراسم أداء يسرائيل كاتس اليمين الدستورية في منصب وزير الدفاع خلفاً لغالانت، بحسب ما ذكرت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل». ثم غادر أعضاء المعارضة بنهاية المطاف قاعة الكنيست احتجاجاً على تلك الإقالة.

خلافات ما قبل 7 أكتوبر
وقالت كبيرة المراسلين السياسيين تال شاليف في موقع «والا»، إن «الخلافات بين غالانت ونتنياهو بدأت منذ شهر مارس/آذار 2023 خلال أحداث التعديلات القضائية»، وفق «بي بي سي».
وقالت المحللة الإسرائيلية مزال موعاليم: إن الخلاف بين نتنياهو وغالانت في الأساس هو «مسألة سياسية»، معتبرة أن غالانت «كان يخطط لاستبدال نتنياهو في محاولة لإحراجه وجعله ضعيفاً أمام العالم».
واعتبرت موعاليم أن غالانت بدأ هجومه على نتنياهو، لذلك أصدر مكتب نتنياهو بياناً يوضح أن غالانت يتبنى ما سمته «السردية المناهضة لإسرائيل»، ووجه له مكتب الحكومة تهماً وصفتها موعاليم «بالصعبة والخطرة».
ويعد غالانت الوزير الوحيد الذي خرج ضد التعديلات القضائية التي أرادها نتنياهو قبل شهور من الحرب، وصرح أمام العالم بأن ذلك يشكل خطراً على دولة إسرائيل، وبعد مرور 24 ساعة على تصريحاته آنذاك أقاله نتنياهو، وتظاهر الإسرائيليون في جميع أنحاء البلاد بشكل غير مسبوق بمشاركة قرابة مليون متظاهر، وسميت بـ «ليلة غالانت»، بحسب ما قالت شاليف.
وأعلنت حينها نقابة العمال في إسرائيل إضراباً عاماً، وتراجع نتنياهو عن قراره بإقالة غالانت، ومنذ ذلك الحين توصف العلاقة بين غالانت ونتنياهو بـ «السيئة» علماً بأن لغالانت قرارات ووجهات نظر «تعارض رئيس حكومته».
ترى تال شاليف أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تدعم أي صفقة على الطاولة، وتريد التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.
تحذيرات وصدمة
وحذّر الرئيس الإسرائيلي اسحق هرتسوغ من «اضطراب سياسي» بعد إقالة وزير الدفاع يوآف غالانت.
كما دعا زعيم المعارضة يائير لابيد كل المواطنين الإسرائيليين للخروج إلى الشوارع، ودعا عائلات الرهائن الإسرائيليين للتظاهر رفضاً لإقالته. وعبر كبار مسؤولي المؤسسة الأمنية عن شعورهم بالصدمة من قرار إقالة غالانت. وعلق البيت الأبيض بأن غالانت كان شريكاً مهماً للمساهمة في أمن إسرائيل، فيما عبر مسؤولون أمريكيون عن مفاجأتهم بهذا القرار.

أصوات مرحبة
وأكد نوعام أمير، المعلق السياسي للقناة 14 الإسرائيلية المقربة من نتنياهو، أن خطوة إقالة غالانت كان يُفترض أن تحدث منذ فترة، وقال إن غالانت كان يعلم أن «ساعته تقترب». وتحدث عضو الكنيست دان إيلوز، من حزب الليكود، عن ضرورة وجود ثقة مطلقة بين رئيس الوزراء ووزير الدفاع، وبمجرد كسر الثقة يصبح الأمر خطراً.
وعلقت عضو الكنيست تالي غوتليب من حزب الليكود، على الإقالة بقولها: «أن تأتي متأخراً أفضل من ألا تأتي أبداً»، مشيرة إلى أن غالانت «صاحب التصريحات الانهزامية، ومن يدلي بتصريحات تسيء إلى رئيس الوزراء أثناء الحرب يجب أن يرحل».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/ep7tfz

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"